انا هنا ... حيث تجتمع نار الحب والعاطفة مع حطب الواقع ، الذي يرفض الفكرة فيزيد النار اشتعالاً ، واحترق انا فالنهاية، لكن بشكل بطيئ حيث احس بالالم اكثر، بينما امشي تائهة بين ازقة هاته القرية ، اجد نفسي وسط ركام من الأفكار لا أستطيع الخروج منها مهما حاولت ، اعتقدت أني قطعت شوطاً كبيراً طيلة المدة الماضية ، ولكني كنت على خطا، كل ما نلت هو القلب المكسور والطاقة المهدورة .لا اعلم كم من الوقت مشيت في اروقة هاته القرية صغيرة ، ولا اعلم كيف ومتى قررت ان استقر على احد جدرانها المطلة على الهضاب الواسعة ، شاردة الذهن ضائعة تماماً ، الشمس غربت منذ قرابة الساعة والجو اصبح بارداً الان ، انظر حولي بين الفينة والأخرى لأجد السياح والعشاق في كل زاوية ، كل هذا الازدحام لا يعني لي شيئاً ، كل تلك الوجوه لا تهمني ، كل ما اريد وجه هاري فقط ، وحين اتذكر انه هو من تخلى عني العن نفسي مراراً على غبائي وطيبتي وقلة حيلتي .
شعرت بشيئ دافئ يلقى على كتفاي العاريتين ، ومن ثم جلس ستيفان محاذياً لي ، لم يقل اَي شيئ ، فقط ابتسامة خجولة ، وأكمل كلانا النظر نحو المنحدر ، ستيفان كان كالبلسم الشافي لجراحي ، فالآن اشعر بالراحة فقط معه ، لا اعلم ان كان والداي من بعثاه للبحث عني ، بينما كان بمقدورها فعل ذلك ، هو طيب جداً ليسالهم عما حدث ، قررت بعدها العودة الى الفندق ، انا منهكة وليس لدي ماوى اخر ، ستكون اخر ليلة لي هنا ، احتاج ان أقف على قدماي من جديد بعيدا عن هنا وبعيداً عمن كان السبب لما وصلت اليه حالتي ، والوقت سيكون كفيلا بالباقي .
في طريقنا اخبرني ستيفان ان والدتي تحضر وليمة خاصة ، على شرف الرجل الذي دفع المال لإعادة تهيئة وفتح الفندق من جديد ، أصبت ببعض من الحيرة ، تيّم هو من ساعد والدي ، ولا توجد اَي رسمية بين عائلتينا ، ومن جهة اخرى ، والداي لديهم الوقت لتحضير وليمة ، وليس لديهم الوقت للبحث عني بينما كنت ضائعة وسط الشوارع لا اعرف راسي من قدماي ، تجاوزت هذه النقطة ، وذكرت نفسي أني سأكون سند نفسي ، ولست بحاجة الى اي احد مهما كانت صفته .
طاولة العشاء الطويلة وضعت خارج الفندق مقابلة للحديقة الأمامية المطلة على اضواء المدينة ، ردهة الفندق مزينة بمختلف الاضواء ومختلف الأزهار ، وكأنه مهرجان ، الخادمات يتنقلن بأزياء رسمية كسابقة لم ارى مثيلاً لها ، وحتى الحضور من السياح كانوا قد ارتدوا ملابس رسمية .
توقفت عن المشي فجأة ، حين لمحته جالساً امام باب الفندق الرئيسي ، واضعاً يديه على كلتا قدميه شابكاً إياهما معاً ، حين لمحني اخيراً نهض على قدميه ووضع يديه بجيبه كان مرتديا لقميص رسمي ابيض وسروال بدلة رمادي اللون ، وقف مقابلا لي بكل ثقة كاشفاً عن قامته الطويلة وصدره العريض من الواضح انه مارس الرياضة كثيراً مؤخراً ، جسده اصبح رياضي بامتياز شعره اصبح طويلاً بكثير عن ذي قبل ، نفس العيون الخضراء الجميلة ، ومازال لحضوره ، سحر خاص
أنت تقرأ
ثائرتي
Romanceانثى تمردت وثارت على عرش رجل سهلت على يده الصعاب هابه كل من عرفه وحتى من سمع عنه فقط.. هل سيروضها يوما ... هاري رجل اعمال ناجح لكن اي نوع من الاعمال تلك... سيلينا فتاة بسيطه تحاول تخطي ايامها بدون مشاكل ،بعد رحلتها الطويله الى بيت اهلها هاهي عادت ل...