1.هوية

1.2K 36 14
                                    

وتظنُّ انك تعرفني إلى ان أُخرسك بغموضي ..

-

"انتِ لا تعلمين كم احتاجك الان مينو ، انا احتضر ، ارجوك ..!" ترددت هذه الجملة في مسامعها مراتٍ عديدةً لتهز رأسها بوحشية تنفض المشهد من رأسها

نظرت الى المبنى العملاق امامها يدخل ويخرج منه آخرون ، العاشق والمهرول والعازف و الرسّام اللذي اوقع علبةَ طلاءٍ على الارضية ، فتاةٌ واخرى تتهامسان

ركزت في كل التفاصيل عدا وجهتها حيث اصابها الصداع من فرط التفكير ومحاولتها تفسير مكانها والى اين يجب ان تذهب الان

ترددت الكثير والكثير من المرات تنظر الى الغرباء يعبرون من جانبها ، رفعت من بصرها الى السماءِ تزفر باستسلام وتحدق بالغيوم اللتي تتحرك ببطء

"ستمطر " همست بدفئ تشعر بالهواء الخريفي يلفح وجهها

نظرت الى يسارها لتجد بعض الاسهم تدُّل الى ما تريد وصوله لترتسم ابتسامةٌ راضيةٌ على شفتيها فتتجه ببطءٍ تتبع الاتجاهات اللتي نصبتها الجامعةُ للجاهلين بارجاءها كحالها .

وصلت الى الغرفةِ الدافئة اللتي يملؤها ضوء الشمس ، لتستنشق رائحة الطلاء والاوراق ، الرصاص ، كل ما تَهوى

بحثت في زوايا المكان بعينيها عن اسمٍ تردد في بالها

"بارك لونا !" نادتها احد الفتيات بحماس تطرق على كتفها لتبتسم لها بتوتر

"مرحبًا بعودتك ، لا بدَّ ان رحلتك الى بوسان قد ارهقتك تبدين شاحبةً " قالت الفتاة بقلقٍ استطاعت الاخرى رؤية زيفه

"احترسي من الفتيات في فصل الرسم ، انهن كالافاعي " تذكرت هذه الجملةَ لتعطيها تعبيرًا ساخرًا

"انا بخير " ردت ببرود تحاول الوصول الى بقعتها

"اذًا صباح الخير اعزائي ، مرحبًا بعودتك صديقتنا اللطيفة لونا ، يعجبني التغيير اللذي اجريته على شعرك " قال الاستاذ بمرح يقتحم الفصل لتحدق به بفزع من صوته اللذي اخرجها من تفكيرها

"استاذ الرسم هو الطف انسان في العالم ، لا تنصتي لمن يخبرك عكس ذلك" قام صدى هذه الجملة باختراق تفكيرها لتعطيه ابتسامةً مشرقةً

"اشكرك " انحنت بخفة ليشير لها بسبابته

"بمناسبة عودتها ، ما رأيكم ان نرسم اكثر مشهدٍ اسعدنا مؤخرًا !" صفق الاستاذ يفزع الطلاب للمرة الثانية

Roommate | T.Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن