اليَوم التَّاليلَمْ تَكُن لدَيهم مُحاضرَة ، فَقرَّرت هيلار أنْ تَكتُبَ قليلاً
أخرَجت مُذكِّرة سوداء اللّون ، فالأولى الرَّماديَّة قد إنتَهت صَفحاتُها لكِتاباتِها الطَّويلة خِلال السَّنة الفائِتة .شَعَرَت بأنفاسٍ تَرتطِمُ على خدِّها لِتجِدهُ يونقي يَقرأ ما في مُحتوى المذكَّرة
"كِتابَاتكِ جيّدة ، هَل تحبِّينَ الكِتابَة؟"
"لا ، أنا أكتُب لإخراج الشُّحنات السَّلبية التِّي بداخِلي فَقط"
"عليكِ إضافَتُها كَأحدِ مواهبكِ إذن ، فكِتاباتكِ جيِّدةٌ حقاً"
أومأت و هي تَتذكَّر حَديث جين البارِحة ، عِندما أخبَرها بأنَّه سيجِدُ هواية لَها ، هُو ظلَّ يسْألها عمَّا تُحب مِنْ طعامٍ و عَنْ لونِها المفضَّل و أمور عدَّة لكِنّها لم تَكن تحمِل إجاباتٍ ثابِتة لِتلكَ الأسئِلة التِّي وجدَتها عديمَة النَّفع .
أغلَقت مُذكِّرتها مُقاطِعةً لقِراءة يونقي لتَضعها في حقيبتِها .
تمتم يونقي و هو يقطِبُ حاجِبيه
"أمركِ غريبٌ يا فتاة"..........
يَومان مرَّا و هِي لَمْ تَرى جين ، هِي لَم تَهتمَّ للأمر بالفعل ، و مَضى الوقتُ سريعاً فهي إعتَادت على وحدتِها .
عادَت إلى البيت و هي تَتلو الدعوات في داخِلها مِنْ ألاَّ تَلتقي بِوالدَيها
قامَت بِفتح الباب لِتأخُد عَيناها مَجراهُما في الإتِّساع
المنزِلُ كان مُحطَّماً بِالكامل ، كُل شيءٍ كان مَرفوعاً رأساً على عقب
سَرت القُشعريرة في جسدِها و هي ترى هذا المنظر
هِي تَعلم أن هذا ما يحدث كلَّما غضِب والدها ، لكنَّها لَمْ تَرى أفعَاله قط ، تَحبِس نَفسها في غُرفتِها و تُشغِل مَسامعِها بالسَّماع للأغاني عوضاً عَنْ سماع التَّحطيم و صُراخ والدِها المُرعب
خَطت خطواتِها نحو السَّلالم لتَصعد و تَدخُل إلى غُرفتِها ،أغلقَت الباب بإحكام ثُمَّ تسطَّحَت على سريرها
هَكذا كان حال عائلتها ، شِجارٌ كُل يوم يَنتهي بِتدمِير كلِّ ما في المَنزل ، تَستمع لِكلام والدِها كَونه يشعُر بالنَّدم لإنجَابه فتاةً عَديمة النَّفع ، تَفكيره القَديم كان يُخبِره أنَّه عَليه إنجَابُ فتى يَفتخِر بِه و يَعمل لِيُساعد على تَوفير نَواقص المَنزل .