(17)

3.3K 149 12
                                    

  بقلم : نهال عبد الواحد

وفجأة رن هاتف جلال فوجد رقمًا غريبًا فتردد قليلًا ثم رد: مرحبًا! من؟! مها! ماذا؟!

ثم أمسك بورقةٍ وقلم وكتب عنوانًا ما، يبدو أن أحدًا ما يمليه له ثم هبَّ واقفًا، فأسرع ياسين متسآلًا: ماذا؟! كأن الأمر يخص مها!

صاح جلال مستفيقًا فجأة من شروده اللحظي: مها!

ثم انطلق وخرج الجميع خلفه فقد شعروا بخطبٍ جلي وقد بدا على جلال القلق الشديد.

خرجوا جميعًا من الباب الخلفي وركب كل منهم سيارته دون سائق، ركب ياسين ونهى معًا وفاتن ورضوى مع جلال.

كان جلال يقود بسرعةٍ وصمتٍ وكانت فاتن تود لو تسأله لكن تخشى فهيئته حقًا لا تبشّر بخير، لكن كطبيعة أي أم تتوقع في ذهنها كل السيناريوهات السيئة حتى وصل جلال وتوقف أمام عمارةٍ ما وتردد بعض الوقت ولم ينزل توًا وبعد ذلك ترجّل والجميع تبعه دون أن يفهم ما الذي يجري!

وصل جلال أمام باب العيادة وتجمد مكانه ولا يفهم لماذا أتت هي إلى هنا؟ ولا لماذا طلبت حضوره؟ هل ستورطه في أمرٍ ما؟!

إهدأ جلال ولا تتسرع في الحكم ولا تسحب ثقتك منها، إنها مها!

هكذا حدثه عقله، أخذ يتنفس بعمقٍ ويمسح وجهه بهدوء ثم دخل قبلهم فمنذ أن وقعت أعينهم على لافتة (طبيبة نساء وتوليد)  وقد عادت نظرات الاتهام والتكذيب إليه مجددًا.

دخل جلال وبمجرد دخوله عبق المكان برائحة عطره المميزة فالتفتت بأعينهن كل اللاتي جلسن بالعيادة بدخلته المهيبة تلك، أناقته ووسامته ثم دخول ياسين خلفه ورغم تفوق جلال عليه في هيئته لكنه أيضًا يتمتع بوسامةٍ وأناقةٍ ليست بالقليلة وبدأ صوت همساتٍ يُسمع منهن مع نظرات الانبهار والإعجاب فأسرعت نهى الإمساك بيد زوجها فنظر إليها يومئ بوجهه متنهدًا أن هذا ليس بوقته!

وقف جلال أمام السكرتيرة والتي هبت واقفة واجمة عندما رأته وظلت تتطلع إليه كأنها لم ترى رجلًا في حياتها فتأفف ونظر جانبًا.

زفر جلال وتحدث بجموده المعتاد: معذرةً! لقد اتصلتم بي منذ قليل.

فأجابت السكرتيرة بتيه: بخصوص ماذا؟

أجاب جلال بفراغ صبر: مها.

- السيدة مها! إذن فأنت زوجها! يمكنك الانتظار قليلًا حتى نخبر الطبيبة.

- أين مها الآن؟

- هي لاتزال بالداخل ربما في حجرة الاستراحة، لكن يبدو أن الطبيبة بحاجة للتحدث معك أولًا، يمكنك الانتظار قليلًا، تفضل سيدي!

كم أزعجته كلمة (السيدة) تلك وأثارت غضبه خاصةً وعاوده عدم الفهم من جديد، كما أن تلك الكلمة أحزنت فاتن وأشعرتها بنوعٍ من الحسرة.

(المعجبة المهووسة)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن