بقلم:نهال عبد الواحد
تحركت مها، طرقت الباب ثم دخلت وحالتها أشد من الأمس؛ ارتباكها يبدو اليوم بشكل أكثر وضوحًا.
بالرغم من سعادته بحضورها وحالتها هذه إلا أنه قد أخفى كل شيء وتعامل بجدية وكبرياء حيث عاد بظهره يملأ مقعده بتكبر مشيرًا لها بالجلوس بطرف أصابعه نفس الحركة التي استفزتها بالأمس فجلست وهي تفرك يديها معًا ناظرة إليهما.
لم يطول الأمر كثيرًا فسرعان ما أعطى لها تلك الرسالة مصورة ثم طرق بها على المكتب بنفس طريقة الأمس فأفزعتها وقد زادت من ربكتها حيث كانت تكتب بيدين مرتعشتين، كم كان سعيدًا بهذه الحالة التي وصلت إليها! وقد ظن أنه تأثيره الفتاك عليها!
انتهت من الكتابة ثم أعطته الرسالة وهنا دخل ياسين بحجة مناقشة بعض الأمور لكنه في الواقع يود الاطمئنان على مجريات الأمور بينهما وقد ظن أشياءً كثيرة، لكنه لم يجد سوى جلال القديم جالسًا أمامه ببروده وعجرفته.
تأفف ياسين من داخله، وقف جانب أخيه وأمامهما عدد من الأوراق وشاشة الحاسوب هذه ولازالا يتناقشان ثم قال جلال يوجه حديثه لمها على فجأة: ترى ما أخبار اللغة الحية لديك؟
فانتفضت مها بفجأة: هل قلت شيء؟
و رغم سعادته بهذه الحالة التي وصلت إليها لكنه اصطنع الغضب وصاح: كأنك تشردين في حضوري! أسألك عن لغتك الحية.
أجابت مها بغيظ: ليست على ما يرام.
- إذن فلتعدليها! إن فوج السياح سيجئ بعد أسبوعين وسنحتاج لمترجمٍ يلازمهم، وبالطبع ستكوني أنتِ المترجم، لكن لازلنا نعدّل في برنامج الرحلة، المهم الآن أن تستعدي بعد أسبوعين لمدة أسبوعين هي مدة الرحلة.
أومأت مها موافقة، فأكمل جلال بلغة آمرة: يمكنك الانصراف.
فقامت مها على مضض وكانت في قمة غيظها ثم سارت بضع خطواتٍ وشردت قليلًا ثم توقفت قبل أن تصل إلى الباب وكان جلال يتابعها بنظره ثم وجدها قد توقفت فجأة ثم التفتت وعادت إليه من جديد ووقفت أمام مكتبه مباشرة وقد كان باديًّا عليها الحيرة بشكلٍ كبير.
انتظرها جلال لتبدأ في سرد ما تريد، لكنها بمجرد أن فتحت فمها لتتحدث تجمد الكلام في حلقها وأقسم ألا يخرج ومهما حاولت جاهدة لم تفلح! ووسط نظرات جلال وياسين انسحبت بهدوء دون أن تنطق بأي شيء.
خرجت مها متجهة لمكتبها وهي تتهم نفسها بالغباء والحماقة، لكن بمجرد خروجها ضحك جلال بملئ فمه من حالتها تلك ثم عاد لعمله.
مضى اليوم وانتهت ساعات العمل وبقيت مها جالسة في سيارتها وهي تعزم ألا تغادر قبل أن تتحدث معه و ما أن رأته خارجًا من شركته حتى أسرعت تهم بالنزول ثم بعدها تباطئت حفاظًا على هيئتها.
أنت تقرأ
(المعجبة المهووسة) By:Noonazad
Romanceماذا لو تحول الإعجاب إلى هوسٍ وعشقٍ مجنون؟ عشقته من صوته دون أن تراه بل هوست به وبعد أعوامٍ التقت به، لكنها صدمت بما وجدت! كُتبت سابقًا كقصةٍ قصيرة من فصل واحد، وهنا قد أعَدتها بشكلٍ روائي مرة أخرى 💕❤💕 February, March 2019 #NoonaAbdElWahed #Noon...