مرض

55 11 0
                                    

لقد مرت سنة على وفاة أمى الحنون... إشتقت لها بشدة!! 
كل يوم أفكر بها و بالأشياء التى كانت تحب و بالطموحات التى كانت ببالها. كان من ضمنها أن يصبح لوى فنانًا صاعدًا و يحقق ما يهوى و يريد و ما يحس أنه الأفضل.

لقد إنفصلت الفرقة، بعد ترك زين لهم قبل عدة أشهر. إنفصلوا كى يجربوا حياة الإستقلال!!

أمى أعلم أنها كان بودها نجاح لوى لكنها لم تكن تعلم أنه بإطلاقه ٤ أغانى فقط سوف يحظى بشعبية و حب كبير لهذه الدرجة!

بعد موتك يا أمى كان للوى حفلة غناء أغنيته الجديدة بعدة أيام.. كان من المفترض أن يتغيّب لكنه
أصر، أصر و ذهب. مازلت أتذكر ما قاله لى "لا يا فيزى، لا أريد أن أخيب آمال المعجبين. تعرفين.. يستمتعون بوجودى، فأنا مصدر سعادتهم. ماذا يحدث إن غاب مصدر سعادتك و أنتِ فى أشد الحاجة إليه؟علي الذهاب، الآلاف فى انتظارى و سوف أرجع لكم، أحميكم و أطمئن عليكم ثم نذهب لزيارة أمنا، فأنا مصدر سعادتكم و تماسككم فى هذه الأيام. و أنتِ يا فيزى، أنتِ بمرتبة الأم الحنون منذ اليوم، فأنتى أكثر من تشبه أمنا فى الشخصية و الملامح".

مرّت أشهر و ازداد مرضى علي. أنا مصابة بمرض إسمه عرق النسا والذى كان يجعلنى دائما مكبلة بحبال الألم فى ظهرى كله. فى بعض الأحيان كنت أبكى حتى أنام من شدة الألم. كي لا اقلق عائلتى علي، أصبحت أعيش فى شقة لوحدى، مستخدمةً حجتا "لدى الكثير من العمل كل يوم و لن استطيع ان ابقى معكم وقت طويل" و "أنا فوضوية للغاية و لا أجيد الترتيب. سوف أكون عبئًا عليكم!!". كانت شِقتى قريبة منهم على أية حال و كنت اعتمد على نفسى فى كل شئ، غير ناسية الحنان الذى تحتاجه عائلتى منى أيضا. كنت أزورهم كل بضعة أيام و أجلب لهم بعض الهدايا من مالى الذى كنت ادخره لأشترى به سيارتى الخاصة. لكنى لم أكترث، إن عائلتى أهم ما لدى فى الحياة، أهم كل من مال و كل السيارات!

أعلم، لم أخبر عائلتى بعد، و إن مت لن أُخبرهم أيضا. لأ أريد أن أُعامل على انى مريضة فيجب الإعتناء بها لأنها مريضة لا، أريد أن أُحَب كما انا، على الشخصية التى أنا عليها. لن أدع العالم الإفتراضي يعلم أيضا، فقد إشتهرت بكونى "مؤثرة" فى حياة الناس و عارضة أزياء أيضا، لقد كنت أعطى النصائح بالمجان، غير منتظرة شئ فى المقابل. أنا أحب الناس، أحب أن أجعلهم سعداء و امحى ما يدايقهم (إنها صفة متوارثة فى العائلة، أعلم). أحب زيارة الأيتام و أطمئن عليهم و اعطيهم على قدر استطاعتى الحب الذى حُرموا منه، من داخلى عالمةً بشعورهم لأننى قد حرمت منه أنا أيضا.

لقد كنت اؤمن بعبارة من يعطى أكثر يستفيد أكثر. كنت اطبّق هذه العبارة بقلبى، حتى من قبل حادثة الموت. عند رؤيتى للناس فرحة بسببى كانت دائما ترسم البهجة على وجهى.

لقد اشترك لوى فى الإكس فاكتور، لكن هذه المرة كحكم. كم كان مشغولا كل يوم، من الساعة الثامنة للثامنة هناك. لكنى لم أقلق عليه لأنى كنت اعلم أنه يؤدى شئ طالما كان يحلم بتأديته. كنت كل يوم أحضر له الإفطار و أحرص على تواجد أطعمته المفضلة لكى يبدأ يومه سعيدا مسرورا. كنت أختار له ملابسه كل يوم و كنت حريصة على أن لا يرتدى نفس الملابس مرتين، كنت أَحرصْ فى إختيار الملابس المريحة الشيِك فى نفس الوقت. كم كان دوما أنيقا!

كنت ايضا اسهر متأخرًا عدة أيام كى انهى مشاريعى لأفرغ طوال اليوم لاستطيع الذهاب مع لوى للإكس فاكتور. عند ذهابى كنت اجلس مع الجمهور، مشجعة له و ملتقطة صور و ڤيديوهات اشاهدها عند شعورى بالوحدة فى شقتى. بعد اليوم الطويل، كنا نتسلى فى رحلة العودة للبيت. فى بعض الأيام كان يرافقنا فيبى و دايزى فى الرحلة.. كم كنا نستمتع كثيرا!

شئ ما كنت أحب أن أفعله هو بدأ لايڤ على الإنستاجرام. كم كنت احب التعرف على  أحبتى و الإطمئنان على أحوالهم. صحيح كنت أرُد على متابعي على تويتر لكن كنت احب رؤيتهم أكثر، فهم بمثابة العالم بالنسبة إلي ❤

نلهو و نمرح سوية و نتكلم عن ما يحبونه طوال الوقت. فى يوم من الأيام صارحت معجبيا بإحساسى العميق. "أحس أن نهايتى قريبة". بالطبع قد طمأننى الناس و قالوا لي أنى مخطئة و هذا كلام غير صحيح و أنى أنا و صديقى سوف نتزوج و ننجب أحلى الأطفال. ما يقصدونه أن حياتى ستكون الأحلى، أحلى من حياتهم، و أنهم هم فقط المسموح لهم بالقلق حيال الموت و التعاسة، و أني أنا أجمل ورود البستان، التى يجب حمايتها من الجفاف و القاطفين.. لكنى بداخلى كنت احس بهذا القرب كثيرا.. لقد اقترب موعدى مع ربى، أحسه ينادينى كل يوم و هذا الصوت يعلى و يعلى. لم أكن خائفة من اللقاء لأنى كنت احس اننى عَمِلت ما علي و قدمت ما طُلب و أكثر. كنت متشوقة نوعا ما... لأرى أمى، لكنى كنت قلقة من ذهابى، فحبيبى لوى لن يتحمل صدمة أخرى.

: سأظل كاتمة مشاكلى.. سوف أنجح و أتقدم.. سوف أعيش!!

فى هذه الفترة حققت شئ كنت أتمناه، زرت مصر. كنت دوما أحلم بالذهاب لها و رؤية كيف يعيش الناس. أطرف شئ اننى كنت أظن أن الناس هناك يركبون الجمال للمدرسة و لا توجد لديهم تكنولوجيا، لكن كل هذا كان إعتقاد خاطئ. قضيت أحلى أيامى هناك و تعرفت على بعض الناس و جربت بعض الأشياء. تعلمت بعد الكلمات مثل "يلا" و "أيوة"، حتى انى جربت الشيشة أيضا! زرت الجيزة و ذهبت مرة لكايرو فستيڤال سيتى مول (و أكلت هناك كنتاكى) و كنت بالإسكندرية عدة أيام. هناك شربت الشيشة و ذهبت لدار أيتام و لعبت معهم. حقا ما أحلى هذه الأيام!

من المؤسف عدم رؤيتى لأى من مُحبي هناك، و لما رجعت وجدت العديد من الرسائل النصية التى أرسلها الباكون على عدم رؤيتهم لي. وعدتهم بالزيارة قريبا مرة أخرى و أن أرى كل من أستطيع رؤيته، حتى أننا من الممكن أن نذهب سوية لمكان ما،  لكن حتى هذا الوقت سوف أركز على إصدار ملابسى الخاصة.

لم يحدث الكثير منذ عودتى.. أو هذا ما ظننته....

فى تفكيرى..... الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن