الفصل الرابع| عقلي لا يتوقف

36 0 0
                                    


صراخ أمي لا يغادر بالي و ليس له دواء سوى دعائي،

لـن أنـسـاك يـومـاً، يـوم خـرجـت لـتـؤنـس حـيـاتـي،

أنت ظهري، أنت ذراعي و مازلت بداخلي،

وقت الحاجة، لا نفترق،

الرحمة و المغفرة على روحك الزكية الطاهرة العطرة،

و الصبر و السلوان على أهلنا،

من زرعوا القيم فينا،

ثم تُهدينا إلى الطريق الصحيح، فلا نضل ولا نتعثَّر.


في صباح يوم السبت ، الحادي عشر من أغسطس، الذكري العاشرة لميلاد أخي و الذكري السنوية الأولي لوفاته.

كانت هذه أول قصيدة أكتبها في حياتي، رثاءاً على روح أخي.

أخذت هذه الورقة التي كتبت فيها هذه القصيدة، و وضعتها في صندوق من الورق المقوى، و وضعت بهذا الصندوق بعض من أشياء أخي، صوراً له، و صوراً لي معه، و بعض ألعابه و ممتلكاته، و وضعت خصلة من شعره التي كانت على فرشاة شعره الخضراء، أتذكر ذلك اليوم الذي كُسِرت فيه يدي اليُمنى، فلم أكن أقدر على الكتابة، لكنك أهملت فروضك و كتبت لي فروضي، بخطك الرائع.

لن أنسى حينما منعني الطبيب من أكل الحلوى بسبب تسوس أسناني،و كنت تساعدني على ألا أقترب من هذه الحلوى، و كنت أتعارك معك حتى وصل الأمر إلى أني قد أذيتك في بطنك، و لم تشكوني لأحد.

للأسف لم أكن موقناً أنك تعشقني و تخاف علي بهذا القدر الكبير.

كم أشتاق إلي صوتك الشادي؟

هل توفيت كعقاب من الله لي؟

أين تختبئ؟ أأنت كالعادة أسفل السرير؟

لماذا تختبئ؟ و مِن مَن؟

ياله من ألم لا أجد له علاج!

كيف يموت السُّكَّر بالسُّكَّر؟

ياليتني طبيباً فأُداويك

لماذا أنت الذي اُصِبتَ بهذا الداء يا عزيزي؟

لما لم تعش بدون مرض؟

مات الأُنس و المرح

مات السعد و الفرح

إن كنت تسمعني الآن فاطربني بصوتك.

تباً  للموت الذي جعل السعادة بلا طعم.

استخففنا بالسكر فاستخف بنا.

لماذا صرت أنتظر هذا اليوم و هذه الذكرى، هل لأتذكر يوم ميلاد أخي أم لأتذكر يوم وفاته؟

حاولت أن أنسى هذا اليوم، و لكن ذكراه تلاحقني، ولكني لا أجد لها مفر، هل سأجد؟ و هل سأنسى؟ قِف يا عقلي عن التفكير في الماضي، أري اللون الأسود في كل مكان؛ ليذكرني بهذا اليوم.

سيادة القاضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن