بارت ٢

2.8K 80 4
                                    

هيفاء التي كانت تسمحلي العب بعرائسها الخمسه والتي صنعتها لها والدتها  بيدها دون ان تكترث لعبء تضميدها لتبدو لاثقه لابنتها الصغيرة.

كنت اشعر انها مدلله؛وكنت انضر دوما الى ثوبيها الاحمر والاصفر..احببت الاصفر بخيوطه المتدلله الذهبيه .
كانت تستطيع ان تلتف به لتصنع دائرة كبيرة ،وانا التي كنت اتمنى ان تعيرني اياه يوما واحدا لارقص ولااشعر الا بنفسي..

كنت اغبطها بحق على كل شي،وخصوصا انه لاعمه لديها ،او بالاصح لا وجود لكابوس زكيه اوشكت اخيرا على الاعتياد عليها ومعايشته.

نسيت ان اخبركم ان عمري انذاك سبع سنوات،ولا صديقه لي سوى هيفاء التي تشعرني بشيء من الاهتمام حينما تزورني وتسال عني.
بعد ان اهملتني والدتي التي انجبت ثلاث خوات اخريات بعدي. وقضت معضم وقتها منشغله بهن.

في تلك الحقبه .تزوج والدي بحجه واهيه مقتضاها رغبته في انجاب ولد ذكر.
حينها شعرت اننا لعنه علئ امي،وان عمرها لايثمن الا بذكر.... حتى اخي محمد المدلل بيننا؛كان يشارك امي البكاء.
وهي حاله عجيبه اذ اني قلما اجد محمد يبكي ،فلم البكاء وكل امر له يطاع؟هذا حسب تصوري الضعيف في ذالك عمري الصغير !اعتدنا نحن على هذا الحال..
ليست وحدها امي من كانت تحب محمد .
انا ايضا احبه ولم اخبره بهذا قط..
تغير والدي كثيرا.. ماعاد ذلك الذي يشاركنا الغداء ويفتقدنا قبل النوم .حتى صراخه مع عمتي زكيه،ولم يتوتر على مسمعي كما كان ،ذلك الصراخ الذي كان كفيلا بحفر خندق في رأسي ..
ببساطه انشغل كثيرا وغاب طويلا!

ايقنت بذلك جراء سهر امي المتواصل والذي تقظيه انتظارا له ثم يغبش عينها شبح النوم لتنام وهي تتكئ على حائط امل ضعيف .
الكحل بعينها صار يذوب سريعا ويترك بقعا على وجنتيها البيضاوتين المرتفعتين

كنت اقف مرارا عند باب المطبخ ،واسمعها تنشد اشعارا ؛وتتوقف لتتنهد،ثم تعاود كرة الغناء بصوت رخيم متقطع  وحينها فقط...ادركت انها تحب ابي حد العشق !
وانها تفتقده كثيرا..
وفي الليل اطل براسي عليها حين تنام معنا،وخيال شعري المتناثر يتضخم على الجدار.
كانت تشعر بوجودي فتمثل دور النائمه،لكنه نسيت كيف تعلم انفاسها ان تنام بهدوء دون شهيق متعب وزفير ممتد!
فاعود انا الاخرة لاتظاهر بالنوم ،وادعو الله ان تغفو والدتي لنحلم معا بان تأخذني بحضنها او ان اخذها لحضني ... كنت ارتجف كلما احسست بهذا الشعور....

حنان الاكبر مني سنا كان عمرها انذاك عشره اعوام.
كانت تلويها امي اهتماما مختلفا ولا تكلفها عناء مهام التنظيف وتمشيط المنزل مثلنا..
وعندنا تحتج اختي جواهر  سليطه الالسان رغم قصر قامتها ونافذه بين اسنانها تتسع كلما تحدثت،وحين اراها اضحك، فلطالما شعرت بالقرف من لعابها المتطاير وصوتها العالي.
حينما ترد والدتي باقتضاب : حنان مسكينه..
أحيانا لأ أدرك لم تقول والدتي ذلك؟ رغم اني اشعر انا ايضا بالعطف على حنان ؛لصمتها الدائم وانطوها الغريب .
كان لحنان ابتسامه بالرضا والسكون دائما.

علمت بعدها انها تعاني من مرض(التوحد) ولكن هناك في القريه  لايوجد من يشحص حالها او على ادنى تقدير يعرف كيفيه التعامل معه .

كنا نكتفي بنضرة العطف
ومعاملتها كمجنون عاقل.. !

تعبت قيمو الروايه . عرائس هيفاء بالصورة

انا قبل كل شي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن