.5.

1.5K 209 39
                                    

يسيرُ في الرُّواق ، يَحشرُ يديه في جيوبِه مُتجاهلًا للَّتي تَقوم بِندائه و السَّير خَلفه مُنذُ وقت

فزادَت مِنْ سُرعات خُطواتِها لتتخطَّاه ثُمَّ تَقف أمامه

"يونقي ، ألم تَكن تَسمعني؟"

"ألا يبدو لكِ الأمر واضحاً ، و هو أنَّني أتَجاهلك؟"

ذبُلت نَظرتُها و قالت بِنبرةٍ خافتة
"يونقي لِما أنتَ تُعاملني بِجفاء هكذا؟"

"لأنَّني لا أستطيع أن أكون ذاكَ الصَّديق العفوي و المرِح ، اتركيني وشأني"

"لكنَّني لا أُريدكَ أن تَكون كذلِك"

أكملَ سَيره مُتجاهلا إيَّاها مُتمتِماً
"فقط إبتَعدي عنِّي"

طأطأَت برأسِها ثم عادت إلى أدراجِها و هي توبِّخ نفسَها بألَّا تلتصِق به مجدَّداً

.............

في الجِّهة الخلفيًَة ، كان يونقي هُناك برِفقة هيلار
ففي تِلكَ الأيَّام تمكَّن يونقي من التقرُّب مِنها ، يتحادثان في أمورٍ عدَّة ، مُكتشفين للأمور المُشتركة بَينهم

"أرى أنَّكَ مُنزعج"

"لِما الفتيات يُحبِبن الرَّكض وراء مَنْ يُهينهم دوماً"

"هل قابلتَ نيا؟"

"بلى"

"هي فقط مُعجبة بشخصيَّتك"

"لا يهمنِّي"

"أحقاً لستَ مهتما بالأمر؟"

"هي سَتسئم و تترُكني وشأني بمجرَّد مُلاحظتها لبرودي المستمرِّ معها"

"بُرودكَ هو ما يجذبُها نحوك"

"و تواصلي مَعها هو ما سيُعطيها أملًا"

"أنتَ لا تُعطي للأمر أهميَّة"

"مُجرَّد مشاعرُ عابرة أو متوهِّمة لما سأهتمُّ بها"

"ألا تُؤمن بالحب؟"

"كيف تحبِّين شخصاً لا تعرفين عنه أي شيء؟"

"لا أريد أن أبدو بِمظهر الفَتاة العاطفيّة لكن الحب لا يَحتاج أن تكون عالماً بكلِّ ما يخُصّ شريككَ"

"لقد بدوتِ بهذا المظهر الأن و انتهى"

............

يقِفُ أمامها بَينما يَقوم بإظهار الفُستان لها و هو يَرفعه عالياً

"ما رأيكِ به هيلار؟"

هيلار لم تُجب و ظلَّت تَنظر إلى الفُستان بإمتعاض
هي لم تحبِّذه البتَّة ، فَقد كان ورديَّ اللَّون مليءٌ بزخارف مؤذيةٍ لعينيها

"إنَّه لا يُعجبني ، لِمَنْ أحضرته على أيِّ حال؟"

"إنَّه لكِ و أعلمُ أنَّه لَنْ يُعجبكِ ، أتظنِّين أنَّني لن أُلاحظ نظراتكِ للقمصان التِّي أرتديها؟"

"عليكِ التَّغيير قليلًا ، و أن تكُفّي عَنْ إرتِداء الألوان القاتِمة و الجَّالبة للكئابة"

"جين هذا لن يَحدُث ، أنا لن أرتدي هذا اللَّون الطُّفولي أبداً"

"لقد خاصمتكِ هيلار"

إنزعجت هيلار و قالت
"جين بحقِّك ، كفاكَ تصرفاً كالأطفال"

"ألا يمكنكِ التَّخلي عن جدِّيتك و لو قليلًا؟"

"طلبُك هذا كَما لو أنَّكَ أردَّت الإمساكَ بِنُجوم السَّماء"

صَمتَ قليلًا ثُمَّ قال
"هل أخبركِ بنكتة؟"

"لا تُحاول جين ، نُكتك ساذجة للغاية"

"لما الدَّيناصُورات لا تستطيع التَّصفيق؟"

"لأنَّها ميِّتة"

"هيلار ، أنتِ تُشعرينني بِالكئابة"

..........



بِسببكَ | 𝐁𝐄𝐂𝐀𝐔𝐒𝐄 𝐎𝐅 𝐘𝐎𝐔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن