الأعنف اطلاقاً

37.4K 380 70
                                    







الْيَوْمَ سيكون قد مضى أسبوع تاماً منذ استقراري بشقتي الجديدة ، اصغر من الشقة التي تشاركتها مع سارة وبالجهة المغايرة لنيويورك ، امضيت اسبوعي فالتسوق ، اشتريت اثاثاً جديدا ًوحتى الملابس ، فكل ما جلبته معي من إيطاليا كان ينفع للصيف والجو بارد هنا قليلاً ، تركت الكثير من أشيائي بشقتي القديمة ولا انوِ الرجوع هناك .


تعودت ان استيقظ منهكة من التعب وكأني لم أنل اَي قسط من الراحة ، فهدوء الليل يثبت لي ان الضجة تحدث بداخلي وليس من حولي ، أصبحت اشتاق الى الراحة اشتاق الى النوم كالطفل الصغير لا يعرف معنى للحزن ولا يقرع راْسه صداع ، لا يدري ما هو التفكير ، ولا يعرف الخوف من القادم


ارتديت ملابس عملي ، سروال جينز اسود وقميص ابيض والشعر يجب ان يرفع على شكل ذيل حصان ، اللعنة على هذا التدخل في طريقة اللبس من تبعات العمل كنادلة ، لم يكن هذا خياري ولكن لم أشأ ان اقضي أيامي فالشقة وحيدة احتاج ان املئ وقتي ، كما أني احتاج ان ادخر المال حتى انتقل لشقة اكبر بالاضافة الى احتمال الصغير الذي يقبع في أحشائي ، انا مرعبة من هذه الفكرة وهذا السبب هو ما منعني من اجراء التحاليل حتى الان .



وقت عملي يبدأ من الغداء حتى العشاء وأحياناً ، تسلمت عملي حين غادر طاقم الصباح ،وشرعت مباشرة في توزيع لوائح الطعام ، الساعتان الأولتين لم يكن هناك  زبائن كثر ، ثم بدأت وتيرة العمل بالتصاعد  ، كلفت لي انا وفتاة اخرى مهمة الإشراف على طاولات غداء العمل لرجال الاعمال ، اللعنــــة على هذا حتى فالاكل يتميزون عن الباقي


الطاولة كانت كبيرة ولا يوجد على رأسها سوى شخص واحد ، غريب جداً بما انه لقاء عمل ، تقدمت نحوه ، فالأول لم يعرني اَي اهتمام ، كل اهتمامه منصب على الملف بين يداه ، حين تقدمت منه حتى أضع اللائحة بجانبه رفع راْسه نحوي ، والتقت عينانا هناك ، نفس الملامح الحادة ، شيب الشعر واللحية ، نفس الهيبة التي يملكها دوما ً ، لم يشح بنظره بعيداً عني ، بقي ينظر الي بهدوه  وكأنه يعاتبني بصمت على ما فعلته به  ، ارتبكت من نظراته الصامتة والحادة ، وضت اللائحة باهمال على الطاولة وقبل ان انسحب قرر ان يخاطبني اخيرا



" سيلينا ...." قالها بهدوء تام ، أهو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، ثم ابتسم لي ، حتى يطمئنني انه لا ينوِ لي اَي شر ، هل لتلك الدرجة بدا الرعب على وجهي


" دييغو ...." لا اعلم ما أقول له هل ابدا مباشرة فالاعتذار ام ماذا !

" هلا جلست من فضلك ؟" قالها مبتسماً من جديد كاشفاً عّن أسنانه المثالية ، ثم منذ متى دييغو يسألني بلطف هكذا ، لطالما كان وقحاً ويفعل ما يريده دون إذن من الطرف الاخر


" لا أستطيع ..... رب عملي صارم جداً " ابتسم لي ثم مدّ يده الى الكرسي المحاذي له حتى اجلس هناك ، الم يسمع ما قلت له للتو !! لاحظ ارتباكي ثم اخبرني التالي وهو يهمس لي حتى لا يسمعنا اَي احد بالرغم انه لا يوجد احد حولنا


ثائرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن