لقد مرَّ شهران كامِلان بِسرعة ، جين خلالهما بات يُدرك هيلار أكثر ، تَعرَّف عليها أكثر ، و كُلَّ يوم كان يعرِفُ عنها شيئاً جديداً ، شيئاً يجعَله ينجذبُ لها رغم كئابتِها الدَّائِمة .كان جين واقفاً على شُرفة منزله المطلّة للشّارع ، يفكّر فيها و في حالتها
- هي دائمة الحزن ، دائمة الشّرود ، و البُرود ، إبتسامتها لم أرها سوى مرَّة أو إثنين ، هي باهتة كثيراً
دخل إلى غرفته و إتّجه ناحية مكتبته ، جلس على الكرسي و أمسكَ برسمة لهيلار موضوعة على الطّاولة ، كان قد أخدها منها مؤخّراً ..
كانت الرَّسمة مرسومة على شكل خرابيش و بقلمِ الرًصاص فقط ، هي كانت رسمةً بهمة بنظره كـصاحبتها تماماً
- حتَّى رسماتها حزينة
- لكنَّها لا تشتكي
- هل هي مُكتئِبة إذن؟
- لكن ممَّ و لِما؟
- على المرء أن يفشي بما يشعر به حتى يحصل على المساعدة ، لكنها لا تفعل ، فكيف سأساعدها
- لا أظنّ أنَّها تُفكّر بالإنتحار ، إذن هي لا تزال تُقاوم ، و لم تسأم
- لربّما هي تبحثُ عن سببٍ يجعلها تُقاوم و تستمرّ بالعيش
.
.
.
.- أُحِب أن أُترك وحيداً ،لا أشعُر بالملل مِن نفسي أبدًا، رُبما أشعُر بالإكتئاب ولكِن ذلِك مُختلف تمامًا عن الشُعور بالملل
- مَنْ قال هذا؟
- إنَّه تشارلز بوكوفسكي
- أنتَ تعرف الكثير يونقي
- ليس الكثير ، فقط لأنَّني ألقي لكِ ببعض الاقتباسات أبدو لكِ كذلك
- لكنَّ هذا لا ينفي أنَّكَ تعرف بعض الأمور ، أي أنَّكَ شخصٌ مطَّلع
- ربَّما ، لكنَّه .. كيف أقولها ، ليس بالأمر الجيَّد دوماً؟
- لِما؟
- لأنَّهُ عِندما نُدرك أشياء عدَّة ، طريقة تفكيرنا لن تعود بسيطةً كما كانت ، و نظرتُنا للأمور ستصبح أعمق ، تحليلنا للأمور سيصبح أدق ، سنصبح واقعيين إلى الحد الذي قد يجعلنا تعساء