كرامة

25.5K 433 35
                                    






اتجه هاري لفتح الباب وتوقف في نصف الطريق استدار إليّ قائلا

"ادخلي لغرفتك !"
نظرت اليه بسخرية لكن ملامح وجهه جادة بأتم معنى الكلمة

"تذكر أن هذا منزلي هاري "

"هل يبدوا لك انني مهتم ! هل رأيتي ما ترتدين ؟" نظرت الى أسفل قدمي قميص نومي مفتوح وملابسي الداخلية كلها ظاهرة ، بسرعة حاولت تغطية نفسي ، تشكلت غصة في حلقي ليس لأني شعرت بالإهانة فهذا ليس قصده ، ليس هذه المرة على الأقل ، لكن مزاجيته هذه تجعله صعبا وغير مكشوفا ويصعب علي التعامل معه ، كان بين أحضاني يقبلني بشغف وها هو الان بارد و ومبتعد عني ليس مسافة فقط

دخلت غرفة نومي وغيرت ملابسي ، ليس لدي اَي رغبة بوضع مساحيق التجميل علي اللحاق بالمكتب ، ايميلي لا تستطيع تغطيتي ليومين متتاليين

حين خرجت الى غرفة المعيشة كانت فارغة تماما ، رحل هاري كعادته متجاهلا لوجودي ، لمحت حقيبة يدي وهاتفي الى جانب مفاتيح سيارتي على الطاولة ، أخذتهم  وفِي اول خطوة لي خارج شقتي أصدمت بلوح الخشبي ، رجعت خطوة للخلف

"ما اللعنة !"  هذا اللوح ليس بغريب نفس اللوح الذي كان فالفندق أمس " ماذا تفعل هنا ؟" لم يجبني بدلا من ذلك نظر الى يمينه ، تتبعت نظراته فإذا به ينظر الى رفيقه ...! لوحان واو هذا رائع

" هل يمكنك ان تبتعد ؟ " سألته بابتسامة مزيفة

" الى أين انت متجهة آنستي ؟ "

" للعمل "

" حسنا ! هل السيد هاري على علم بذلك ؟ "

"بالطبع يعلم " أجبت بثقة تامة فابتعد عن طريقي

" إذن انت تعلمين انه يجب علي مرافقتك ؟ "

ياالهي ارحمني هل سيجالسني طيلة يومي ! اللعنة عليك هاري لمغادرتك بهذه السرعة ، لم يتسنى لي ان اتحدث معه بهذا الخصوص

العمل كان طويلا ومتعبا ، انظر الى الحاسوب منذ ان قدمت وانا ابحث عن أماكن وفنادق مناسبة لوكالتنا ، لكن دون جدوى ،جل ما أفكر فيه هو ما أوقعت نفسي من مشاكل وتبعات ذلك،لكن التذمر لن يفيدني بشئ ، ان كان عليه حمايتي كما يزعم لا يسعه فعل ذلك وفقا لشروطه فحسب فأنا جزء من هذه اللعنة ، اعتدت ان أعيش حرة درست ما أحب وانتقلت الى مكان لطالما تمنيت العيش فيه  ووظيفتي تتيح لي  تحقيق أحلامي بالسفرشروطه هذه فعلا تخنقني ،في لحظة مرّت تخيلت نفسي في منزل اهلي ، ابتسامة والداي كانت كفيلة لاشراقة وجهي انا حقا اشتاق اليهم .

حين عدت الى وعيي ونظرت حولي لم يكن هناك سوى حارس الأمن وعامل النظافة ، علي ان أغادر الْيَوْمَ لم يكن مثمراعلى كل حال  ، الهواء البارد كان منعشا ، أغمضت عيناي وأخذت اكبر نفس وكأني لم أكن أتنفس من قبل ،حين فتحتهما كان اللوح مقابلا لي .

ثائرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن