بارت ٣

1.7K 57 3
                                    

سنوات تخطت من عمر اقداري ،سريعه ومتشابهه  اشعر انها كذلك .
كل شي يبدو كما هو ..

الى ان جاء ذاك اليوم الذي  قصم عمري نصفين ،كما هو الطوب القاسي حين ينصرم ويبدو اشتاتا!

حينها شعرت  باعياء وبتعب شديدين وبخمول   ثقيل يحاصرني ،فاصرت والدتي على ذهابي إلى المدرسه ،دون اكتراث لحالي ..
كنت ابحث عن وسيله اقناع بسيطه بحجم طفله بريئه؛وهي تضن انها حيله استمراض كاذبه كحيله محمد الذي تصدقه امي في كل مرة..

اشعر بالبرد وانتفض رغم ان الحراره القياسيه في الخارج تجاوزت الاربعين ،وهو موسم جني الرطب وقطف الثمر من النخيل وقد تدلى بثمرة اليانع.

وقد كانت تراودني فكرة اصطحاب لحافي الي المدرسه لولا ان اختي الصغرى تشاركني اياه!
فتركته يعلو كتفيها الصغيرين ؛ومضيت ارتجف عاريه الاكتاف الا من جدائلي ومن هندام مهترئ ..

دخلت الصف بشفاه ترتجف اجر قدمي بتثاقل، كأنهما جزي ليس مني،شي منفصل عني..
اتكور على المعقد الخشبي ؛
احضنني بقوة ،واستنجد كل انفاسي لتهبني الدفئ، اضم يدي على عيني الممتلئتين بالدموع ،والملتهبتين بالحرارة..

اتكئ على كفي الصغيرين ،لاسند رأسي الكبير جدا ..
اتنفس بعمق ، وابتلع لعابي علني ازيح هذا الحجر الصلد الذي يقف بمنتصف حنجرتي..
لااشعر بشيء ..
سواد هذا العالم ..
من إطفاء النور واصمت الحضور وجلب الهدوء لهذا الضجيج؟!!
اشعر بصمت في داخلي ،صمت مطبق طويل احاول ان استفيق منه..
احاول عبثا ان اخرج من هذه الدائرة الصامته المرعبه ومن هذا الظلام الدامس ،
ومن الأحلام التي تأبي ان تهبني شيئا من الراحه !

اشعر فقط بانفاس امي تلك الانفاس التي احفضها جيدا  صوتها الذي ينادي متقطعا،اسمعها واشعر بها

في كل الاحوال اشعر بلعاب اختي جواهر يتطاير على جبيني  وما لي حيله لنفضه

يداي ثقيلتان وانفي تقف على راسه بعوضه مشاغبه ؛اشتهي لو اهرشه حتى اقطعه لكن من يناولني يداي؟!
سمعت صوت ابي لأول مرة ينادي
: ورد
كنت اود ان اخبره اني عفيفه ؛واني اعتدت على هذا الاسم منه فمن هي ورد ياابي
هل هي انا حقا؟!!

ام ابنه الجيران التي عشت معها قصه حب من خلف الجدران القصيرة،والمثقوبه الاسرار.
حتى انتهت قصه الحب سريعا عندما خطبت لتاجر الأسمر الذي ياتي بقطع الحرير للقريه. وساقها والدها  كبهيمه ملفوفه بقطعه حرير له .

عرفت لم لم تشتري الحرير يوما لامي !

اسمع صوت امي الذي يهمس برفق وغضب كيف لهذا  وذاك ان يجتمعا بحنجرة امراة..؟
تعاتبك علئ هجرانك
وتلومها على التقصير
كان بودي أن افتح عيني واخبرك ان امي تحبك كثيرا ،وانها ستنجب ولدا في العام المقبل
كان بودي ان أصرخ كفى.. او ان اغير مكاني.

اريد فقط ان اخرج من هذه الدائرة السوداء وهذا الصداع الذي يشل جل حواسي .

هاي كتبته قبل لا اروح للامتحان عفت المراجعه علمودكم 😘ولاتنسون فساتين هيفاء الي فوك الي تحبهم ورد





انا قبل كل شي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن