(10)

3.7K 170 27
                                    

بقلم: نهال عبد الواحد

وصلت مها للمنزل وغضبها كالإعصار الحارق لتجد ما يستشيط ما تبقى منها....
أجل إنه الدكتور حسن تلك الكتلة اللزجة وما أن رأته جالسًا مع أمها حتى دخلت مندفعة نحو حجرتها وصفقت الباب دون أي قول ولا حتى إلقاء تحية منها أزعج والدتها بشدة وذهبت خلفها إلى حجرتها.

صاحت فاتن: ما هذه الوقاحة؟!

- تقصديني أنا! لا أدري ما الذي عليّ فعله! لقد قُلتها صراحةً لا أريدك ثم أجده هنا! يا إلهي!

- أجل! وقد حدثني بعدها واعتذرت له نيابةً عنكِ وأخبرته أنك لم تقصدي وقتها.

فصاحت بملئ صوتها: لا بل أقصد! أقصد! أقصد! لا أريده! لا أتقبله! لن أتزوج منه! ما اللغة التي يفهمها حتى أحدثه بها؟!

- أراكِ قد جننتِ!

- أجل! هو بالضبط الذي قُلتيه، اتركيني أمي أرجوكِ! اتركيني الآن!

فاضطرت أمها للخروج من الحجرة فهي تعلم مدى جنونها واندفاعها.

كانت مها غاضبة للغاية ولا تدري كيف تفكر...
مرت أيام ولم تراه إطلاقًا سواء عند السيارة أو مارًّا بين المكاتب وكأنه يقصد إغضابها هكذا! فقررت هي الأخرى عدم الذهاب لمكتب صديقتها حتى لا تراه ولا حتى بالمصادفة لكن نهى هي من كانت تأتيها وكانتا تتحدثان في أي شيء بعيدًا عن جلال فقد شدد ياسين على نهى عدم التحدث في مثل تلك الأمور الآن إلا إذا بدأت مها الحديث عنه، لكن مها لم تتحدث على الإطلاق وصارت تقف بسيارتها في مكانٍ بعيدٍ عنه حتى لا تراه مطلقًا فلا يظن وحده من يستطيع إغضابها.

لكن ذات يوم تفاجأت مها بذلك الدكتور يجيئها عند مكتبها وما أن رأته حتى ودت لو تقذفه بأي شيء تطوله يدها وبطبيعة مها نستطيع قول أنها تفعلها.

تحدث حسن: أهلًا آنسة مها!

أجابت مها ببرود ظاهري وتثاقل: أهلًا!

- هل يمكن أن تخبريني إلى متى ستعامليني هكذا؟!

- هكذا! كيف؟

- بالبرود والجفاء.

- حضرتك بالنسبة لي مجرد زميل، يمكن وذلك احتمال ضعيف أن نتطور وتصبح أخًا لكن لا أعدك بأكثر من ذلك.

- لماذا؟ ما هو عيبي؟ لماذا ترفضيني؟!

- إن الإرتباط أساسه مبني على القبول في المقام الأول لكن هذا غير موجود.

- إذن ما سمعته عنكِ كان صحيحًا.

- وما هو يا ترى؟

- أنكِ مجنونة، وفتاة كارتون.

فصاحت في وجهه: أجل! أنا فتاة فعلًا أحب أفلام الكارتون، هل من معترض؟!

ونظرت إلى تلك التي تجلس جوارها فقد تأكدت أنها من قالت ونشرت الأمر ثم التفتت إلى حسن فوجدته لايزال جالسًا فقالت: يا إلهي! ألازلت جالسًا؟! ألا تعلم أن المجانين لا يُحاسبون؟

(المعجبة المهووسة)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن