Hera's pov
صوت العصافير يتخلل أذني ليسحبني ببطء من عالم الأحلام ليبدا جسدي باستشعار الواقع..
أشعر بالهواء البارد يداعب وجهي لابدأ بفتح عيناي ببطء واغلقها سريعاً بسبب الضوء المفاجئ القادم من آشعة الشمس الدافئة لأتذكر انني نسيت أن أغلق النافذة مجدداً..بدأت عيني تعتاد على الضوء،اخذت هاتفي ونظرت للساعة لاجد انها ما زالت لم تتجاوز السادسة والنصف صباحاً..حاولت العودة للنوم مجددا ولكن دون جدوى..قررت ان ابدا يومي ونهضت من الفراش..اخذت منشفتي وملابسي ودخلت الحمام لأستحم..انتهيت سريعاً وتناولت فطوري وارتديت ملابسي ..اخذت حقيبتي وفتحت باب الشقة لأجد تلك الورقة البيضاء الفارغة مجدداً،تنفست بارتعاش ومددت يدي لالتقطها لأفتحها بأيدٍ مرتعشة،قرات ما بها لأشهق وارميها سريعاً..وضعت يدي على قلبي الذي أصبحت دقاته غير محسوبة الآن..نظرت لتلك الورقة الملقاه على الأرض لتظهر تلك الكلمات التي قرأتها منذ ثواني مضت مجدداً..
*ستبدأ اللعبة قريباً عزيزتي*..ماذا يعني بذلك ؟ومن يمكن أن يكون؟هل يخطط احد لقتلي؟ارتعش جسدي لمجرد التفكير في ذلك،منذ اللحظة الاولى التي رأيت بها تلك الورقة البيضاء من أسبوع مضى وأنا أشعر بأن شئ سئ على وشك الحدوث،كانت تلك الورقة فارغة في كل مرة اجدها،لم اليوم مكتوب بها تلك الكلمات ؟وماذا يعني باللعبة ؟.
تنهدت ووضعت الورقة في حقيبتي وقررت اخراج الأمر من رأسي..
سرت في طريقي للجامعة ولم استطع منع نفسي من النظر حولي من الحين للآخر من الخوف..
وصلت أخيراً للجامعة مبكراً،قررت الجلوس في الكافتيريا حتى تبدأ المحاضرات،لم أجد سوى عدد قليل من الطلاب الذين أتوا مبكرا مثلي ،انتقلت عيني إلى يونجي الجالس وحيداً في زاوية الباحة لأذهب وأجلس بجانبة كالعادة،انتقلت عين الطلاب نحوي لثانية ثم أكملوا ما كانوا يفعلونه..
احظى بحياه جامعية هادئة نوعاً ما ،ليس لدي اصدقاء،احضر محاضراتي واتناول الغداء بجوار يونجي الذي اعتقد انه مثلي ايضاً..لا احد يريد الاختلاط به ولا اعلم لم..
ذهبت للجلوس بجواره وقلت وانا ابتسم.
"صباح الخير"لم ينظر الي حتى واكمل ما كان يكتبه على اللابتوب الخاص به..كالعادة
جلست اتصفح هاتفي في محاوله لقتل الوقت وبقيت انظر ليونجي بين الحين والآخر،أشعر أن به شئ مختلف اليوم..
حدقت به مطولاً ونطقت..
"هل صبغت شعرك؟"توقف يونجي عن الكتابة لثانية قبل أن يكمل مجدداً..واو هناك تقدم
"الرمادي الفاتح يليق بك اكثر من الداكن،احببت اللون الجديد"نظر لي تلك المرة وحدق بي مطولاً،هذه اول مرة يظهر بها ردة فعل لما اقوله..
بقي يحدق بي حتى شعرت بالاحراج لأنطق.
"آسفة،تدخلت في ما لا يعنيني مجدداً"حسناً هذا محرجاً للغاية،أخذت حقيبتي وركضت للصف وقررت ان انتظر بالداخل حتى يبدأ...
______________________________________انتهت المحاضرات سريعا وحان وقت الغداء،لا أعلم أين سأجلس اليوم بعد ما حدث صباحاً مع يونجي،اخذت طعامي ونظرت حولي في محاوله يائسة لأجد مكان لأجلس به ولكن دون جدوى،استسلمت للأمر وجلست بجوار يونجي وبدأت بتناول طعامي بهدوء حتى نطق يونجي لأول مرة دون النظر لي ..
"لم يكن هناك داعٍ لتعتزري،لم يزعجني تعليقك "
صمت لثواني في محاوله لاستيعاب ما قاله،لم اعرف بم اجيب فاكتفيت بالصمت..
تناول كلانا طعامه بهدوء حتى اعطيت يونجي حليب الفراوله خاصتي وأخذت من طبقة قطع الزيتون التي يتركها في كل مرة ،نظر الي يونجي بعدم فهم لأنطق..
"أحب الزيتون واكره الحليب،ولاحظت انك تترك الزيتون في كل مرة تتناول فيها الطعام "
سكت يونجي وحدق بي لبضع ثوانٍ وبدأت المح شبح ابتسامة تنمو علي شفتيه ولكن انزل يونجي راسة واكمل تناول طعامة لأفعل انا ايضا..
______________________________________
Yoongi's povحان وقت الغداء،جلست في مكاني المعتاد منتظر هيرا ان تاتي،رايتها وهي واقفة تبحث بعينيها عن مكان لتجلس به،لا بد اني اشعرتها بعدم الراحة..بدا ضميري يانبني وعيني تراقبها في صمت منتظر منها أن تأتي وتجلس بجانبي كعادتنا..
التفت هيرا اتجاهي لابعد عيني سريعاً واتظاهر بتناول الطعام،جلست بجانبي وبدأت تأكل بصمت..حسناً هذه ليست عادتها..نطقت انا بعد ان طال صمتها..
"لم يكن هناك داعٍ لتعتزري،لم يزعجني تعليقك"
قلتها وحاولت تجنب النظر اليها،حاولت اشغال نفسي بطعامي حتى وجدت يدها وهي تحمل حليب الفراولة خاصتها لتضعة امامي وتاخذ قطع الزيتون التي قمت بتركها عمداً لكوني لا اطيقها..
"أحب الزيتون واكره الحليب،ولاحظت انك تترك الزيتون في كل مرة تتناول فيها الطعام "قالتها لانظر لها بتفاجؤ..حسناً هذا كان غير متوقع..
تلك الحركة اللطيفة كانت كفيله لجعلي سعيداً ولم اشعر سوى بابتسامتي تظهر ببطئ لاحاول اخفائها واتظاهر باكمال طعامي..
اشعر انني أستمر بالوقوع لها اكثر فأكثر
______________________________________
Hera's pov..
انهيت طعامي ونهضت لأرحل،قمت بتوديع يونجي وهو اكتفى بالنظر لي فقط..
كانت الساعة الثانية مساءً، ذهبت الى عملي في محل البقاله القريب من المنزل،ارتديت مئزري و بدات بالعمل ،قمت بترتيب الاطعمة والبضائع ووضعت الاطعمة المنتهية الصلاحية في صندوق وبدات باستكمال عملي عند الخزنة..
انتهت اخيراً ساعات العمل وأتي المدير ليغلق البقاله،طلبت منه كيس سجق منتهي الصلاحية ووافق بدون اي اعتراض،اخذته وبدات اضع منه في طريقي الي منزلي من اجل القطط الضالة..انهيت الكيس ورميته في سله المهملات بجوار المنزل..
صعدت الي بيتي وبينما كنت على وشك فتح باب المنزل وجدت ورقة بيضاء مألوفة على الأرض..سقط قلبي من مكانة وتسارعت انفاسي،انحنيت لالتقطها ببطء وفتحتها بايدٍ مرتعشة لاقرأ ذلك الكلام المكتوب بخط عريض..
*12:45 تبدأ لعبتنا الآن عزيزتي *
أنت تقرأ
Countdown
Action*بدأ العد التنازلي*...تلك الكلمات البسيطة كانت كفيله بأن تقلب حياتي رأساً على عقب...تملكني الخوف واليأس،لم اذق طعم النوم وعقلي لا يتوقف عن العمل...لم أرٍد سوى أن ينتهي ذلك الكابوس..الساعة تدق والموعد يقترب...نهايتي تقترب...