البارت الاول
(( صدفة مجنونه واحلاماً بعيدة))
بقلم : فارس الجنوبيمنذ عقداً من الزمن
بينما كنت متكئاً على الجدار وبيدي الكتاب وبينما عيوني تقلب الصفحات
كان جُل تفكيري خارج الغرفه
وبين الحين والأخر استرق السمع قليلا علي اسمع شيئاً
وبينما كنت على هذا الحال
سمعت صوتها فرسم عقلي وجهها
في هذه اللحظه رجفت يداي وانفصلت من جسدي ارجلي
وكأني كُنت اصم مُذ ولادتي
يا الهي مالذي سمعتُ للتو فدققت جيداً بين اسماعي
كان صوتها نعم كان صوتها الجهوري الذي تعلقت بهِ قبل سماعه
بعدها بقيتُ مسجى على فراش الأمنيات
وكأني مشرداً يترقب الممات
اصبحت افكاري ثكلى واستُبيحت
كان الليل هو مسكني الوحيد
اخرج حيناً وارفع رأسي الى السماء
وكأني عُطشاناً يترقب قطرة ماء
انظر الى النجوم واتكلم معها هل كانت هي من رأيتها فيكِ
وبينما اجلس وحيداً واسرق تلك الوحدة بشق الأنفس
كنت اكتب الرسائل واقول فيها ...
حبيبتي
لا فأن كلمة حبيبتي عميقه فأمسحها واكتب مرة اخرى
الى حياة...
لقد سمعتُ صوتكِ وهذا ماكنت ارجوهُ
لو سمحتي انا تعلقت بصوتك واصبحتُ اعشق تلك النبرات
واكمل الرساله من ثم اقرأها وامزقها
واكتب الرسالة الثانية والثالثة والرابعة...
كانت كتاباتي بسيطة مثل حلم الاطفال
فجل ما يحلمون بهِ الذهاب الى العب او شراء احدى الالعاب
حتى تصل الساعه الى الواحدة
فأضع الرسالة تحت راسي وانظر الى سقف الغرفة
ويداي تحت رأسي واردد حياة انتي الحياة
انتي من كانت تراود ذاكرتي قبل سنين من دون لقاء
انتي من رسمت النجوم وجهك في السماء
فأنا ضمأن متغرب وصوتكِ اصبح حبات ماء
وعلى هذا الحال حتى اغفوا ولا اعرف كيف
في اليوم التالي وعند الساعه السادسة صباحاً
اخذ رسالتي واضعها فوق ملابسي واقول
علها تدخل الغرفة فتجدها واذهب الى المدرسة
لكن اجد الرسالة على ماهي علية وبقيت على هذا الحال لأيام
دون جدوى كانت افكاري تتبعثر
لا الصوت اصبح يغنيني فالأيام وان كثرت
فسيأتي يوماً تتبعثر
وبعد شهرين كاملين عشتهما مع الأنتظار المفرط
وكأني في محطة قطاراً مهجورة
والرحلة الأخيرة ذهبت منذ سنين
انظر حولي فلا ارى الا الأحزان التي تتربص بي اين ما ذهبت
اصبحت الهموم تتشمتُ بي والدموع تلاحقني
وبعد شهرين كاملين ذقت فيها ملاحم التفكير
فقلبي يريد ذلك وكل اوردتي
لكن دون جدوى فلا حياة رأت الرسائل ولا انا استطعت ان اخبرها بشيء
بعدها افترقنا وهي لا تعلم شيء عما يدور في داخلي
ففي كل ليلة عشتها بالقرب منها كانت ملحمةٌ بكل ما للكلمه من معنى
فلقد كانت الجدران تحول بيني وبين وجهها الفضي وسماع صوتها الشجي
ثم افترقنا...افكاراً مستباحه..
بينما كانت افكاري قد فتحت نوافذ الحرمان للمرة الاولى
وبينما كُنت افتح الباب ببطىء خشية والدي
اذهب الى عالمي واجلس بين اصوات النجوم
لا تعرف عيناي ما معنى النوم
عالماً لا ارى فيه غير النجوم التي بعد منتصف الليل
تتشكل في هيئة خطوط تعطيني الهاماً روحياً
وبعد كل ليلة تزداد النجوم وتبزغ من بين الغيوم
وبينما انا مستلقياً على سريري في ليلةٌ من صيفاً حار
واذا بوجهاً فضياً قد اشعل من حولي النار
الصمتُ عشعش في عيني
لا ارغب في حتى حياتي
مسكيناً قلبي محترقاً
وانا اشتقت ليوم مماتي