2

596 48 168
                                    

هناك من استطاع تحطيم قلوبنا ببشاعته وقذارته..
وهناك من استطاع سلب قلوبنا ببساطته ونقائه.....

...............

يسير تجاه هذا المنزل المتهالك والقديم تحت عتمة الليل بخطى بطيئة غير راغبة فى الذهاب لهناك "أحقاً يجب ان نعود لهناك زيان" تسائل باحتقار من ذاك الملجأ ليأتيه ردها الحزين "اجل زين، يجب علينا ان نعود لهناك فى الوقت الحالى"

تنهد بآسى ودار حول الملجأ ليتجه حيث نافذة غرفته، نظر للنافذة وقفز ليمسك بحافتها ثم رفع جسده ليدخل الى داخل الغرفة ثم نزع سترته الجلدية وألقى بجسده على الفراش "ألن تبدل ملابسك زين؟" تسائلت باستنكار لينفى مهمهماً براحة

"لا انا مرتاحاً هكذا" همس بخمول ونعاس لتهمهم بتفهم "تصبح على خير اخى" همست بحنان داخل عقله ليبتسم بخفة مغمضاً عيناه "تصبحين على خير اختى" دقائق وغفى سريعاً لتتبعه زيان غافية ف نومٍ عميق

صباح اليوم التالى

ضوضاء كثيرة انتشرت فى ارجاء الملجأ تشير الى استيقاظ جميع من به بالأخص مديرة الملجأ وزوجها، تململ زين فى نومه من الضوضاء التى اقتحمت غرفته يليها صياح انثوى "استيقظ ايها اللعنة المتحركة" ابتسم بجانبية واعتدل فى نومته

"هل انتِ مدركة بماذا نعتنى تواً؟" تسائل بنبرة جافة ولازال مغمضاً عينيه "اجل لقد نعتك ب..." كادت تكمل سخريتها إلا ان نهوضه المفاجئ ودفعها ضد الجدار قابضاً على رقبتها اوقفها تماماً عن الإكمال

"لم اسمع بماذا نعتني؟" اردف ببرود يشد قبضته على عنقها بينما تحاول هى نزع يده بشتى الطرق لشعورها بالاختناق "زين كن فتى جيد واتركها" قالت زيان بعقله فى محاولة منها لتهدأته، زفر بحنق وترك عنقها لتسقط ارضاً تسعل بقوة لاهثة

"فتى جيد اخى" اردفت زيان بحنان ليقلب عيناه بملل ويسحب سترته خارجاً من الغرفة "مهلاً مهلاً، ألن تعطيني القيادة ام اعجبك الامر" ببرود قالت ليقهقه بخفة ويتجه للمطبخ ثم سحب قطعة خبز وخرج من الباب الخلفى للملجأ "سأعطيكِ القيادة لكن اولاً ارغب فى تعقيم عيناى" اجاب بهدوء وقضم من الخبز

"همم دعنى افكر، اتقصد بائعة الزهور؟" قالت بخبث ليقهقه بانكتام ويومئ مؤكداً "أهذه تسلية ام انت جاد بالامر؟" تسائلت بجدية ليتنهد بعمق "لا اعلم زيان، كثيراً من الاوقات ارغب فى الحديث معها لكننى اجد نفسى اعجز عن هذا، وكثيراً من الاوقات اراقبها من بعيد كما ترين، اعتقد اننى واقع" قال بهدوء وابتسم فى نهاية حديثه

"تعتقد؟، يا فتى انت واقع بشدة فى عشقها" قالت مقهقهة لتتسع ابتسامته وتقع عسليتاه على من سلبت قلبه فى ثوبها الابيض القصير للركبتين وفضفاض من عند الخصر والمريلة الزهرية التى ترتديها، تحمل بيدها باقة زهور تقدمتها لأحد الزبائن

قريني || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن