بقلم:نهال عبد الواحد
ما أن وصلت مها إلى الدور الذي فيه غرفتها وسارت قليلًا حتى جذبها شخص ما من ذراعها على فجأة وكمم فمها بيده وجذبها نحو غرفته.
صرخت صرخة مكتومة، انتفضت وأغمضت عينيها خوفًا وبعد قليل فتحتهما فرأته أمامها مغلقًا فمها بيد ولاويًا ذراعها للخلف بالأخرى وهي تحاول الهروب من بين يديه.
فنبس من بين شفتيه بحدة: إصمتي!
لكنها قامت بِعَضِّ يده بقوة فنزع يده متألمًا لكنه مازال ممسكها بيده الأخرى وأكمل بغلاظة: ماهذا؟
-بل ما هذا الذي تفعله أنت؟!
-أراكي تتصرفين بحريتك دون مراعاة لأي شيء!
- أجل، أتصرف بحريتي لأني حرة ما دمت لا أرتكب أخطاء، ماذا جرى؟ كنت أرقص مع الأطفال وذلك الرامي هو من أتى وفرض نفسه أمامي، ثم ما شأنك أنت؟!
- لا بل شأني! أنتِ ملكًا لي فقط، ومن يقترب منك أنسفه ومن ينظر إليك سأفقأ عينيه.
- هذا ليس من حقك، كل مالديك عندي هو عملي ليس إلا.
- لا، أنتِ ملكي.
- بل ملك نفسي.
- لا! أنا قدرك! قدرك الذي جعلك تتعلقين بي وتحبيني حتى من قبل أن تريني أو تعرفيني.
- وهذا من حمقي، أفسح لي فأنت لست في وعيك.
- لا أنتِ لي أنا.
- أفسح لي لقد كرهتك وكرهت نفسي.
فشدد قبضته عليها وقال: قلتُ لكِ أنا قدرك شئتِ أم أبيتِ، ولا أحد يهرب من قدره، ولا تقولي كرهتك هذه؛ فليس من حقك!
فبكت قائلة: ليتني لا رأيتك أو عرفتك ولا سمعت صوتك ولا......
وازداد نحيبها وبكاءها فاحتضنها بقوة وأكملت بكاءها بين ذراعيه وبعد قليل ابتعدت عنه تدفعه وتضربه بكلتا يديها في صدره مرددة: كرهتك وتعبت منك، إبعد عني إتركني!- قلتُ إياكِ وكلمة كرهتك! فلا يمكن أن تحبي غيري أو تكوني لغيري هل تفهمين؟!
ولازالت تضربه بضرباتها تلك التي لا تؤثر فيه وهي تبكي خائفة منه ومن هيئته لكنه لازال يطوقها ويحاصرها بين يديه حتى اصطدمت بالحائط من خلفها وركّز بناظريه نحو شفتيها وفجأة إذا به يقبلها!
لكن ما كانت إلا لحظة ودفعته وهي منقطعة الأنفاس ثم لطمته على وجهه فاختل توازنه وسقط أرضًا.
خرجت مسرعة متجهة نحو غرفتها ثم دخلت مغلقة الباب بظهرها ثم سقطت جالسة على الأرض تتلاقط أنفاسها بصعوبة كأنما قد جاءت ركضًا من مكانٍ بعيد وبكت بشدة واضعة يديها على وجهها ثم تذكرت تلك القبلة فتلمست شفتيها معاودة البكاء من جديد.
لقد صُدمت فيه! أهكذا ينظر إليها؟! أهكذا هي قيمتها ومقامها عنده؟!
أتمزق قلبي وليس من حقي حتى أن أشكو، ما الذي أحدثته بنفسي؟! هل أغذي حبي من الألم؟ فلن ينتهي ألمي مادام حبي باقيًا! إلى متى أتحملك وأتحمل كل هذا؟ هل ينبغي أن أتحمل الوجع لمجرد أني أحب؟ أم سأظل بين الهموم دائمًا؟! هل سأظل أحترق هكذا؟ أطير وأحلق ثم فجأة أسقط في السراب! يا ويلتي ماذا أحدثت بنفسي؟!
أنت تقرأ
(المعجبة المهووسة) By:Noonazad
Romansaماذا لو تحول الإعجاب إلى هوسٍ وعشقٍ مجنون؟ عشقته من صوته دون أن تراه بل هوست به وبعد أعوامٍ التقت به، لكنها صدمت بما وجدت! كُتبت سابقًا كقصةٍ قصيرة من فصل واحد، وهنا قد أعَدتها بشكلٍ روائي مرة أخرى 💕❤💕 February, March 2019 #NoonaAbdElWahed #Noon...