في زنزانة مظلمة رطيبة جلس " فرانكو " ضاماً قدميه الى صدره مغمض العينين في مكان لا يرى فيه شيئا أصلا إلا بقعة ضوء تأتي من فتحة الباب الحديدي الثقيل للزنزانات الانفاردية ، كان البرد و الرطوبة يهلكان كل من يأتي الى هنا قبل ان يذهب الى مصيره المحتوم و هو الموت .. لكن هذا العذاب أشد هول من الموت نفسه .. عظامك تتفشخ من الرطوبة كشخص يحفر جسده بالئة " تاربلو " تنخر عظمك و البرد بمتابة المنشار الآلي يجعل منك ميتاً فعلاً.
لا تحتاج الى أيام في مثل هذه الزنزانة بل هو يوم أو يومين بألاكثر و ينفرط عقدتك .. غير أن فرانكو بقى أسبوع و3 أيام هنا و ما يزال صامدا في تحدي لمَ هو معروف في مكان .. و هو في غيابيب أفكاره سمع صوت يأتي من ذاك الباب الحديدي ، صوت مزعج يصم الأذان و يعذب عقل فرانكو كلما انفتح رغم أنها ليست إلا مرات قليلة التي أنفتح فيها .
عندئد دخل أثنان يرتدون البزات السوداء الواقية لأفراد مكافحة الشغب يرتدون خوذ و الأقنعة ، أتوا و انتشلوه من على الأرض بعنف و سحبوه لخارج الزنزانة .. وضع يده على وجهه محاولاً حماية عينيه من الضوء القوي الذي دخل فجأة مع الموت الأسود كما يلقبون هؤلاء الأفراد في المدينة .
خارج الزنزانة سحبوه ثم بقسوة اجبروه على الجثو على ركبتيه بعدما كبلوه بالاصفاد مثله مثل من رأهم جاثين بجانبه .. على يمينه و شماله كان السجناء يملئون المكان و فوقهم وقف حراس الأمن و أفراد المكافحة ، نظر فوجد بقربه أحد السجناء الأصغر سن هنا كان يرتعش و ينظر يمنتاً و يسرى في ردة فعل واضحة على أنه فاقد صوابه ، كان شعر لحيته يتصل بشعر رأسه الفاحم و ما تبقى من وجهه الإرهاق والتوتر باداً عليه ما أخفى لون عينيه العسلية اما جسده فكان أضخم من فرانكو غير أنه يبدو عليه الضعف كما هو الحال مع الكل هنا بما فيهم فرانكو الذي لولا قبضة الحارس من خلفه لكان وجهه مغروصاً في الأرض .
الآن لمح نفسه من جديد و تذكر من يكون هو و كيف كان شكله رغم كل التغيرات التي أكتسها وجهه ، كان الشعر يكتسي وجهه المتورم و اضحت بشرته السمراء أكثر غامقة و أدرك لمَ كان الحرس ينادونه بي " بلاك ماستر " نسبتاً للون بشرته الغامقة إلا انها يقولوها تهكماً لا مدح .
يملك اكتافاً عريضة و جسد نحل إلا ان ذلك لا ليس مقياسا لمدى صلابته و لأنه أسود البشرى كان يشعر بنظرات الناس العنصرية و المزدرية .. آنذاك قبض الحارس عليه من ذراعيه و اوقفوه عندما دخل المستشار < الحاكم > ذو رعقة العين يحيط به الرجل الفاسد " ستيوارت جانزل " قائد قوات أمن و رئيس المعتقل .. تقدم المستشار يوجه كلامه للسجناء بقوله ( اليوم هو يوم الخلاص لكم ربما لا تعرفون ماذا ستيغير اليوم و ما سيغييركم .. نحن أعضاء الكونجرس صوتنا على قرار أرسلكم الى الخارج )
أنفجرت أصوات الاستهجان و الاستنكار من الشباب الذي الكثير منهم سجن ظلماً ينتظرون مصيرهم في زنزاناتهم حتى ياتيهم الموت أو يكسبوا يوم أخر من حياة ليست بالحياة غير إنهم هم راضياً أن يعيشوا هكذا و لا يتم ارسالهم الى المجهول الأكثر هولاً من الموت .. كانت أصوات الاعتراضات عالية ما أضطر قائد الأمن و عضوا مجلس الحاكم " الكونجرس " أعطى أوامره لحرسه باسكات الأصوات فسحبوا الحرس عصيهم المعدنية الصاعقة و اخضعوا كل من كان يصرخ من المئة و من سوء حظ الفتى المعتوه "ماركوس " تلقى صعقى من عصى الحارس الذي يقف عقبه رغم أنه لم ينطق ببنت شفى حين أثار عدد من السجناء الفوضى .. سقط مارك على وجهه يرى بعينين مشوشتين ذاك المدعو " بلاك ماستر " يصعق بدروه حتى و لو لم يتكلم هو الآخر ، يليه الفتاة الأشهر في المدينة أبنة المستشار السابق " إيميليا جونز " الملقبة " برنساس " على ركبتيها من أثر الصعقة فالحرس لا يهبأون إن كنت فتاة أو شاب أو من آثار الفوضى و من لم ينطق ، الكل يجب ان يدفع الثمن هذه هي القونين هنا .
أنت تقرأ
الناجين ~ The survivor
Adventureفوضى هلاك الأمم ... نحيب و خراب و وباء أناس يحاولان الصمود و الوصول الى ما يظنونه الجنة لكنهم لا يفقهون لمَ هم مقبلون عليه . مئة شاب يزج بهم في عالم لا يدركون منه شيئا و عليهم إيجاد مكان ما للأجو إليه و ثم يعودوا إلى مدينتهم التي كانوا فيها سجناء ك...