{ الالتقاء من جديد }

16 1 0
                                    

ﻳﻮﻡ ﻭ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﺎﺿﻮﻫﺎ ﻣﺎﺭﻙ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺷﺮﻗﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﻫﺪﻳﺮﻩ ﻣﺘﺨﻄﻴﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻭ ﺟﺪﻭﻋﻬﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺷﺠﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺘﻴﻦ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﻌﺼﻰ ﻣﺪﺑﺒﺎ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺇﻳﻤﻲ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺡ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺘﻴﺖ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﺠﻴﻒ ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺟﺎﻙ .

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭ ﺻﻌﺒﺔ .. ﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ " ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﻴﻦ " ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺇﻧﻬﺎﺋﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﺻﻌﺐ .. ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺭﻙ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻘﻼﻉ ﺑﻜﻔﺎﺋﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺟﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﻟﻘﻰ ﻣﻠﻮﺙ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﻭ ﺍﻧﻘﺪﻩ ﻟﻜﻦ ﻻ ! .. ﺁبة ﺇﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻭ ﺗﺸﺎﺟﺮ ﻣﻌﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻪ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻭﻗﻔﺘﻬﻢ ﺇﻳﻤﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ .. ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﻮﻡ لأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻭ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﻞ ﻣﺠﻬﺪ ﻭ ﺟﺎﺋﻊ ﻭ ﺧﺎﺋﻒ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻛﺴﻮﻝ ﻭ ﺗﻨﺎﻡ ﺛﻤﺎﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓﺄﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻴﻤﻮﺕ .

‏( ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺃﺑﺪﺍً ‏) ﺗﺤﺪﺙ ﺟﺎﻙ ﻣﺘﺪﻣﺮﺍً ﻭ ﻭﺍﻓﻘﻪ ﺟﻴﻒ ‏( ﺃﺟﻞ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﺃﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻛﺜﺮ ﺩﻭﻥ ﻃﻌﺎﻡ ‏)
ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺭﻓﻲ ‏( ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺴﻴﺮ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗﺎﺋﻢ ‏)
‏( ﻛﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ‏) ﺳﺄﻟﺖ ﺇﻳﻤﻲ ﻣﺎﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻮﻫﻠﺔ ﻇﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺁﺧﺮ ﻭ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﺮﺡ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ، ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺇﻳﻤﻲ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻪ ‏( ﻫﺎﻱ ﻣﺎﺭﻙ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻌﻲ ‏) ﻋﻨﺪﺋﺪ ﺃﻓﺎﻕ ﻭ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ‏( ﺍﻭﻩ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ‏)
- ‏( ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻛﻢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ‏) ﻧﻈﺮ ﻣﺎﺭﻙ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺭﺩ ‏( ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ‏)
‏( ﺣﺴﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺮﺗﺎﺡ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﻢ ﻧﻜﻤﻞ ‏) ﻭ ﺍﻧﺤﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺨﺮﺓ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺟﻴﻒ ﻭ ﺟﺎﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﺡ ﻣﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺐ ، ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﻟﺤﻆ ﺇﻧﻬﻢ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻴﻬﻢ ‏( ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﻗﻔﺘﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻀﻲ ‏)
- ‏( ﺳﻨﺮﺗﺎﺡ ﻗﻠﻴﻼً ﻭ ﻧﻜﻤﻞ ‏)
- ‏( ﺩﻋﻴﻨﺎ ﻧﺮﺗﺎﺡ ﺣﻴﻦ ﻧﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ‏)
‏( ﻫﺎﻱ ﺍﻧﺖ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻳﻤﺴﻜﻚ ‏) ﺗﺪﺧﻞ ﺟﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﻐﻀﺐ ‏( ﻭ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻳﻜﻠﻤﻚ ﺃﺻﻼ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺑﺴﺒﺒﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻧﻜﻤﻞ ‏)
- ‏( ﻫﺎﻱ ﻫﺎﻱ ﻫﺎﻱ ﻟﺘﺼﻦ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻭ ﺇﻻ ﻗﻄﻌﺘﻪ ﻟﻚ ‏)
- ‏( ﺍﻭﻩ ﺣﻘﺎ ‏)
ﻧﻬﺾ ﺟﺎﻙ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺟﺮﺓ ﻣﻊ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺣﺐ ﺑﺎﻷﻣﺮ ، ﻧﻬﺾ ﻣﺎﺭﻙ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻭ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﺠﻴﻒ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﺎﺭﻙ ﻣﻦ ﺟﺎﻙ ﻓﺪﻓﻌﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺟﻴﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﺑﻌﺪ ﺟﻴﻒ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ﻭ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ .. ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﻥ ﺑﻴﺪﻳﻦ ﻓﻠﻜﻢ ﺟﺎﻙ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺎﻳﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭ ﺑﻘﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻭ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ .. ﺭﻏﻢ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﺭﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻙ ﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻨﻪ ﺇلا ﺃﻥ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻤﺎ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻭ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ .

الناجين ~ The survivorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن