.1.

5.2K 315 121
                                    


الأَيَّامُ تَمرّ بِبُطئٍ شَدِيد ، كُل يَوم يُشابِه سَابِقَه

أَشعُر بِالتَّعبِ الشَّدِيد ، لَيْسَ و كَأنَّني كُنتُ بَخيْر في الأَيَّامِ المَاضِيَة

لَكِنَّ الْيَوم مُختَلِف ، أَشْعُرُ بِأَنَّني غَيرَ قَادِرَة عَلَى كَبتِ مَا بِدَاخِلي أَكْثَر

ذَاتي مُرهَقة ، لِدَرَجة أني أَمْلِكُ رَغبَة عَارِمَة بِأََن أُؤذِي نَفْسي ، أُريدُ الشُّعور بِذَلِكَ الأذَى عَلى جَلَدي لأتَنَاسَى آلم رُوحي .

أَحْياناً أَشعُرُ بِأَنَّني صِرْتُ عَلى حَافَّة الهَاويَة

لَكِنَّنِي مَعَ هَذَا أَسْتَمِرُّ بِالمُقَاومَة .

............

أَغْلَقَت مُذَكَّرتِها رَمَادِيَّة اللّونِ ، ثُمَّ نَهَضَت مُلْتَقِطَة حَقِيبَتَهَا المَدْرَسِيَّة لِتَخْرُجَ مِنْ المَنْزِل

تَسِيرُ في الطَّريقِ بِمَلامِحَ بَاهِتة و نَظْرَةٍ فَارِغَة كَالفَرَاغِ الذِّي بِدَاخِلِهَا ، تَنَهَّدَت طَويلاً اثْرَ شُعُورِهَا بالضِّيقِ عِنْدَ رُؤيَتِهَا لِمَبْنَى المَدْرَسَةِ يَظْهَرُ أمَامِهَا

فَهِي تَمْقُتُ المَدْرَسَة لِلغَايَة ، وَالدَيْهَا هُمَا مَنْ يُجْبِرَانِهَا عَلى الذَّهَابِ إلى المَدْرَسَة ، و يُرْغِمَانِهَا على الدِّرَاسَة بِشَكْلٍ مُكَثَّفٍ حَتَّى تَحْصُلَ على عَلاَمَاتٍ مُمْتَازَةٍ

بَيْنَمَا هِي تَنْظَرُ لِكُلِّ هَذَا على أَنَّهُ شَيءٌ بِلا فَائِدَة
كُلُّ شَيءٍ قَد فَقَدَ طَعْمَهُ بِنَظَرَهَا و لَم يَعُدْ لَهُ أَهَمِّيَة.

دَخَلَتْ إلى المَدْرَسَة ، تَحْدِيداً إلى السَّاحَة المُكْتَظَّة بِالطُّلاب ذُوي الرِّدَاء المُوَحَّدِ

إتِخَدَت مِن ذَلِكَ الرُّكْنِ في نِهَايَة السَّاحَة مَوْضِعاً لَهَا بَيْنَمَا تُمْسُكُ حَمَّالتي حَقِيبَتِهَا بِقُوَّةٍ وتَنْظُرُ إلى الطُّلابِ بِنَظْرَةٍ مُتْعَبَةٍ ، هِي تَكْرَهُ الأمَاكِنَ المُمْتَلِئَةِ بِالنَّاس ، أَصْوَاتِهِم العَالِيَة و ضِحْكَاتِهِم الصَّاخِبَة ، كُلْ هَذَا يُزْعِجُهَا و يُتْعِبُهَا .

رَأَتْ جَسَداً يُغَطِّي عَلَيْهَا لِتَرْفَعْ بَصَرَهَا و تَجِدَهَا تِلْكَ الفَتَاةُ التِّي إعْتَادَت التَّنَمُّرِ عَلَيْهَا

هِي و قَبْلَ أَنْ تَنْطُقَ بِكَلِمَة جَارِحَة للجالِسَةِ أَمَامِهَا ، قَامَت بِدَفِعِهَا بِسَاقِهَا لِتَسْقُطَ أَرْضاً و تَتَأوهَ بِأَلَم

لَقْد سَئِمَت مِنْ الصَّمْتِ و تَلَّقي كَلِمَاتٍ جَارِحَة أو تَسْميتِهَا بِالمَريضَةِ نَفْسياً ، و مَا فَعلَتْهُ الأَن لاَ شَيء مُقَارَنَةً بِمَا هِي تَتَلَقَّاهُ

......

كَانَتْ في فَصْلِهَا ،تَضَعُ وَجْهِهَا عَلى الطَّاوِلَة و المُعَلِّمَةُ تُلْقِي شَرْحَهَا الذِّي كَانَ مُمِلاً لِلأغْلَبِيَّةِ

"و الأن مَنْ التِّي سَتُكْمِلُ الشَّرْح؟"

الجَمَيعُ رَفَع يَدَه ، مَا عَدَاهَا

رَأسُهَا لَم يَتَحَرَّك مِنْ مَكَانِه ، هِي تَكْرَهُ المُشَارَكَةِ في الحِصَص ، فَثِقَتُهَا بِنَفْسِهَا مَعْدُومَة تَمَاماً

مَرَّ الوَقْتُ سَريعاً رُغْمَ بَقَائِهَا لِوَحْدِهَا فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ
فَمَنْ كَانوا تَحْتَ مُسَمَّى صَديقَات ،لَم يَبْقوا مَعَهَا بِمُجَرَّدِ أَنْ أَصَابَهَا هَذَا المَرَض .

لاَ أَحَدْ سَيَكُونُ بِجَانِبِك وَقْتَ حُزْنِك .

...........

كَانَتْ تََكْتَبُ فُروضَهَا المَدْرَسِيَّةِ ، و تَرْمِي بِبَصَرَها نَاحِيَة هَاتِفِهَا بين الحِين و الأخَر الذِّي كَانَ الأَخير يَهْتَزُّ مُعْلِنًا وصولَ إشْعَارَاتٍ جَديدَةٍ

تَريد الإمْسَاكَ بِهِ و تَرْكَ تِلْكَ الْوَاجِبَاتِ المُمِلَّة و التِّي تَجْهَلُ مَاهِيَةُ أهَميَّتُهَا .

وضَعَتْ القَلَم ثُمَّ مَدَّ أَنَامِلِها نَاحِيَتِه ، و بِمُجَرَّدِ أَنْ أمْسَكَتْه حتَّى سَمِعَتْ صُرَاخَ وَالدَتِهَا

"هِيلاَر ، اتْرُكي هَاتِفَكِ و أكْملي فُروضَكِ"

تَنَهَّدَت ثُمَّ أَعَادَتْهُ لِمَكَانِه لِتُمْسِكَ قَلَمَهَا و تُكْمِلَ كِتَابَاتِهَا

مَرَّ الوقت حَتَّى حَلَّ اللَّيل ، و خَلِدَ الجَميعُ إلى النَّوم مَا عَدَاهَا

أزَاحَت الغِطَاء مِنْ عَلى جَسَدِهَا ، و سَارَت بِخُطوَاتٍ بَطيئَة نَاحِية هَاتِفِهَا الذِّي لَمْ يَتَوقَّف عَنْ الإهْتِزَاز إلى الأن

ثُمَّ حَمِلَتْهُ و قَامَتْ بِفَتْحِهِ و تَجِدَ تِلْكَ التَّعْليقَات التِّي كَانَتْ تُشَجِّعُهَا عَلى الإسْتِمْرَار

مَلامِحُهَا لَمْ تَتَغَيَّر حِينَ قِرَاءتِهَا لِتِلْكَ التَّعْليقَات ، فَهِي قَدْ إِعْتَادَتْ عَلَيْهَا ، و لا تَجِدُ أَيَّ فَائِدَةً مِنْهُم
فَهُمْ بِنَظَرَهَا مُجَرَّدُ أُنَاسٍ إفْتِرَاضيين ، لا يَعْرِفونَ شَكْلَهَا و لا يَعْرِفونَ أَيَّ شَيء عَنْهَا ، سِوى أَنَّهَا فَتَاة هَاوية تُجيدُ الرَّسمَ و تُشَارِكُ رَسَمَاتِها مَعَ مُتَابِعينَهَا

أَعَادَتْ هَاتِفَهَا لِمَكَانِه ، ثُمَّ إِتَّجَهَتْ نَاحِيَة المِنْضَدَةِ خَاصَتِهَا المُبَعْثَرَة بِأَوْرَاقٍ تَحْمِلُ رَسمَاتٍ مُبْهَمَة

جَلَسَتْ عَلَى الكُرْسي لتُشْغِلَ المِصْبَاح و تَبْدأ بِالرَّسْم

.......

بِسببكَ | 𝐁𝐄𝐂𝐀𝐔𝐒𝐄 𝐎𝐅 𝐘𝐎𝐔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن