لَقَد مَرَّ عَامٌ كَامِل ، و جِرَاحُهَا لَم تُشْفَى بَعَدتَقِفُ أَمَام الجَامِعة التِّي سَتَرتَادهَا ، تَرْمُقُهَا بِالنَّظَرَات ذَاتِهَا ، نَظَراتٌ مُتبَلِّدَة و بَارِدَة ، فَلم يَتَغيَّر بِهَا شَيءٌ في تِلْكَ السَّنَة ، سِوى أَنَّها إزدَادَت سُوءاً
سَارت بِخُطواتِهَا إلى الدَّاخِل لِيدخُل صَوتَ الطُّلابِ إلى مَسْمَعها ، زَفَرت لِشُعورِهَا بالتَّوتُّر و بإنقِبَاضٍ في مَعِدَتهَا ،كَذلك نَبَضاتُ قَلبِها تَزَايدَت
هي الأن تَقِف بالمَمر حَيْثُ يَقِفُ بَعْض مِنْ الطُّلابِ هُنَاك ، نَظَرَتْ مِنْ حَولِهَا ثُمَّ قَرَّرت أَنْ تَبحثَ عَنْ قَاعَتها
بَعْدَ أَنْ عَثَرت عَليْهَا ، دَخَلتْهَا لِتَجِدَ بِضعَة طُلَّابٍ مُتواجِدينَ فيهَا
إتَّجَهَتْ إلى المِقَعدِ الأخِيِر لِتَجلس و تُخرِجَ هاتِفَها بِرفْقَة سَمَّاعاتِها لِتَستَمِعَ إلى موسيقَاها
و بَينَما كانَتْ مُنْغَمِسةً في عَالَمَها الخاص ، شَعَرت بِتَحَرُّك مِقْعَدها ، قَطَبت حَاجِبَيها ثم فَتَحت عَينَيها مُنْزَعِجة لِتَرَى فَتاة أمامَها ، قَامَتْ بنَزعِ سَمَّاعاتِها حِينَ رُؤيَتِها لشِفَاهها تَتَحرَّك
"انْهَضي مِنْ مِقعَدي"
"إذْهَبي إلى مِقْعَد أخر ، نَحنُ لَسنا في مَدرَسة"
"أنا أُريدُ الجُلوسَ هُنا لأنَّكِ تَجْلسينَ بِجانِب خَليلي"
إلتَفَّت يَسارَها لتَجِدَ شابًا في المِقْعَد الذِّي بِجانِبِها و هِي تَعْتَرِف لِنَفسِهَا أَنَّها لَمْ تَلْحَظه ، لَرُبَّما بِسَبب لِباسِه الأسْودِ و رَأسِه المُغَطَّى بِالقُنْسُلوَّة
هيلار لَمْ تَرغَب في صُنعِ شِجَارٍ مِنْ أوَّلِ يَوم و مَعَ فَتاة وجَدَت تَصَرُّفَها طُفولِياً
لِذا نَهَضت بِدُون أَنْ تَنْبُس بِكَلِمَة و إتَّجَهَت إلى مِقْعَدٍ اخَر
.
.
.
.قَرَّر أَحدُ الأساتِذَة أًنْ يَقومَ بِإعْطائِهم مُحاضَرَة و التِّي كانَتْ مُضجِرَة بِنَظَر الطُّلاب
كانَتْ تَسْنِدُ خَدَّها على يَدِها و هِي شارِدَةٌ تَماماً ، بَصَرُها تَحَرَّك في جِهةٍ مُعَيَّنة لِتَجِدَ تِلْك الأعْيُن النَّاعِسة تَنْظُر إلَيْها بِبُرود ، كانَ الشَّاب نَفْسه الذِّي غادَرت بِسَبَبه مِقعَدها ، أعَادت بَصَرها ناحِية الأسْتاذ لِيَفعَل هُو المَثل