- استيقظت..
استيقظت على صوت ضجيج يأتي من الشارع.. حاولت ان انهض لكني شعرت بأن عظام جسدي كلها تئن من الالم.. استكنت لدقائق في مكاني بينما العرق يغمرني ويترك اثاره فوق وسداتي على هئية بقعة مائية صغيرة.. لحظة وسمعت خطوات حثيثة تقترب من غرفة نوم.. تحرك الباب قليلا ثم ظهرت من خلفه امره نظرت لي نظرة طويلة..
اقتربت مني ببطء شديد..
جلست بجوار رأسي ونظرت لي..
حاولت ان انهض.. شعرت انني احمل طن من الحديد فوق صدري..
مررت يدها البارده فوق وجهي.. قبلتني.. و.. استيقظت.
تلفت حول نفسي..
لهثت من الخوف والعرق..
فتحت النافذة.. وراءها رأيت شوارع المدينة تمرح وتلعب..
ارتديت ملابسي..
سحقا للكوابيس ولكل شيء..
ركبت السيارة وطويت بها الطريق..
الشوارع تتلاشى وتختفي تدريجيا..
امراة تجر طفلتها كدت ان اسحقها من فرط رعوتني في القيادة..
وصلت للمقابر..
كان التربي في انتظاري..
المقبرة مفتوحة والجثمان المفوف في الكفن الابيض مسجى امامها..
كشفت وجه الجثة..
تأكدت انها المطلوبة..
سحبت رزمة من النقود والقيتها للتربي.. احصاها سريعا ثم ابتسم وعاونني على وضع الجثة في صندوق السيارة..
تأكدت من احكام قفل الصندوق..
ضغطت دواسة الوقود وانطلقت..
ظلام الليل يبتلع ضوء القمر الشاحب الذي راح يطاردني بلا هوادة..
وصلت الى منزلي..
حملت الجثة ووضعتها في منضدة معدنية.. كانت الجثة لامراة في اواخر العمر.. ما تزال تحتفظ بمسحة من الجمال.. تحسست صدرها قليلا..
علقتها فوق القلاب..
قطعت الرأس ثم بدأت في السلخ وتقطيع اللحم..
بعد ساعة كنت قد ملات ملاءت اناء كبير باللحم الوردي..
حملت الاناء ثم دخلت المطبخ..
اشعلت الفرن وبدأت في الشواء..
الكثير من البهارت جعلت الرائحة شهية..
انتهيت من اعداد الوجبة..
حملت الاطباق ثم توجهت الى القبو..
اشعلت الاضواء..
اراءه كما تركته مكبل في قيودة..
نظرت لبقايا الطعام التي امامه..
وضعت امامه الطعام..
نظر لي بكراهية..
اخذت الاطباق الفارغة وغادرت بصمت..
نادى على:
- لمن هذا اللحم
نظرت له نظرة طويلة:
- لزوجتك
صرخ من الالم وراح يضرب الارض بقبضته:
- هي لا تستحق ذلك
اقتربت منه:
- ربما
اغلقت خلفي باب القبو..
اعلم انه سيمتنع بضعة ايام لكنه في النهاية لن يقاوم الجوع..
الجوع دائما ينتصر.
لم اعد اذكر لما افعل كل ذلك..
ذاكرتي مشوشة..
ربما انا شخص مريض..
ربما كل هذا كابوس اخر لم استيقظ منه بعد..
وربما انا شخص يحتاج للانتقام من رجل قتل زوجته.
#محمود_الجعيدي
