بعدما خرج معلم الدراسات الإجتماعية و ترك العلم في رأسنا، طرق معلم يبدو مألوفاً و ليس غريباً علي، خطى حطوات هادئة نحو مكتب المعلم، و وضع أدواته و كتبه و أقلامه، و قام بالتسقيف قائلا:Be quite.
و كتب على السبورة تاريخ اليوم بأسلوب مختلف، حيث أننا كنا نكتبه هكذا 18/9/2016 و لكنه كتبه هكذا
Sunday 18th September 2016 و يال هذا الخط الرائع الذي يكتب به.
قال المعلم:Welcome dear students, now I'll introduce my self, I am Dr.Helal Badea , i am a lecturer in the American university, By the way i am gonna teach you English in a new method, But you must obey my orders to talk like The English. STOP
قال المعلم:كم من الكلمات أستطعتم فهمها و ترجمتها، إذا استطعت تقدير نفسك من 10 ، فكم نقطة ستقيم بها نفسك؟
أولاً دعوني أُلخص لكم ما قلت" مرحباً اعزائي التلاميذ، الان بأُقدِّم نفسي، انا الاستاذ الدكتور هلال بديع، أنا مُحَضِر في الجامعة الأمريكية، على ذكر ذلك، سوف أُعلمكم بأسلوب جديد، لكن يجب عليك أن تنفذ أوامري لتتحدث مثل الإنجليز.
أعطى المعلم لكل واحد فينا ورقة مُربَّعة الشكل رمادية اللون، وأمرنا بكتابة إسمنا بأي لغة بشرط كتابة معنى هذا الإسم باللغة الإنجليزية، و كتابة تقييم لنفسك في اللغة الأنجليزية، ثم بدأ يُنادي على كل طالب قد قام بتقييم نفسه بعشرة على عشرة، و دون أسمائهم في صحيفة و وصفهم بالشجاعة.
ثم أخذ من قيم نفسه بتسعة من عشرة ، و دون أسمائهم و وصفهم بالصدق و قال: غداً بإذن الله سيُخْتَبَر كل منكم إختبار مختلف عن غيره و هذا ما سيؤكد مدى صدق كلامه أو كذبه أو ثقته بنفسه.
بدأ الأستاذ بشرح أول وِحدة لدينا في المنهج.
وبعد أن انتهت هذه الحصة المُبهجة، بدأت الفسحة، خرجت من فصلي لأقابل أصدقائي القدامى و أسلم على معلميني في المرحلة الإبتدائية و من ضمنهم ميس جيهان و مستر هاني و ميس زينب.
تجولت قليلاً مع أصدقائي حتى دعاني أحد أصدقائي بمباراه كرة قدم فلم أاتي على الرغم من حبي لهذه الرياضة وبراعتي بها لكن لا أرى بها الآن أي مُتعة، لدرجة أن أحداً من أصدقائي ركل لي الكرة ليجذبني للعب و لكن بدأت أركلها بلا طعم، يبدو أن الجدية بدأت تسيطر على أحشائي كلها ولا بد من التخلص من هذا، فتقدمت لألعب و كان دوري في اللعبة هو الدفاع، و لكن حينما اقتربت مني الكرة ركلتها و لكن هذه الركلة جعلتني أصمم علي التخلي عن هذه المباراه.
حاولت شراء بعض المقرمشات مثل البطاطا الرقيقة "الشيبسي" و جلست وحيداً شارد الذهن، أفكر فيما بعد و في ما قد مضى، أحاول تفادي الحزن و اليأس و أحاول الإقتراب من الترفيه، و لكن ليس بمقدوري أن أرى أي طريق أمامي من هذه الطرق بال و الأسوأ اني لا أبالي بحالي، لا أريد أن اهتم بنفسي، ليس بالمعنى الحقيقي و لكن بالمعنى النفسي، صرت لا أهتم بشئ غير نفسي، الحمد لله ان هذا لم يتطور إلى أنانية، و بعدما انتهت النصف ساعة للفسحة، صعدنا إلي صفوفنا و فصولنا، لنتلقي مُستجدات العلم، دخل معلم اللغة العربية، هذا الرجل ذو الرأس الصلعاء اللامعة و البطن التي تتدلى من باقي جسده، يقول"سنة زي الزفت عليكم" بابتسامة، كيف و لما يقول هذا؟ و لماذا تعلوه الإبتسامة هكذا أثناء قوله لهذا؟
هذا المعلم لا يبدو منطقياً، فرفعت فتاه جريئة يدها قائلة:لما هذه البشرى؟
أجاب المعلم: لأنكم تحتاجون لهذا.
فجلست الفتاه خائبة الرجاء فكانت تتوقع نتيجة غير هذه.
أمسك الأستاذ قلمه و كتب في أعلى السبورة"بسم الله الرحمن الرحيم"
فقال الأستاذ:بالطبع هذه الكلمات لكم، يا من تتأخروا عن هذه الحصة، يا من تجدوا أن هذه الحصة ليس لها فايدة مع العلم أنكم تدركون مدى صعوبة دراستها، و أن بحرها واسع لا يخلو من الكلمات صعبة النطق و الفهم.
و لأُثبت ما أقول، أقرأوا هذه الكلمة"مالكم تكأكأتم علىّ كتكأكئكم على ذي جنه افرنقعوا"
فضحك طلاب و تعجب طلاب و هناك من حاول قراءة هذه الكلمات و لم يفهمها،
أجل، إن هذه اللغة صعبة و تكاد أن تكون الأصعب،
قال المعلم:أعرف أحدكم قراءتها؟
فأجبنا جميعنا:لا
عدى طالب قال: استطيع ان أفهم كلمة واحدة؟
فتعجب المعلم و ابتسم أكثر و قال بهذا اللفظ:قِف يا رُجَيْل أكرمنا بخير ما تعلمت.
فضحك الجميع و وقف الطالب و قال: أرى أن كلمة جنه مقصود بها الجنة و من المؤكد أنكم تعرفونها جيداً.
قال المعلم:"و لا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أموات، بل أحياء عند ربكم يرزقون" لقد أوشكت على قتلي يا رُجيل كف عن هذه الثرثرة و عد إلى مجلسك و اجلس.
قال المعلم: معنى تكأكأتم هو اجتمعتم، و أما معنى افرنقعوا هو انصرفوا
موجز هذه الجملة "مالكم اجتمعتم علىّ كاجتماعكم على ذي جنون، انصرفوا عني"
فقام طالب و سأل معلمه:لماذا اخترت هذه الجملة بالذات؟
قال:لأني سمعت أحدكم قد سخر على شكلي فسخرت على عقله.
قال المعلم:نبدأ الان بلا إضاعة وقت، سنتحدث اليوم عن شئ سئمتوا منه و هو النحو، و بالتحديد سأتحدث عن...
صار المعلم يتغني باللغة فقضى على شكله المضحك و أعطى لنا لوحة فنية غنية عن التعريف، بل و ما زاد هذه الصورة جمالاً قوته و دقة مخارج ألفاظه لأني مررت بمعلمين كثر فقدوا هذا الحس من الفن الرفيع.
و بآخر حصة لي ختمتها مع مادة الرسم، هذه المادة التي ردت فيا الروح مجدداً مع معلم يرسم بفرشاه من حرير و يلون الحياه بفن لا يُصدَّق، لم أجد لهذا اليوم غير وصفه بالنسيم البارد الذي يمر على القلوب فيزيح عنها الغبار الأسود.
ليت كل معلم ببلدى مثل هؤلاء المعلمين.
يا ليت...!
أنت تقرأ
سيادة القاضى
Dobrodružnéمن منا ليس لديه صديق عزيز على قلبه، أو قريب لا يفارقه فى حياته، أو معلم أو أو أو...،من لديه صديق عزيز فقد امتلك الأمان و السلام، إنى أتحدث عن هذا الصديق المخلص، ليس الصديق المنافق. الصديق وقت الضيق، فإن امتلكت صديقا ادعُ ربك بعدم مفارقتك إياه و أن ي...