.7.

1.5K 221 45
                                    


لقد مرَّ شهران كامِلان بِسرعة ، جين خلالهما بات يُدرك هيلار أكثر ، تَعرَّف عليها أكثر ، و كُلَّ يوم كان يعرِفُ عنها شيئاً جديداً ، شيئاً يجعَله ينجذبُ لها رغم كئابتِها الدَّائِمة .

كان جين واقفاً على شُرفة منزله المطلّة للشّارع ، يفكّر فيها و في حالتها

- هي دائمة الحزن ، دائمة الشّرود ، و البُرود ، إبتسامتها لم أرها سوى مرَّة أو إثنين ، هي باهتة كثيراً

دخل إلى غرفته و إتّجه ناحية مكتبته ، جلس على الكرسي و أمسكَ برسمة لهيلار موضوعة على الطّاولة ، كان قد أخدها منها مؤخّراً ..

كانت الرَّسمة مرسومة على شكل خرابيش و بقلمِ الرًصاص فقط ، هي كانت رسمةً بهمة بنظره كـصاحبتها تماماً

- حتَّى رسماتها حزينة

- لكنَّها لا تشتكي

- هل هي مُكتئِبة إذن؟

- لكن ممَّ و لِما؟

- على المرء أن يفشي بما يشعر به حتى يحصل على المساعدة ، لكنها لا تفعل ، فكيف سأساعدها

- لا أظنّ أنَّها تُفكّر بالإنتحار ، إذن هي لا تزال تُقاوم ، و لم تسأم

- لربّما هي تبحثُ عن سببٍ يجعلها تُقاوم و تستمرّ بالعيش

.
.
.
.

- أُحِب أن أُترك وحيداً ،لا أشعُر بالملل مِن نفسي أبدًا، رُبما أشعُر بالإكتئاب ولكِن ذلِك مُختلف تمامًا عن الشُعور بالملل

- مَنْ قال هذا؟

- إنَّه تشارلز بوكوفسكي

- أنتَ تعرف الكثير يونقي

- ليس الكثير ، فقط لأنَّني ألقي لكِ ببعض الاقتباسات أبدو لكِ كذلك

- لكنَّ هذا لا ينفي أنَّكَ تعرف بعض الأمور ، أي أنَّكَ شخصٌ مطَّلع

- ربَّما ، لكنَّه .. كيف أقولها ، ليس بالأمر الجيَّد دوماً؟

- لِما؟

- لأنَّهُ عِندما نُدرك أشياء عدَّة ، طريقة تفكيرنا لن تعود بسيطةً كما كانت ، و نظرتُنا للأمور ستصبح أعمق ، تحليلنا للأمور سيصبح أدق ، سنصبح واقعيين إلى الحد الذي قد يجعلنا تعساء

بِسببكَ | 𝐁𝐄𝐂𝐀𝐔𝐒𝐄 𝐎𝐅 𝐘𝐎𝐔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن