الفصل التاسع| لا أصدق ما أرى

64 0 0
                                    

قد يتعجب البعض من كون إسم عم رمضان بهذا الإسم، على الرغم من كونه من اليابان،، الإسم رمضان حصل عليه بسبب شدة حبه لرمضان، و التغير الذي يصيبه في رمضان،،، اعتقد أنه مصاب بالإنفصام في الشخصية، في رمضان فقط، فإنه يتحول من حلاق إلى شيخ يصلي بنا صلوات التراويح و قيام الليل،، أسلم عم رمضان بعدما أسلم والداه، والداه كانوا هندوسيين، فكانوا يعبدون البقر و يقدسونها...حصل عم رمضان على إسم السويسري نسبةً إلى أمه التي من سويسرا، و هو الذي كان يتحدث عنها كثيراً أكثر من أباه الذي توفى حينما كان في العشرين، و قيل عنه أنه يشبه أمه كثيراً و لكن لا علم لي بهذا.

عَرِفْتُ عم رمضان عندما كنت في السادسة عشر من عمري، فكان يشتهر بحلاق الغلابة، أي انه طيب القلب و رخيص الثمن عن أغلب الحلاقين،،، و يتصف محل حلاقته بالبساطة، هذا الشيخ الذي كان يرحب بأي أحد يطلب العمل معه،،، و لكني أجد شيئا غريباً فيه و هو أنه يحتفظ بمفتاح ذهبي اللون، كان دائما ما يعلقه على رقبته، هو ليس من الذهب الخالص و لكنه دائماً ما يحب أن يطلي هذا المفتاح باللون الذهبي، و ذات يوم وجدت عم لمضان بدون هذا المفتاح، فقال لي انه فقده منذ إسبوع و يبحث عنه الآن، و الأمر الأكثر غرابة، هو اثناء حديثه عن تاريخ المفتاح الثمين، كان يبكي بكاء الأطفال حتى شعرت بالحرج، فخرجت من المحل في هدوء يتبعه الأسى و الضيق و الشفقة، و بعدما عثر عليه، تأكدت من قصة هذا المفتاح، مفتاح العائلة، إنه مفتاح ورثه عن جد والده و هو مفتاح صُنِعَ من معدن البرونز و الذي تم طلائه بماء الذهب، و لكن بعد مرور الوقت، فقد المفتاح لمعانه و لونه و صار يُطْلى باللون الذهبي، قيل عن هذا المفتاح أنه مفتاح باب قصر كبير لعائلته في اليابان، و قيل أنه مفتاح لخزنة جد والده و الذي كان به ميراث العائلة و هو الترابط الأسري، تلك الورقة التي وجدت في هذه الخزانة و التي كان مكتوباً فيها، الكنز هو تجمعكم أمام هذه الخزانة، و أما الثروة لن يعرف أحد طريقاً لها، و قيل و قيل...، و حامل هذا المفتاح هو حامل ثقة كبيرة من واهب المفتاح التى كانت خالته، و هي التى ظلت على قيد الحياه إلى الآن.

في هذا اليوم، يوم ما قررت فيها أن أحلق شعري، لاحظ العم تعابير وجهي الحزينة و الصمت الذي قد يبدو أنه أصابني، فبدأ يسألني العم قائلا: كيف حالك يا صقر؟                                                                                           

فأجبت عليه في نبرة ضعف: بخير و الحمد الله.

فقال العم في نبرة إستهزاء: أأنت متأكد؟

فأجبت عليه في تعجب و إبهام: ماذا تقصد؟ لقد قلت سابقاً أني في حال جيدة.

رد العم: لا يبدو ذالك، فمنذ دخولك لم تقول لي كلمتك الشهيرة "عم رمضان، صباح المشمش"

تعجبت و تفاجأت و قلت له: ألم أقولها؟

أجابني سريعا العم: كن صريحاً معي،ماذا بك، لماذا الحزن قد عشش عليك؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 26, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سيادة القاضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن