15

146 25 125
                                    

ومَن ظنناهم ملائكة لا يحبذون الأذى لنا ....
لم يكونوا سوى أول من قام بأذيتنا .....

..........

نقل هارى خضرتيه بين الجميع مُنتظراً إجابة على سؤاله وبداخله يقين أن لا أحد منهم سيُجيب عليه فجدياً هم من الأساس لم يُفكروا سوى بأنقاذ البشرية ولم يأتي بعقلهم سؤالاً كهذا على الإطلاق

ليس لأنهم لم يُفكروا ملياً بهذا الأمر وبشأن أنقاذ البشرية بل لأنهم لم يُفكروا بأخذ مقابل كما فكر هارى ، لم يُفكروا أبداً أن يكونوا أبطالاً ويتحاكى بهم الجميع ، هم فقط فكروا فى أنقاذهم دون مقابل

ولعل سؤال هارى أيقظ الكثير بداخلهم فها هو تاى مُخفضاً رأسه مُفكرا بماذا سيستفيد هو إذا أنقذ الجميع هكذا دون مقابل ؟ ، هل هؤلاء الذين سينقذهن سيتوقفون عن التنمر عليه ؟ ، هل سيتوقفون عن نعته بغريب الأطوار ؟

هل سيتوقفون عن السخرية منه ومن قدراته ؟ ، هل سيتوقفون عن نبذه والتعامل معه كما يُحبون أن يُعاملوا ؟ ، والكثير من الأسئلة صدحت برأسه جعلته شارداً فاقداً لثقته بنفسه

ولم يختلف الحال مع ليام وجيمين فهما أيضاً عانيا من التنمر والسخرية بل ونبذتهم عائلتهما ونعتتهما بالوحوش بل وهناك من نعتهم بالمسحورون وهو لفظٌ ليس جيداً كى يُنعت به أحد فببساطة هكذا تخبره أنه لا يختلف بشئ عن الشياطين

أما يونغى فلقد غرق بأفكاراً أخرى ، هل سيسامحه الجميع على كل شخصاً أجبره على قتل نفسه ؟ ، هل سيسامحه ذاك الأب الذى أجبر أبنه على قتل نفسه ؟ ، هل ستسامحه هذه الأم على أجبار أبنتها على الأنتحار ؟ ، هل سيسامحه هذا الجد على أخضاع أبنه ذو الأربعون عاماً وجعله ينتحر ؟

ولِمَ سينتظر مسامحتهم إذا كان هو لم يُسامحهم ، هو لم يجعل أحداً ينتحر سوى من أذوه فقط ، لم يؤذى شخصاً لا ذنب له أبداً بل هو أفضل من أن يؤذى أحداً ولكنه دون أن يشعر يجد نفسه يتحكم بهم حتى يقتلون أنفسهم ، هل سيشفع له أحد ؟

ونأتى الى نايل ولوى وهذان الأثنان واجها الكثير من المشاكل ، فليس الجميع يستطيعون جعل شخصاً سويّاً أو أقناع أحدهم بأى شئ ، وهنا تأتى المشكلة ، فَكم من شخص أتهمهم بالأحتيال والأخضاع بالأجبار بسبب قدرتهم ؟ ، كم شخصاً أشار لهم بأصبع الأتهام وأخبرهم أنهم أستغلاليين ولا يهتمون سوى بمصلحتهم ؟ ، كم شخصاً أساء الظن بهما دون أن يعرفهما ؟ ، كم شخصاً قام بأذيتهما عمداً برغم أنهم لم يؤذيا أى أحد من قبل بل كان همهما الأول أن يجعلا الجميع بخير ، كم من شخصاً حكم عليهما دون الأستماع لهما من الأساس ؟

ولم يختلف الحال مع ملك كثيراً فلقد عانت كثيراً ، عانت من زوجات أتهموها بأختطاف أزواجهن بسبب قدرتها على جعل أى رجل يقع بحبها ويخضع لجمالها ، كم من أمهات ألقوا عليها أتهاماتاً باطلة خوفاً على أبنائهم منها ؟ ، الكثير من الرجال طالبوا بالزواج بها لجمالها أولاً ولأموالها ونفوذها ثانياً ، ونأتي فى النهاية الى والدها الذى يرغمها على الزواج بشخصاً هى لا تعلمه من الأساس فقط أثارته بجمالها الأخاذ والذى لا يقاومه أى رجل ولكن قلبها لم يختر سوى شخصاً واحداً وياليت الجميع يسمعون باسم من يخفق قلبها

قريني || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن