.2.

2.4K 259 81
                                    


لَقَد مَرَّ عَامٌ كَامِل ، و جِرَاحُهَا لَم تُشْفَى بَعَد

تَقِفُ أَمَام الجَامِعة التِّي سَتَرتَادهَا ، تَرْمُقُهَا بِالنَّظَرَات ذَاتِهَا ، نَظَراتٌ مُتبَلِّدَة و بَارِدَة ، فَلم يَتَغيَّر بِهَا شَيءٌ في تِلْكَ السَّنَة ، سِوى أَنَّها إزدَادَت سُوءاً

سَارت بِخُطواتِهَا إلى الدَّاخِل لِيدخُل صَوتَ الطُّلابِ إلى مَسْمَعها ، زَفَرت لِشُعورِهَا بالتَّوتُّر و بإنقِبَاضٍ في مَعِدَتهَا ،كَذلك نَبَضاتُ قَلبِها تَزَايدَت

هي الأن تَقِف بالمَمر حَيْثُ يَقِفُ بَعْض مِنْ الطُّلابِ هُنَاك ، نَظَرَتْ مِنْ حَولِهَا ثُمَّ قَرَّرت أَنْ تَبحثَ عَنْ قَاعَتها

بَعْدَ أَنْ عَثَرت عَليْهَا ، دَخَلتْهَا لِتَجِدَ بِضعَة طُلَّابٍ مُتواجِدينَ فيهَا

إتَّجَهَتْ إلى المِقَعدِ الأخِيِر لِتَجلس و تُخرِجَ هاتِفَها بِرفْقَة سَمَّاعاتِها لِتَستَمِعَ إلى موسيقَاها

و بَينَما كانَتْ مُنْغَمِسةً في عَالَمَها الخاص ، شَعَرت بِتَحَرُّك مِقْعَدها ، قَطَبت حَاجِبَيها ثم فَتَحت عَينَيها مُنْزَعِجة لِتَرَى فَتاة أمامَها ، قَامَتْ بنَزعِ سَمَّاعاتِها حِينَ رُؤيَتِها لشِفَاهها تَتَحرَّك

"انْهَضي مِنْ مِقعَدي"

"إذْهَبي إلى مِقْعَد أخر ، نَحنُ لَسنا في مَدرَسة"

"أنا أُريدُ الجُلوسَ هُنا لأنَّكِ تَجْلسينَ بِجانِب خَليلي"

إلتَفَّت يَسارَها لتَجِدَ شابًا في المِقْعَد الذِّي بِجانِبِها و هِي تَعْتَرِف لِنَفسِهَا أَنَّها لَمْ تَلْحَظه ، لَرُبَّما بِسَبب لِباسِه الأسْودِ و رَأسِه المُغَطَّى بِالقُنْسُلوَّة

هيلار لَمْ تَرغَب في صُنعِ شِجَارٍ مِنْ أوَّلِ يَوم و مَعَ فَتاة وجَدَت تَصَرُّفَها طُفولِياً

لِذا نَهَضت بِدُون أَنْ تَنْبُس بِكَلِمَة و إتَّجَهَت إلى مِقْعَدٍ اخَر

.
.
.
.

قَرَّر أَحدُ الأساتِذَة أًنْ يَقومَ بِإعْطائِهم مُحاضَرَة و التِّي كانَتْ مُضجِرَة بِنَظَر الطُّلاب

كانَتْ تَسْنِدُ خَدَّها على يَدِها و هِي شارِدَةٌ تَماماً ، بَصَرُها تَحَرَّك في جِهةٍ مُعَيَّنة لِتَجِدَ تِلْك الأعْيُن النَّاعِسة تَنْظُر إلَيْها بِبُرود ، كانَ الشَّاب نَفْسه الذِّي غادَرت بِسَبَبه مِقعَدها ، أعَادت بَصَرها ناحِية الأسْتاذ لِيَفعَل هُو المَثل

بِسببكَ | 𝐁𝐄𝐂𝐀𝐔𝐒𝐄 𝐎𝐅 𝐘𝐎𝐔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن