قد يتعجب البعض من كون إسم عم رمضان بهذا الإسم، على الرغم من كونه من اليابان،، الإسم رمضان حصل عليه بسبب شدة حبه لرمضان، و التغير الذي يصيبه في رمضان،،، اعتقد أنه مصاب بالإنفصام في الشخصية، في رمضان فقط، فإنه يتحول من حلاق إلى شيخ يصلي بنا صلوات التراويح و قيام الليل،، أسلم عم رمضان بعدما أسلم والداه، والداه كانوا هندوسيين، فكانوا يعبدون البقر و يقدسونها...حصل عم رمضان على إسم السويسري نسبةً إلى أمه التي من سويسرا، و هو الذي كان يتحدث عنها كثيراً أكثر من أباه الذي توفى حينما كان في العشرين، و قيل عنه أنه يشبه أمه كثيراً و لكن لا علم لي بهذا.
عَرِفْتُ عم رمضان عندما كنت في السادسة عشر من عمري، فكان يشتهر بحلاق الغلابة، أي انه طيب القلب و رخيص الثمن عن أغلب الحلاقين،،، و يتصف محل حلاقته بالبساطة، هذا الشيخ الذي كان يرحب بأي أحد يطلب العمل معه،،، و لكني أجد شيئا غريباً فيه و هو أنه يحتفظ بمفتاح ذهبي اللون، كان دائما ما يعلقه على رقبته، هو ليس من الذهب الخالص و لكنه دائماً ما يحب أن يطلي هذا المفتاح باللون الذهبي، و ذات يوم وجدت عم لمضان بدون هذا المفتاح، فقال لي انه فقده منذ إسبوع و يبحث عنه الآن، و الأمر الأكثر غرابة، هو اثناء حديثه عن تاريخ المفتاح الثمين، كان يبكي بكاء الأطفال حتى شعرت بالحرج، فخرجت من المحل في هدوء يتبعه الأسى و الضيق و الشفقة، و بعدما عثر عليه، تأكدت من قصة هذا المفتاح، مفتاح العائلة، إنه مفتاح ورثه عن جد والده و هو مفتاح صُنِعَ من معدن البرونز و الذي تم طلائه بماء الذهب، و لكن بعد مرور الوقت، فقد المفتاح لمعانه و لونه و صار يُطْلى باللون الذهبي، قيل عن هذا المفتاح أنه مفتاح باب قصر كبير لعائلته في اليابان، و قيل أنه مفتاح لخزنة جد والده و الذي كان به ميراث العائلة و هو الترابط الأسري، تلك الورقة التي وجدت في هذه الخزانة و التي كان مكتوباً فيها، الكنز هو تجمعكم أمام هذه الخزانة، و أما الثروة لن يعرف أحد طريقاً لها، و قيل و قيل...، و حامل هذا المفتاح هو حامل ثقة كبيرة من واهب المفتاح التى كانت خالته، و هي التى ظلت على قيد الحياه إلى الآن.
في هذا اليوم، يوم ما قررت فيها أن أحلق شعري، لاحظ العم تعابير وجهي الحزينة و الصمت الذي قد يبدو أنه أصابني، فبدأ يسألني العم قائلا: كيف حالك يا صقر؟
فأجبت عليه في نبرة ضعف: بخير و الحمد الله.
فقال العم في نبرة إستهزاء: أأنت متأكد؟
فأجبت عليه في تعجب و إبهام: ماذا تقصد؟ لقد قلت سابقاً أني في حال جيدة.
رد العم: لا يبدو ذالك، فمنذ دخولك لم تقول لي كلمتك الشهيرة "عم رمضان، صباح المشمش"
تعجبت و تفاجأت و قلت له: ألم أقولها؟
أجابني سريعا العم: كن صريحاً معي،ماذا بك، لماذا الحزن قد عشش عليك؟
أنت تقرأ
سيادة القاضى
Aventuraمن منا ليس لديه صديق عزيز على قلبه، أو قريب لا يفارقه فى حياته، أو معلم أو أو أو...،من لديه صديق عزيز فقد امتلك الأمان و السلام، إنى أتحدث عن هذا الصديق المخلص، ليس الصديق المنافق. الصديق وقت الضيق، فإن امتلكت صديقا ادعُ ربك بعدم مفارقتك إياه و أن ي...