14

177 24 129
                                    

وليس جميع الأشخاص يستحقون أن نُضحى لأجلهم....
فماذا فعلوا هم لأجلنا حتى نُضحى بأنفسنا فى سبيل راحتهم....

...........

يسيرون داخل الغابة بهدوء ولم يُشكل الظلام عائقاً لهم فلقد أظهرت سوكورديا كُرة ضوئية بيدها جعلت المكان يُضيئ فى مُحيطهم لذا لم يواجهوا أية مشاكل أبداً عدا سخريتهم من إيرا وآڤاريتيا اللتان لم تُكلفا عناء نفسيهما أن يكونا مفيدان لهم على عكس سوكورديا

وهذا جعل تاى يُفكر بتمعن فى الأمر ، كيف أن ثلاثتهن خطايا ولكن سوكورديا ليست مؤذية مثلهن ، هل هى تختلف عنهما ؟ أم الأمر يتعلق بمكنونهما ؟ أم أن الأمر يتعلق بالخطيئة نفسها ؟ ، زفر بقوة بتعب وشعر بالصداع يفتك برأسه مرة أخرى فتجاهله مُركزاً أمامه على الطريق حيث أنه يتقدمهم كى يتأكد من سلامتهم وخلفه زيان تماماً تنظر حولها بتمعن لعلها تلمح شيئاً مُريباً فى هذه الغابة الهادئة بشكل يقطع الأنفس

وفى الخلف تسير سوكورديا بهدوء تتأكد كل حيناً وآخر أن لا أحد خلفهم راغبة بسلامتهم هى الأخرى وكل ما يدور بعقلها هو رفيقها وهل إذا كان بخير أم لا لذا بين الفينة والآخرى تسترق النظر له بهدوء وأهتمام مع ضربات قلب غير منتظمة ألبتة

توقفت زيان متصنمة مكانها عندما سمعت زئير متوحش لا يَمت لأى حيوان على الأرض بِصلة فدارت حول نفسها راغبة بمعرفة مصدر الصوت وأنتبهت حواسها سريعاً ومن ناحية أخرى يستعد زين لأى شئ مفاجئ حتى يُبدل القيادة كى لا تتأذى زيان فلاحظ تاى تصرفاتهما لِيتوقف مكانه ناظراً حوله بتمعن ودقة كما فعل الجميع بترقب

وقبل أن تُبدى زيان أية ردة فعل سرت قشعريرة باردة بجسدها تُخبرها بوجود أحد الوحوش لِتُخرج عصاها سريعاً مُتآهبة لأى هجوم مُفاجئ ، سأم تاى من النظر حوله فنظر إلى زيان بترقب لِتتحول بندقيتاه للبياض تلقائياً ورآى مشهد أمامه لِوحشاً يُشبه الذئاب ينقض على زيان مُسبباً جروحاً عميقة لها

عادت بندقيتاه مجدداً وأسرع تاى بدفع زيان بعيداً فأرتد جسده لِجزع الشجرة خلفه بقوة ألمت ظهره بشدة أثر هجوم الوحش عليه بدلاً عنها ولهث بتقطع مُمسكاً عنق ذاك الوحش المُستذئب بقوة يمنع أنيابه من الوصول له بصعوبة وألم

بينما تصنمت زيان مكانها بغير أستيعاب ولم تستفق سوى على تبديل زين للقيادة وأخرج سيفه سريعاً لِيشق عنق ذاك الذئب بعنف فاصلاً رأسه عن جسده مُنقذاً تاى من أنيابه التى قاربت على قتله فتنهد تاى براحة لاهثاً بتعب ولمح زين جرحاً برقبته فسارع بإمساك يده مساعداً أياه على النهوض عن الأرض برفق وأصدر تاى أنين متألم من ظهره وعنقه فوضع زين ذراعه حول عنقه يساعده على السير بلطف حتى لا يؤلمه وأبتعد به عن مكان الوحوش وأجلسه مُسنداً ظهره بلطف على جزع شجرة بينما زيان أنتحبت ببكاء قلقة على تاى دون وعياً منها حتى

قريني || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن