{ المقدمة }

144 10 18
                                    

بعدما قضى العالم نحبه في أكثر الكوارث الطبيعية موجة من الإشعاع الشمسي ضربت الأرض أنهت كل مظاهر الحياة الحديثة من كهرباء إتصالات إنترنت و كل ما هو متعلق بها زال تلك الموجة لم تهلك الأجهزة و حسب بل ومعها الناس التي أصبحت تتساقط كأوراق الخريف .. حكومة الولايات المتحدة أعلنت حالة الطوارئ القصوى و أرسلت الجيش و الحرس الوطني الى الشوارع لتهدأ الاوضع .

لم يمضي أسبوع على الموجة و مات ما يقارب المليون شخص من الإشعاع و لحق بهم مئات الآلاف في الأيام التالية في ظل عدم وجود أجهزة طبية و لا إتصال فقد العالم  التواصل بين ببعضه البعض المليين ماتوا في جميع انحاء العالم و الارقام تزداد كل لحظة .. و ما بقى أشعل أعمال الشغب و التمرد التي سرعان ما أصبحت حرب أهلية.. تمترس فيها الجماعات كلاً في مدينته و بلدته و حيه فتكت بالزرع و الضرع و أهلكت النسل و دخل العالم في ظلام .

الموت يزداد كل لحظة و ظهر شيئا منافي للعقل أشخاص باتوا يأكلون البشر تغيرت أشكلهم و اصبحوا أشبه بوحوش كان لزاما على البشر أن يتوقفوا و يقاتلوا أولئك المخلوقات البغيضة بدلاً من بعضهم لكنهم قد فشلوا و بات الأوان قد فات

مدينة صغيرة في إحدى ولايات على الساحل الشرقي عزلت نفسها من كل ذلك و أحاطت سوار شاهقة لحمايتها ما بالخارج .

و الان كانت تدار من أناس لهم الأمر كله و يملكون زمام الأمور فيها ، أناس انقدوها من أهوال نهاية العالم و عذبوها بقوانينهم كانوا يطلقون على أنفسهم "الكونجرس" و هم عشر أشخاص يملكون الحق في كل ما هو موجود في المدينة بما فيهم جيشهم الخاص الذي هو مكلف بحماية المدينة من أعدائها اللذين يأتون من الضباب البرتقالي الكثيف.

مرت سنة تلوى الأخرى و البشر يهلكون بعضهم و الكائنات البغيضة تنهي على الباقي حتى ظنت تلك مدينة الصغيرة أنها الأخيرة في هذا العالم فأتسعت الى العديد الآلاف ظلوا أمنيين يملكون طعام وشراب و سقف يقي رؤوسهم .. مستوطنة بشرية تخال نفسها الوحيدة ربما  و حتى لتلك المدينة المزدهرة مشاكلها

( قبل أثنى عشرة عاما ضربت الموجة الشمسية الأرض ... لم تكن هي بحد ذاتها الكارثة بل الناس من كانوا  كذلك بعد فقدان السيطرة و تفشي الوباء و الأشعاع في أغلب أنحاء العالم ) تحدث رجل ذو لحية طويلة و رأس أصلع يرتدي رقعة عين على عينه اليسرى .

كان كبير في السن و يبدو عليه الوهن رغم صلابته ( و نحن على وشك فقدان السيطرة هنا إيضاً .. لقد ظننا إننا الوحيدين نعيش في أمن بعيداً عن الكل لكن هذا لن يفلح دوماً في هذا العالم المقيط ) و بصق على الأرض بعد لكمته و تابع ( لقد صمدنا أثنى عشرة عام دون ان نخرج من هنا منذ أن تم بناء الأسوار التي حمتناء من كل ما هو في الخارج و لكن كنا مخطئين ... ) و رمق من كان جالس حول الطاولة المستديرة و التي جلس عليها ثمان من الأفراد .

ثلاث نساء و خمس رجال ما عداء الوجل الكبير ذاك الذي كان واقفاً يتكئ على الطاولة بيديه اللتان كانتا ترتعشان ( أجل ) و هو يهز راسه ماكداً ( في الأيام الفائتة أتى رجل على حصانه من خارج المدينة.. كان بشر مثلنا و قد تفحصه الأطباء و وجدوا أنه غير متحول بل مثلنا جميعا و لقد تأكدنا انه ليس من سكان المدينة بل هو نفسه عثر على المدينة بالصدفة و شائت الأقدار أن يأتي إلينا و نعرف بذالك ان هناك حياء في مكان ما )
( الولايات المتحدة أنهارت منذ سنوات و لم يعد بها الى الملوثين في الخارج اما البشر إن وجدوا يختبئون ها ) تحدث أحد السيناتورات صاحب الشوارب الكبيرة الشقراء و العينين الزرقاء كان أنيقاً يرتدي بدلة من قميص و سروال و سترة رسمية
( هذا ما كنت أريد طرحه آنفاً يا جون ) و نظر إلى الأمام بعد أن كان ينظر نحو جون و أكمل ( أنا أرى إن نرسل مجمعات من الأفراد للبحث عنها لو وجدت و انا واثق من أنها موجودة .. مدينة تسع أناس أكثر و نحل بذلك مشكلتنا )
قالت أحد السيناتورات المسمى  " ديانا " ( و من قال انهم سوف يقابلوننا بالأحضان إيها الحاكم )
( انا لا اتوقع منهم ذلك ) أجاب العجوز الهرم و عاد و جلس على كرسيه المصنوع من الجلد الاصطناعي المتحرك
تحدث شخص آخر ( لماذا لا ننفق مواردينا المحدودة هذه في توسيع المدينة هكذا يمكننا حل أكثر من مشكلة في آن واحد )
- ( ربما أنت على حق يا " نيكولاس" و لكن تمديد السور ليس بالأمر الهين )
ليقاطعه نيكولاس قائلا بحدة ( و هل إرسال ١٠٠ شخص اغلبهم أقل من عمر 25 عام  للبحث عن شيء لا نملك له حتى خريطة هو الأمور الأقل إهدار للموارد هاه ) و ضرب بيده على الطاولة حانقاً لكن الحاكم اكتفاء برمقه بنظرات خاوية و قال آنفاً ( أقدر أن أبنك سيكون من بينهم لكن هو ميت لا محالة هنا أو هناك فخير له ان يموت و هو يحاول انقاد شعبه من الموت و الجنس البشري من الهلاك ) و استند على ظهره و أردف ( على كلاً لقد جهزت كل شيء من أجل ذلك و ما ينتظر إلا تصويتكم على القرار فمن موافق ) و رفع يده هو الاول و تبعه خمسة من أعضاء المجلس و نيكولاس رفض قطعاً التصوت و سادنه أحد الاعضاء بامتنعه عن التصوت مساندة لصديقه نيكولاس .

لم تنقضي دقيقة و انتفض  نيكولاس عندما أدرك انه لا محالة من أن القرار سوف ينفذ نهض صديقه محاولاً ارجاعه الى القاعة إلا ان صوت الحاكم أوقفه بقوله ( دعه يذهب فهو غاضب على ما سيحل بأبنه لا غير لولا ذلك لكان أول الموافقين ) ...


☆ لا تبخل بتعليقك و أبدأ أعجابك ☆ 

الناجين ~ The survivorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن