.3.

2K 235 58
                                    


اليَوم التَّالي

لَمْ تَكُن لدَيهم مُحاضرَة ، فَقرَّرت هيلار أنْ تَكتُبَ قليلاً
أخرَجت مُذكِّرة سوداء اللّون ، فالأولى الرَّماديَّة قد إنتَهت صَفحاتُها لكِتاباتِها الطَّويلة خِلال السَّنة الفائِتة .

شَعَرَت بأنفاسٍ تَرتطِمُ على خدِّها لِتجِدهُ يونقي يَقرأ ما في مُحتوى المذكَّرة

"كِتابَاتكِ جيّدة ، هَل تحبِّينَ الكِتابَة؟"

"لا ، أنا أكتُب لإخراج الشُّحنات السَّلبية التِّي بداخِلي فَقط"

"عليكِ إضافَتُها كَأحدِ مواهبكِ إذن ، فكِتاباتكِ جيِّدةٌ حقاً"

أومأت و هي تَتذكَّر حَديث جين البارِحة ، عِندما أخبَرها بأنَّه سيجِدُ هواية لَها ، هُو ظلَّ يسْألها عمَّا تُحب مِنْ طعامٍ و عَنْ لونِها المفضَّل و أمور عدَّة لكِنّها لم تَكن تحمِل إجاباتٍ ثابِتة لِتلكَ الأسئِلة التِّي وجدَتها عديمَة النَّفع .

أغلَقت مُذكِّرتها مُقاطِعةً لقِراءة يونقي لتَضعها في حقيبتِها .

تمتم يونقي و هو يقطِبُ حاجِبيه
"أمركِ غريبٌ يا فتاة"

..........

يَومان مرَّا و هِي لَمْ تَرى جين ، هِي لَم تَهتمَّ للأمر بالفعل ، و مَضى الوقتُ سريعاً فهي إعتَادت على وحدتِها .

عادَت إلى البيت و هي تَتلو الدعوات في داخِلها مِنْ ألاَّ تَلتقي بِوالدَيها

قامَت بِفتح الباب لِتأخُد عَيناها مَجراهُما في الإتِّساع

المنزِلُ كان مُحطَّماً بِالكامل ، كُل شيءٍ كان مَرفوعاً رأساً على عقب

سَرت القُشعريرة في جسدِها و هي ترى هذا المنظر

هِي تَعلم أن هذا ما يحدث كلَّما غضِب والدها ، لكنَّها لَمْ تَرى أفعَاله قط ، تَحبِس نَفسها في غُرفتِها و تُشغِل مَسامعِها بالسَّماع للأغاني عوضاً عَنْ سماع التَّحطيم و صُراخ والدِها المُرعب

خَطت خطواتِها نحو السَّلالم لتَصعد و تَدخُل إلى غُرفتِها ،أغلقَت الباب بإحكام ثُمَّ تسطَّحَت على سريرها

هَكذا كان حال عائلتها ، شِجارٌ كُل يوم يَنتهي بِتدمِير كلِّ ما في المَنزل ، تَستمع لِكلام والدِها كَونه يشعُر بالنَّدم لإنجَابه فتاةً عَديمة النَّفع ، تَفكيره القَديم كان يُخبِره أنَّه عَليه إنجَابُ فتى يَفتخِر بِه و يَعمل لِيُساعد على تَوفير نَواقص المَنزل .

بِسببكَ | 𝐁𝐄𝐂𝐀𝐔𝐒𝐄 𝐎𝐅 𝐘𝐎𝐔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن