(11)

3.7K 171 46
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

قدّمت مها على إجازة؛ فهي لا تريد الاحتكاك بأحدهم لكن غيابها هذا قد أثار غضب جلال أكثر.

وقد استغلت هذه الأجازة لتعد نفسها للسفر فأتقنت اللغة جيدًا وجمعت معلومات عن الأماكن التي ستذهب إليها وترجمتها لتتقن التحدث عنها.

ولم يؤرقها تلك الفترة سوى رسائل رامي التي لا تنتهي والتي قررت عدم الرد عليها ربما يفهم ويبتعد، لكن يبدو أنه موصوف لها ظهور الكائنات اللزجة في حياتها!

سافرت مها بالفعل مع الفوج في أولى رحلاته إلى الأقصر و أسوان.... ومن لم يعشقهما؟

فهما مدينتان من المدن السياحية والأثرية فالأقصر من أكبر المدن التي تحتوي على كَمٍّ من الآثار مثل: وادي الملوك، معبد الأقصر، معبد الكرنك، معبد الدير البحري (للملكة حتشبسوت)، معبد الرامسيوم،...
وغير ذلك من الأماكن الأثرية الرائعة.

أما عن أسوان ففيها معبد أبي سمبل وستكون المصادفة أجمل إن كانت زيارته في يوم تتعامد فيه الشمس على تمثال رمسيس الثاني وذلك بمثابة حدثٍ عالمي، وماذا عن روعة نهر النيل الخالد في أسوان وعن جمال الرحلات النيلية بالإضافة لزيارة السد العالي ومتحف النوبة والتعرف على أهل النوبة و رؤية حياتهم، عاداتهم ومنتجاتهم... كم هو رائع حقًا!

ولن أحكي عن جمال الجو والشمس الساطعة في تلك المدينتين، ذلك الجو الذي يعشقه السائحون ونعشقه نحن كمصريون أيضًا خاصةً في فصل الشتاء.

لقد استمتعت مها كثيرًا مع السائحين طوال فترة بقاءها معهم فقد تعلمت واستفادت كثيرًا خاصةً أثناء بحثها عن معلومات تخص تلك المدينتين ولا شك أن الرؤية والزيارة أكثر متعة بعد جمع المعلومات.

ثم انتقلت مها مع الفوج للرحلة إلى شرم الشيخ فكانت مع السائحين ففي النهار حيث نشاطاتها مع الأطفال وليلًا في حفلات السمر وذلك غير الرحلات اليومية فهذا يوم للألعاب المائية، وذلك لسانت كاترين ومشاهدة شروق الشمس من فوق أعلى قمة في مصر، ويوم آخر للرحلة البحرية من أجل الغطس والسباحة في عرض البحر ومشاهدة جمال الأحياء المائية والشعب المرجانية النادرة.

كانت مها تشاركهم في جميع نشاطاتهم بسعادةٍ بالغة قد أنستها كل شيء حتى أنها أنستها لزاجة رامي ذلك.

كان جلال وياسين يتابعان أخبار الافواج ويتصفحون الصفحة الرئيسية للشركة على موقع التواصل الاجتماعي وقد انتبها وبالتحديد جلال إلى تلك الصورة التي نُشرت والتي فيها رامي جانب مها يضحكان.

وما أن رآها جلال حتى استشاط غضبًا وأقام الدنيا ولم يُجلسها، وودّ لو يخنق ذلك الرامي بيده وراجع نفسه كيف سمح لها أن تسافر لهذا السفيه؟!

ووسط عاصفة غضبه نادى على نهى بصوتٍ قوي وبرغم أن نهى قد اعتادت على طريقته وأسلوبه فلم تعد ترتعد منه لكن مع ذلك الصوت الفجائي بقوة دخلت مسرعة إليه، وقبل أن تسأله صاح فيها بثورة: احجزي لي على أول طائرة ذاهبة إلى شرم الشيخ واتصلي بهم ليعدوا غرفتي في الفندق.

(المعجبة المهووسة)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن