(18)

3.3K 145 36
                                    

   بقلم: نهال عبد الواحد

وجاء يوم الإجازة الأسبوعية وذهبت مها بالفعل إلى نهى في بيتها ومعها العرائس المختلفة والحلوى أيضًا وجلست معهم يتسامرون ويضحكون ثم جاء ياسين وكان لا يبدو أنه لم يكن خارج البيت من هيئته وطريقة لبسه العادية حيث كان قادم من الحديقة.

فأهدر مُرَحِبًا: مرحبًا مها! إفتقدناك كثيرًا!

ابتسمت مها ابتسامة باهتة وأجابت: مرحبًا بك! وأنا أيضًا، كيف حالك؟

- الحمد لله، كيف أصبحتِ أنت الآن؟ هل كل شيء على ما يرام؟

- بخيرٍ الحمد لله.

- لازال مكانك محفوظًا في الشركة، فقد كنتِ ماهرة في إقناع العملاء، ونحن جميعًا في انتظارك.

فأومأت مها وقالت: لازلتُ غير متأكدة في رغبتي أن أعود مجددًا، على أية حال سأعيد التفكير لكن بعد زفاف مازن.

فاتسعت ابتسامة ياسين وسألها: ومتى سيكون؟

- بعد أسبوعين.

- بالطبع نحن مدعوون، أليس كذلك؟!

- بالطبع لا!
قالتها مها بثقة فوجم قليلًا ونظر لها بتساؤل، فضحكت وقالت: أنت ونهى أخوتي أي أهل الفرح، والأهل لا يُدعون بل هم من يَدعون.

فقال ياسين بإعجاب: حسنًا، مبارك! وبالرفاء والبنين، المهم الآن أين عرائسك وحكاياتك؟

- حسنًا، معي كل شيء، سأذهب وراء الأريكة أو خلف الستائر وسأبدأ في الحال، أود العودة إلى البيت مبكرًا.

- لا، بل تعالي في الحديقة بالخارج، الأجواء هناك أفضل كثيرًا، كما أني قد أحضرتُ مسرحًا حقيقيًّا للعرائس بدلًا من تلك الأريكة والستائر.

فضحكوا جميعًا ثم خرجوا إلى الحديقة، جلسوا على كراسيٍ موضوعة في الحديقة واتجهت مها بحقيبتها الكبيرة نحو ذلك المسرح ووصلت إلى خلفه، ثم جلست أرضًا، فتحت الحقيبة، أخرجت العرائس ووضعت كل شخصية على حدا حسب ترتيب ظهورها ثم فتحت هاتفها وأخفضت الصوت مستمعة لمقاطع صوتية مختلفة لتختار أحدها كخلفية موسيقية للقصة.

وفجأة شعرت بحركةٍ خفيفة خلفها فارتبكت وشعرت بريبة وبعض الخوف، ترددت قليلًا ثم التفتت ورفعت عينيها، إنه جلال! واقفًا بهيئته الرائعة كما هو المعتاد، حاملًا في يده شيئًا كدفترٍ ورقي كبير وفي اليد الأخرى باقة رائعة من الورد.

لكن في عينيه نظرة مختلفة لم تراها من قبل كأنها شجن، حزن أم ربما شوق كبير، كأنها شفرة غير مفسرة.

نهضت مها واقفة ولازالت عيناها عليه لم تخفضهما والتي لم تخلو أيضًا من تلك النظرة الممزوجة بحزنٍ وشجنٍ مع الشوق ولازال وجهها حاملًا بعض الشحوب.

(المعجبة المهووسة)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن