الفصل الثالث عشر

4.8K 111 1
                                    

يجلس رامى بجوار فريدة يضغط على جرحها لإيقاف النزيف، بينما يحاول إياد افاقة ملك ولكن دون جدوى، ويجلس كلا من حنان وياسمين يبكيان ويتعجبان على تحول يومهم السعيد، اما عن عزيزة فتجلس شاردة لاتصدق ماسمعته، احقا قالت "اختى" ام انى تخيلت ماسمعته، تبكى ولكنها لاتدرى أإذا كانت دموع الفرح على عودة ملك إلى احضانهم ام دموع الحزن على ماحدث لفريدة، بعد قليل وصلت سيارة الإسعاف لتحمل كلا من ملك وفريدة إلى المستشفى.

قبل ثلاث ساعات من الان
يدخل أمجد وملك منزل وليد السيوفى وماان رأتهم فريدة حتى هرولت مسرعة إلى ملك واحتضنتها قائلة:
متتخيليش مبسوطة اد ايه انك جيتى يا ملوكة…...فرحتينى جدا
ملك: انا مقدرش اتأخر عنك يا فريدة
وفى هذه الأثناء تأتى ياسمين وحنان ليحتضنا ملك ويرحبا بها، وبعدها تطلب حنان من ملك الانفراد بها فيدخلا البلكونة للحديث سويا
حنان : انا كنت عايزة اكلمك فى موضوع كده بس عايزاكى تسمعينى للاخر
ملك: اتفضلى يا طنط سمعاكى
حنان: انتى هتفضلى انتى واياد عالوضع دا لحد امتى
ملك: وضع ايه يا طنط. انا كل اللى بينى وبين مهندس إياد كان شغل وانتهى
حنان: لا يا ملك مكنش شغل وخلص. انتو بينكم حاجات تانية. بينكم حب ونظرات فى عينيكم فضحاكم ، فيه عينيكى اللى بتدور عليه فى كل ركن فى البيت، انتو اتخليتو عن حبكم مع أول مشكلة قابلتكم
ملك: محصلش. مش انا اللى اتخليت ولا انا اللى بعت. انا اللى اتهنت واتجرحت وسمعت اتهامات من غير مالاقى فرصة ادافع عن نفسي. انا اللى سمعت كلمة بحبك وكلمة بكرهك الاتنين فى نفس اليوم من نفس الشخص
اياد: انتى لو تشوفى حالة إياد هيصعب عليكى. انتى حتى مش عطياله فرصة يعتذرلك
ملك: وانا مصعبتش عليه ليه. ليه معطنيش فرصة ادافع عن نفسى. ليه حكم عليا من غير مايسمعنى
هنا يقاطعها إياد الذى كان يقف على الباب مستمعا إلى الحوار من بدايته قائلا : عشان كنت خايف ومكنتش عايز اتجرح تانى من انسانة بحبها لنفس السبب
ملك: ليه حكمت عليا، ليه مفكرتش انى ممكن اكون مظلومة
اياد: التوتر اللى كنتى فيه يومها وخوفك من أن يحصل اى حاجة تفرقنا والحاجة اللى كنتى لازم تعترفيلى بها يومها
ملك: ليه مجتش سألتنى، ليه مسمعتنيش، الحاجات اللى انت بتقول عليها دى كانت حاجات شخصية، أسرار كان لازم اشاركها مع الإنسان اللى هكمل معاه حياتى، مكنش لها علاقة بالشغل اصلا
اياد: ملك… تعالى نفتح صفحة جديدة وننسى اللى فات… انا بعتذرلك على غباءى. وبندم على كل لحظة ضيعتها بعيد عنك. ارجوكى يا ملك
ملك: انا اسفة يا إياد بس انا مقدرش اكمل حياتى مع انسان بيصدر أحكامه من غير مايسمع. انت بتضيع كل حاجة حلوة فى لحظة
هنا تتدخل حنان التى صمتت لكى تعطى لهم الفرصة لإخراج مابداخلهم
حنان : طب انا هقترح عليكم اقتراح. انتو دلوقتى كل واحد سمع التانى، اعطو نفسكم فرصة تفكرو وتعيدو حساباتكم وخليكو فاكرين ان المواقف دى هى اللى بتقربكم من بعض و بتخليكم تعرفو طباع بعض اكتر. اعطو نفسكم فرصة
اياد: انا موافق على اى حاجة تقربنا من بعض تانى
حنان: سيبنى مع ملك شوية يا إياد
يتركهم إياد لتبادرها حنان بالحديث: على فكرة انا مش عايزاكى تسامحيه بالساهل. انا عارفة انك بتحبيه بس احنا هنعلمه الأدب شوية😉
ملك: حاضر يا طنط 😊
حنان: لا طنط ايه بقه انا من النهاردة ماما حنان
لتقبلها ملك ويخرجا ليشاركا فريدة ورامى فرحتهم. أتى المأذون وتمت إجراءات كتب الكتاب وتعالت الزغاريد واستقبل رامى وفريدة التهانى من الجميع
أمجد لياسمين: عقبالنا يا جميل
ياسمين بكسوف😌: أن شاء الله
ترفع ملك عينيها لتتلاقى بأعين إياد المتفحصة والمتمنية الاقتراب منها  وتلاحظهم عزيزة وتدعو لهم ثم تقترب من ملك تحدثها : على طول بسمع عنك بس محدش فيهم عطاكى حقك فى الوصف. انتى أجمل بكتير. حتى إياد معرفش يوصفك
ملك: متشكرة جدا😊. حضرتك اكيد دادة عزيزة. ياسمين وفريدة كلمونى عنك كتير بس محصلش نصيب اننا نتقابل
عزيزة: يارب دايما يجعل مقابلاتنا فى الفرح. قالت جملتها ناظرة إلى إياد. قاطع حديثهم سماع صوت فريدة :
دور كويس يا رامى هى اكيد وقعت تحت أى كرسى لانى متأكدة انى كنت لبساها. مش عارفة انا ايه حكاية القفل اللى على طول بايظ
ملك: بتدورو على ايه
رامى: سلسلة فريدة هانم اللى على طول مضيعاها. مش عارف انا بتلبسها ليه وهى قفلها بايظ
فريدة: انت عارف انى بحبها وبعدين ماانت اللى استعجلت الجواهرجى ومصلحهاش كويس فدور وانت ساكت
لمحت ملك شيئا لامعا تحت ترابيزة الانتريه فالتقطتها قائلة: خلاص متتخاتقوش لقيتها. وماان التقطتها حتى صدمت مما فى يدها وحدثت نفسها " لا، هذا مستحيل، لايمكن ان يكون التشابه فى شكل السلسالين هكذا، يجب أن اتأكد" ناولت السلسال إلى فريدة وسألتها:
هو انتى مش كاتبة اسمك كامل ليه؟ ليه كاتبة F   A    R بس
فريدة: لا ماهو دا مش أسمى f تبقى فريدة A تبقى أحمد بابا و ال R تبقى رقية مامتى
ملك : باباكى اسمه احمد ايه
فريدة : أحمد منصور الألفى
وهنا كانت الصدمة الثانية لملك….. ملك أحمد منصور الالفى
ملك : انا عارفة انه مش وقته الكلام دا بس انا عندى فضول اعرف مين اللى جابلك السلسلة دى
فريدة : دى كانت هدية من بابا و ماما الله يرحمهم. انا معايا واحدة واختى المفروض معاها واحدة زيها
تناولت فريدة السلسال و تركت ملك شاردة، أيعقل أن تكون فريدة اختها، ولكن لماذا تركها والديها فى دار الأيتام واحتفظو بفريدة، هل يوجد مالاتعرفه، ولكن من تسأل. توجهت إلى ياسمين
ملك : ياسمين ممكن تحكيلى حكاية فريدة واختها نتسلى واحنا قاعدين.
ياسمين : لا انتى تقعدى جنب دادة عزيزة وهى تحكيلى، هى اللى عارفة الحكاية كلها.
جلست ملك بجوار عزيزة التى تزاحمت ذكريات الماضى برأسها
ملك: احكي يا دادة
عزيزة : الأستاذ أحمد والد فريدة كان متجوز واحدة اسمها ناهد الوكيل، ناهد مكنتش بتخلف ولأنها ست عملية جدا اقترحت عليه يتجوز واحدة تانية ويخلف منها ولى العهد اللى هيورث كل حاجة، وهو عشان كان نفسه يبقى اب وافق وقابل الأستاذ وليد صاحب عمره وقال له أنه هيتجوز وهو عنده شاف مدام رقية اخت مدام حنان وعجبتهوطلب ايدها من استاذ وليد واتجوزو وحبو بعض وعاشوا سعادة عمره ماكان يعرفها مع ناهد. ناهد اتضايقت وفكرت ازاى تنكد عليهم بس ملحقتش تخطط لأننا عرفنا ان مدام رقية حامل وبعد 9 شهور ربنا رزقهم بملك اللى كانت زى الملاك ومحبوبة من الكل ماعدا ناهد اللى حست انها اتركنت عالرف. وفى الوقت دا الأستاذ أحمد خلانى المسئولة عن ملك ومساعدة مامتها وكان فيه واحدة تانية فضلت مع ناهد اسمها هدى. ناهد كانت هتموت من الغيظ وهى شايفة السعادة اللى هما فيها واللى ضايقها اكتر أن بعدها بسنتين مدام رقية حملت تانى والمرة دى ربنا رزقها بفريدة. وقتها ناهد حست انها بتضيع وان الفلوس ضاعت من ايدها وبدأت تفكيرها الشيطانى.
فى يوم الأستاذ وليد تعب وسافر  يتعالج برة ومعاه مدام حنان والأولاد، الأستاذ أحمد ومدام رقية وصلوهم المطار والبنات كانو معايا فى البيت وهما راجعين طلع عليهم ناس زنقو عالعربية لحد مااتقلبت بيهم و ماتو. تستمع ملك إلى عزيزة و الدموع تغرق عينيها
ملك: كملى يا دادة ايه اللى حصل
عزيزة: بعدها ناهد طردتنى وقالت إن هما مش محتاجنى. وبعدها بيومين رحت أزور البنات قالتلي انهم خرجو لوحدهم وتاهو و متعرفش طريقهم. وانا كل دا مش عارفة اوصل للأستاذ وليد عشان احكيله اللى حصل. رحت بعدها بأسبوع عشان اعرف أخبار البنات قالتلي انهم عملو حادثة وماتوا. مصدقتهاش بس معرفتش اوصل لأى حاجة. لما الأستاذ وليد ومدام حنان رجعو وعرفو اللى حصل راحو لناهد وبرضو معرفوش يطلعو منها بحاجة ومكنش فيه اى دليل انها عملت حاجة فى البنات وفقدنا الأمل اننا نعرف عنهم اى حاجة. لحد مافى يوم جاتلى مكالمة من واحدة انها تعرف مكان البنات وعايزانى اقابلها. رحت قابلتها لقيتها هدى اللى بتشتغل مع ناهد و حكتلى انهم ودوهم ملجأ وأنها مكنتش تقدر تعترض لانها كانت خايفة من ناهد وعطيتنى ورقة فيها عنوان الملجأين اللى دخلتهم فيهم

ماان وصلت عزيزة إلى هنا حتى انفجرت ملك فى البكاء فهى كانت ظالمة لوالديها واعتقدت انهم تخلو عنها…. وقفت أمام فريدة وظلت تبكى وفجأة ولت هاربة فقد شعرت بالاختناق وأسرعت كل من ملك وياسمين خلفها ليعرفو مابها ولحق بهم أمجد واياد.
اما عند وليد وحنان وعزيزة
وليد: ايه اللى حصل يا عزيزة؟
عزيزة: معرفش هى طلبت منى احكيلها حكاية فريدة وفجأة لقيتها بتعيط وقامت تجرى
حنان: غريبة…. دا انا افتكرت إياد ضايقها
قطع حديثهم صوت طلق نارى وصراخ ياسمين المدوى ليهرولو إلى الأسفل ليجدو فريدة غارقة فى دماءها و ملك فى حالة صدمة إلى أن سقطت مغشيا عليها قبل أن تنطق ب " فريدة…. أختى"
*************************
فى المستشفى نجد الجميع مجتمعين أمام غرفة العمليات داعين الله أن تخرج لهم فريدة سالمة. أما ملك فقد كانت نائمة بعد أخذها حقنة مهدئة لأنها كانت فى حالة صدمة وكان أمجد جالسا بجوارها بعد أن حدث خالته كريمة ليخبرها بوجودهم فى المشفى……. فقد كان يحدث نفسه بأنه قد حانت لحظة كشف الحقائق
خرج الطبيب من غرفة العمليات وطمأن الجميع بأن الرصاصة اخترقت كتفها بعيدا عن القلب وأنها بخير ولكنها فقدت الكثير من الدماء وتحتاج إلى الراحة
بعد أن خرجت فريدة إلى غرفة عادية واطمئنو عليها تركوها حتى تفيق وذهبو للاطمئنان على ملك. كانت مستيقظة والدموع تغرق عينيها وبجوارها والدتها
كريمة: طب فهمينى بس ايه اللى حصل وصلك لكده…… طب قولى انت يا امجد
فى هذه اللحظة دلف وليد وحنان وعزيزة وياسمين وبالتأكيد إياد وتولى أمجد مهمة التعارف
ملك ببكاء: طمنونى على فريدة
وليد : متقلقيش يا بنتى هى كويسة الحمد لله إصابتها مش خطيرة
حنان : المهم انتى طمنيني عليكى وقوليلى ايه اللى حصل
ملك : فين شنطتى ؟
ناولها أمجد حقيبتها لتقوم بفتحها وإخراج سلسالها وبطاقتها الشخصية منها وتناولهم  إلى حنان التى لم تتمالك نفسها من الصدمة وهوت جالسة على أقرب مقعد لها
ملك ببكاء شديد: أظن كل حاجة وضحت دلوقتى
ماان لمحت عزيزة السلسال حتى اقتربت من ملك تحتضنها وتقبلها حتى افاقت حنان من صدمتها وقامت لتفعل مثلما فعلت عزيزة
اقترب إياد من يد والدته و سحب منها البطاقة والسلسال ليحملق بهم لكى يتأكد من ظنونه ثم ناولهم إلى ياسمين ليخرج من الغرفة مسرعا. نظرت له ملك مستغربة ردة فعله
حنان: انا كان قلبى حاسس. انتى نسخة من رقية الله يرحمها.
وليد: نورتى عيلتك يا ملك…. متتصوريش فريدة هتفرح ازاى لما تعرف
أمجد: انا لما شفت حالة ملك و نظراتها لفريدة بعد ماسمعت دادة عزيزة وهى بتحكيلها حكايتها شكيت وعشان كده طلبت خالتي عشان نفهم كلنا ايه اللي  حصل زمان
وليد: ياريت فعلا يا مدام كريمة تفهمينا ملك وصلتك ازاى. احنا رحنا جبنا فريدة من الملجأ اللى كانت فيه ولما رحنا الملجأ التانى نجيب ملك لقيناه مهدود وعرفنا انه وقع لأنه كان مبنى قديم ورحنا المستشفى جايز نتعرف عليها فى المصابين أو حتى المتوفين ملقيناش ليها اى أثر
كريمة والدموع تغرق عينيها : انا خرجت ملك من الملجأ قبل ما يقع بيوم
حنان : ازاى؟ وليه؟
كريمة: عشان مكنش ينفع اسيبها هناك لحظة واحدة بعد ماحاولو يقتلوها

جمعتنا صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن