كانت هيلار في غرفتِها ، تقرأ كتاباً قَدْ حصلت عليه مِنْ يونقي الذِّي أصرَّ عليها بأن تقرأه ، كان قد أخبرها بأنَّه كتاب سيُفيدها و سيُعيد بناء ذاتها ، و بالرُّغم مِنْ عدم إقتناعها بكتبٍ كهذه إلَّا أنَّها لم تمانع قراءتهرنَّ هاتفها ، الأمر الذِّي أزعجها لثانية ، فَهي كانت مُنغمسةً في القِراءة ، قامت بـطيِّ الورقة التِّي لَمْ تُنهي قراءتها بعد ثُمَّ وضَعَته جانباً لتحمل هاتفها و تجد إسم صديقها يتوسّط الشَّاشة
- أهلًا جين
- أهلا هيلار كيف حالكِ؟
- جيدة ، و أنت؟.
- بأفضلِ حال ، ما الذّي تفعلينه الأن؟
- أقرأ كتاب
- هيلار أنتِ تقرئين الكتب دائماً ، لدرجة أنَّني بتُّ أشك أنكِ مصنوعة من الورق
- هناك روايةٌ لفتاة مصنوعة من الورق بالفعل
- لقد كنتُ أمزح ، لكن ما إسم هذه الرواية ؟
- فتاةٌ من ورق
- و ما الكِتاب الذِّي تقرأينه الأن ؟ ما نوعه ؟
- إنَّه كتابٌ عَنْ التَّنمية البشرية وبِناء الذّات
صمت جين فسألت هيلار
- لماذا إتَّصلت؟
- حتَّى نَلتقي ، في ذاتِ المكان
- حسناً سأكون هناك عند السَّادسة .
.
.
.
.في الحديقة العامَّة ، و هي المكان الذِّي يلتقيان فيه كلَّا مِنْ "هيلار و جين" ، و قد كان الأخير قد وصل لتوِّه يجلسُ على الكرسي مُنتظراً وصولها
الحَديقة لَمْ تكن بالمُمتلئة ، فقط القليل مِنْ الأُناس الذِّين بعضهم يتمشَّى و بعضهم الأخر يجلس على المِقعد إمَّا وحده أو مع شَريكه ، خاليةٌ مِنْ الصِّغار لرُبَّما لِكونِ الوقت متأخِّراً بعض الشَّيء .
رفع مِعصمه و أزاح كُمَّ قميصه قليلًا لتَظهر ساعةُ يدِه و وجِد أنَّها قُرابة السَّابعة .
أنزل مِعصمه و قد بدأ شعور الخيبةِ يتغلغلُ داخله
فهذا اللِقاء لم يكن ليكون عادياً ، فهو خطَّط لقولِ القليل و فِعل الكثير ، لكن تأخُّرها قد أفسد ما خطَّطه ، ربُّما هي لن تأتي ، و حتَّى إن أتت فهو لن يُكمل مُخطَّطه ، فـلهفته قد إنطفأت و تحمُّسه قد قل .