(13)

3.5K 151 24
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

شبك جلال يدها بيده وذهب بها نحو الحافلة، ركبا ثم تحرك بالجميع، سارت الحافلة كثيرًا فالمسافة طويلة حقًا وقد استمرت لعدة ساعات كانت فيها مها جالسة جواره ولازالا متشابكا اليدين وقد أراحا رأسيهما على بعضهما البعض وذهبا في سِنةٍ من نوم.

وأخيرًا وصلوا إلى دهب وكان أولًا مكان السفاري ومتعة السير في الصحراء فركبت جالسة خلفه وقد ربطا ذلك الشال على وجهيهما ولا يُرى إلا عيونهما وقبل أن يتحرك بها جلال جذب بذراعيها إليه وأغلقهما على خصره وطلب منها لتتشبث به وقد فعلت وأسندت برأسها على ظهره وانطلق جلال.

سار الجميع خلف الدليل وسط الجبال الرائعة حتى وصلوا جميعًا لمنطقة ما وسط الصحراء وبدأ البعض في تسلق جبل موجود هناك وقد صعد جلال ومها فوق الجبل والتقطا العديد من الصور فالمنظر حقًا بديع خاصةً مع وجود بعض النخلات رائعة المنظر.

وحان وقت النزول وقد كان ذلك صعبًا فالجبل حقًا عالٍ وشديد الانحدار وبدت مها خائفة رغم ارتداءها لحذاء رياضي.

كان جلال بدايةً ممسكًا يديها معاونها على الهبوط معه لكن بدأت تنزلق من حينٍ لآخر فلم يجد بدًا إلا أن يحملها على ظهره فتشبثت بكتفيه جيدًا وبدأ ينزل بها باحتراسٍ شديد، أغمضت عينيها من حينٍ لآخر حتى لا تنظر إلى أسفل وكان يضحك عليها فتفتح عينيها وتميل لترى وجهه، كم هو وسيمًا عندما يضحك! واكتشفت أن لديه غمازتين طوليتين كانت لا تظهر إلا عندما يضحك خاصة مع وجود تلك الشعيرات الخفيفة على وجنتيه فكانت تختبئ خلفها حيث لم يكن يحلقها تمامًا بعكس غمازتيها الأكثر وضوحًا فكانت تضع يدها تعبث بهما فيهددها أن سيتركها تسقط فتعود للتشبث به مجددًا.

ونزل الجميع أخيرًا وجلسوا يتناولون الشاي البدوي المميز ثم عادوا من جديد لنقطة انطلاقهم.

ركبوا السيارة مرة أخرى لاستكمال برنامج الرحلة حيث البحر والاستمتاع بالشعب المرجانية في منطقة (البلوهول) الرائعة.

وصلوا بعد فترة لم تتجاوز بضع ساعات وأخذ كل فرد الزي الخاص بالغطس لكن دون إسطوانة الهواء فهذا المكان لا يغطس فيه لأعماق بل يمكنك المشاهدة من أعلى وأنت قريب من السطح لدرجة أنك لو لم تسبح باحتراس لصدمت أحد تلك الشعب، استعدوا جميعًا ونزلوا في الماء واستغرقت رحلة المشاهدة فيها حوالي ساعة وأكثر وبعد انتهاء تلك الرحلة ظل جلال ومها يعبثان بالماء ودخلا في المنتصف حتى لا يصطدما بالشعب المرجانية ويهبطا لأسفل ثم يصعدا لسطح الماء مرة أخرى في مرحٍ وضحك.

كم هو ممتع أن تسبح وتحتك آلاف الأمتار! فيكون لديك شعور كأنك تطير وأنت لا تلمس شيئًا بقدميك.

وأخيرًا خرجا وكانت مها قد بدأت تشعر بالدوار لكنها كانت تقاوم ذلك الشعور لتستمع بهذا اليوم الرائع، خاصةً وهي ترى مزحات جلال وضحكه معها فكأنما تبدل اليوم لشخصٍ آخر.

(المعجبة المهووسة)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن