بارت ١

6.5K 155 22
                                    

أسمي( ورد )الإسم التي اختارته امي ورفضه ابي ؛ربما يذكره بحكايه ماضيه يحتفظ بها كبقعه داكنه في صدره
لم يناديني باسمي قط،وعلى الاغلب سماني( عفيفه) نسبه لجدتي التي لم اعرف عنها سوى اسمها ،ولم اظفر لروئيتها البته ..
من هنا ابدا بحكايه اختلف بها اثنان ،وتظمر لي اسمين وروحين وقصه اخرى نائيه تسكنني

نشات في قريه صغيرة رائحه الطين تفوح من جدرانها. تراب طرقاتها بين اضافري وضفيرتي؛
اذكر بائع الحلوى الذي كان يمر بباب بيتنا؛ويصدح عاليا وكأنه اعتلى مأذنه فبات ينشد شداه في اذني ذالك الصوت الذي اهرع اليه بخطا حثيثه ملبيه ،واركض بقدمين صغيرتين متعثرتين بكل شي حتى برفض والدتي  !
لم اكن الطفله المدللله؛كنت انام محشورة مابين تسع اخوة واربع وسائد اضع كفي تحت رأسي غالبا لاصحو واجدني اتوسط الارض الاسمنتيه الصلبه !وفي الصباح انفض وجهي ماعلق به؛وابتسم ابتسامه بزوغ طفله صغيرة تجبرها شمس الصباح على الاستيقاظ مع صوت الذباب لا الطيور
تصحو معي معدتي الفارغه التي تبدو ازيزها مزعجا لاركض بحثا عما يسد جوعهاا ،ثم احث خطاي على صوت امي الغارقه في وسط زحام اخوتي؛لاشي واضح سوى بياض مفترق شعرهاا ولمعه جدائلها اقف بعيدا اقضم اضافري اتسلق اكتاف اخوتي وانضر هل تبقى لي شي ..
وانضر لتلك الأطباق البيضاء الصغيرة المدورة التي تتحرك بعشوائيه في كل مرة يغترفون منها .
تلك التي تلتف وتتأرجح وعيناي ترقبانها ؛وصوتها يطمئنني انها ماتزال ممتلئه ..
فاسعد حين يحين دوري بطابور غير منتظم وغير مرتب ."ثم تلف لي امي لقمه كبيرة ،وتحشوها بفمي الصغير  فابتسم لابتسامه والدي المتكئ هناك وكأس الشاي يناوبه بين اصابعه الكبيرة....

كنت اعود لازاحم من اجل لقمه اخرى لكني وفي أحيان كثيرة... اكتفي بالقليل واتضاهر بالرضا.

عمتي(زكيه)تنادي علينا بصوت جهوري فضفاض .
تنظم وقوفنا كطابور مدرسي نلتزم به الأدب ونحبس حتى النفس.
زكيه.. عمتي التي فاتها قطار الزواج واصبح اقتصاص تذكرة تذكرة العبور فيه أمرا عسيرا جدا .
حين كبرت لتصبح غير صالحه للزواج والحب ،

سمينه بصدر متدل وبطن مستديرة .وأطراف قصيرة وعينين جاحضتين .

تبكي احيانا ولانعرف سبب بكائها ،وهيه التي تكرهنا جميعا دون سبب يعرف .
كنت اعجب كيف يجتمع جبروت وحزن ..!
بكاء وعنف..
لعمتي يد حديدات اكثر من مرة شعرت بوجع صفعتها ،ولهذا انا اخافها جدا واكره حينما تجردني من ملابسي وتقذفني تحت صنبور الماء ،وتثبت عنقي حتى انتهي من نوبه البكاء ومن الاستحمام .اعود غالبا وانا احمل شهقه كبيرة ..تلازمني ساعات ؛ولاشي يجعلني أهدأ ،الا حين تغزوني رغبه الرسم بالوان ونصف كراس..او حين تزورني صديقتي في الحي القديم

شنو رائيكم بارت روايه قريته وحبيت اشاركم بيهه عيشو واقعهه وتخيلو اوصاف شكلهم وشكل أفراد عائلتهه وها لاتنسو صورت ورد او عفيفه فوك ما ادري تخليتهه هيج شكلهه

انا قبل كل شي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن