بقلم : نهال عبد الواحد
«وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّـٰبِرِينَ * الذِّينَ إِذَآ أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ و إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»
اختلفت أحكامنا حول البلاء وكلٌ منا يفسر على هواه فمنا من قال تكفير سيئات ومنا من حكم أنه انتقام إلهي...
ورغم كثرة وتنوع قصص البلاء وحكمتها الغيبية لكن غالبًا ما تكون الحكمة في رحلة البلاء، كيف تتغير نفسك ويتغير الآخرون؟
من يؤازرك؟ من يتخلى عنك؟ ومن يظهر من جديد في حياتك ليعيد بناءها حتى لو جاء في آخرها... قبل نهاية الطريق...في بداية الثمانينات كان الحاج سيد المهدي أحد العطّارين المعروفين في وسط البلد ولديه محل كبير، ورث هذه المهنة بكل أسرارها من وصفات طبيعية وطبٍ بديل أبًّا عن جَدٍّ وكان له ولدان.
الابن الأكبر محمد وهو بمثابة ذراعه الأيمن في عمل العطارة وهو من سيستلم الراية من أبيه كما عهدت تلك العائلة منذ زمن أن يتوارث المهنة أحد الأبناء ويتشرّبها حتى النخاع ويظل فيها حتى يسلمها لأحد أبناءه.
كان محمد هو من تشرّب تلك المهنة بأسرارها وسيكون المسؤول من بعد أبيه.
الابن الأصغر أحمد، طبيب لا علاقة له بالعطارة ولا بمهنة أبيه لكنه محبوب بطبيعته فقد أحباه أبيه وأخيه بشدة حتى أن محمد بعد أن رزق بولدٍ سمّاه أحمد على اسم أخيه.
تشابه الأخوان في الخِلقة والملامح مع أبيهما من حيث اللون القمحي المائل للسمرة، الشعر الأسود القصير، القامة المتوسطة، إلا أن الأب ومحمد أكثر بدانة من أحمد وزيادةً أن للأب الكثير من الخصل البيضاء وسط شعره وله لحية خفيفة بيضاء.
اتسم أحمد بطيبته وحنانه الزائد مع خفة ظله فالمرضى يعشقونه، ما أحلى يومهم إن مر عليهم دكتور أحمد المهدي! فرقته وخفة ظله تلك تشعر المرضى بالشفاء من قبل أن يتناولون حتى الدواء خاصةً مع الأطفال وكبار السن.
لم يكن أحمد قد تزوج ولا خطب رغم إلحاح والديه وأخيه لكنه عاشقٌ متيم لابنة منطقته في بيتٍ أمامهم.
إنها هيام وهي فعلًا هيامه، لقد وُلدت أمام عينيه قد تابع كل مراحل عمرها فهي بالنسبة إليه كتابًا مفتوحًا فيعلم كل صغيرة وكبيرة عنها.
هي أيضًا منذ نعومة أظافرها تفتحت عيناها للدنيا تكاد لا ترى فيها سوى أحمد .
في طفولتهما كانت كلما خرجت لشراء مشتروات للمنزل أسرع وحملها عنها، إن تعرض طريقها الصبية أو حتى عندما ترى كلبًا يجدها تسرع بالإختباء خلفه، فقد رأته سندها وحماها حتى في الطفولة.

أنت تقرأ
(قبل نهاية الطريق) By : Noonazad
عاطفيةعاشت حياتها عادية وظنت أن الحب والمودة يأتيان مع العشرة ، قد يحدث هذا بالفعل وربما لا .... خاضت حياتها و واجهتها وعاشتها بكل مافيها لتواجهها صدامات ومشاكل تتفاقم يوماً بعد يوم حتي تختم بفاجعة نادراً ما يتحملها بشر......... ووسط تلك الفاجعة يحدث الغ...