(14)

3.1K 143 14
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

جلس جلال جانبها ييقظها عابثًا بخصلات شعرها ممسدًا عليها برقةٍ وشغفٍ كبير، فمن يرى جلال اليوم يرى شخصًا آخر بهذا الوجه المتيم وهذه النظرة العاشقة والعين اللامعة من سعادة الحب.

همس جلال بحنان: مها، موعد الإفطار الآن أم أطلبه هنا؟ ما أجملك وأجمل ابتسامتك وعينيك! هيا انهضي يا كسولة! هيا لنأكل ثم نعاود النوم من جديد، لم أنم ليلة أمس ولا التي قبلها وأشعر بألمٍ شديد يداهم رأسي.

كانت مها تحاول أن تفتح عينيها وأن تدرك ذلك الصوت الذي ييقظها كأنها تعرفه.

فتحت عينيها فوجدت الجالس جوارها وبهيئته هذه ثم نظرت لنفسها فإذا بملابسها مبدلة ومرتدية منامة سوداء رجالي على الأغلب لكن لا تخصها فهي تبدو واسعة فانتفضت جالسة وأمسكت بأعلاها تضمها مغلقة هذا الاتساع عن هاتين العينين التي تحملقان فيها.

كيف ذلك؟ ماذا حدث؟ لا تذكر أي شيء، كل ما تذكره السفاري، البلوهول، البحر، ركوب الجمال... ثم ماذا؟ كأن ليلةً بالكامل قد مُسحت ولا تعرف عنها أي شيء فوضعت يدها على رأسها.

ابتسم جلال قائلًا: كيف أصبحتِ يا حبة القلب؟

سألته بريبة: ما الذي أتى بك إلى غرفتي؟

فأجاب مبتسمًا: لا، أنت التي في غرفتي.

فصاحت بصدمة: ماذا؟!

فقال وهو يضبط المنامة عليها من كتفيها: تبدين كأنك تعومين في منامتي!
ثم ضحك وأكمل: لكن معذرةً فمن أين كنت ءأتي بملابس لكِ!

فصاحت بصوتٍ مختنق: ملابسي!

- إطمأني هي في الحمام، هيا إنهضي إنه موعد الإفطار ثم نعاود النوم مجددًا، فقد كانت البارحة ليلة عجيبة وأراكِ تحتاجين إلى المزيد ِ من النوم.

ثم غمز لها وقال بخبث: إني لأحسد هذه المنامة، ليتني هي.

كانت مها تحاول أن تنطق بأي كلمة لكن كأنما قد تجمد حلقها، فوضع يده على وجهها وقال بقلق: ماذا بك حبيبتي؟ كأنكِ لستِ بخير!

فدفعته ثم انطلقت ركضًا خارج الغرفة فابتسم جلال وضحك من فعلتها ثم تحسس مكان نومها وانحنى مشتمًا رائحتها فيه، لا بل وضع رأسه مكان رأسها وأخذ نفسًا عميقًا وأغمض عينيه وهمس بوله: ماذا فعلتِ بي؟! من أين ظهرتِ ليّ؟!

وبعدها ذهب في سباتٍ عميق.

أما مها فوقفت عند باب غرفتها وتذكرت أن ليس معها الكارت الخاص بالغرفة، نظرت لقدميها، إنها حافية القدمين! ماذا تفعل؟

فإذا بأحد العاملين مر جوارها وقبل أن تنطق فتح لها غرفتها ثم دخلت، أغلقت الباب بظهرها وسقطت جالسة على الأرض تغطي فمها بيدها وتريد أن تبكي أو تصرخ لكن كل شيءٍ متجمدٍ فيها، فأخذت تضرب نفسها بقوة لعلها تبكي أو تنطق بحرفٍ حتى.

(المعجبة المهووسة)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن