صوت مذياع عمتي واغنيه فيروز
نسم علينا الهوا من فرق الوادي
يؤذن ان الصباح قد جاء، كان هوه المنبه الذي يخبرني بوقت الصباح والشمس.
صوت فيروز كان يغني في كل صباح لعمتي زكيه ، كان يتكرر بنفس الجمال ليبقى .
وفجأة.. قفزت فكره لذهني ...
ماذا لو انني استعرت هذا الجهاز الصغير ؛ لاسجل به رسائل الي بعد عام ؟!
قبل ان يبتلع القدر صوتي كما ابتلع بصري واشياء كثيرة احسست للحضه اني ساتحدث لنفسي اخيرا ..وبصوتي كيف لي ان استعير شيئا من عمتي زكيه ؟
هي لا تحب احدا وتمضي جل يومها مشغوله بلا شي ، تخلق من فراغها شغلا لتنشغل عن ذاكرتها التي تجعلها تضعف وتبكي .
كان لزاما علي ان اعقد صفقه معها ، وبما اني لااملك شيئا.. قررت ان تكون صديقتي ، فنحن نتشابه كثيرا بالوحده ، سوى ان خيباتها تفوقني عمرا !((الفرص لاتاتي مصادفه ، نحن نخلق من الفرص لأنفسنا )) ..
#مريمعمه ناديتها
لاجواب
رغم اني اسمع اساور يديها وصوت الماء والاطباق ..
اعتادت أن تغسل الاطباق ، حتى النظيفه منها ؛ لتنشغل عنا ..
عمه .. كررتها ثلاثا ورفعت صوتي عاليا
اعرف انك هنا .. وعيسى مايزال هنا ايضا أشعر انه يقف بجانبك محاذيا لانفاسك .هنا فقط سمعت صوت خطواتها تركض باتجاهي مسرعه ، تثبت يديها المبتلتين على أكتافي وتنفضهما بقوه
لتقول:
اووووووش يالعميا!!
لم استغرب من هذا فكانت دوما تناديني بذلك؛ وتنعتني بهذا النعت ، اجمع نفسي واعاود الحديث-منذ متى ورحل عنك ؟
يعلو صوتها
اووووووش
تضع كفها على فمي لتجعلني ابتلع صوتي ، اكفها حارة وعريضه ترتجف ، وتجرني من يدي .. اصبحت هي عصاي هذه المرة ، كانت تركض وكنت أبصر ، اعرف انها ستتعثر الان بطرف السجاده المنطويه منذ اعوام ؛ حتى تعثرت ووقفت من جديد ، وواصلت بسحبي الى الغرفه كنت ساطير في لحضه تترك يدي، لهذا كنت امسك بها جيدا ..تغلف الباب لتقف خلفه وكانها تريد أن تمنع صوتي أن يتسرب خارجا لتسالني وهي مطبقه أسنانها :
-كيف عرفت بعيسى ..؟
-انت ..
ارد عليها
تعيد سوالها نفسه بصوت اكثر اعمقا :
-اناااااا؟!
تقول هي
-اجيبها :نعم عمه
تعيد لي الجواب بسرعه لتقول: عمى يعميك
ابتسم :
-أنا عمياء بالفعل ياعمه ، وانت ايضا ..
تترك الباب أخيرا وتهرول باتجاهي وصوت أنفاسها الثقيل يطرق سمعي واشعر به ..
أقف وأنا مستعده لايه كارثه ستحصل
لاي إعصار يمكن ان يتلقفني وربما ادفن بين احدى الوسائد هنا .
كانت كلماتها سريعه وكأنها تداري شيئا كبيرا.
أخبرتها أنها تردد اسمه بمنامها كثيرا وتستفيق على البكاء .
أخبرتها عن تلك الليالي التي ادس فيها رأسي تحت الوساده اتظاهر بالنوم وأرى اصابعها التي تفرقعها وتعتصرها وتبكي .
أخبرتها عن ذالك الريحان الذي تدسه لتشتم الحكايات القديمه.
أنا اعرف ياعمه الكثير !
صمت وتنهيدات متتاليه عرفت انها ماتزال تتنفس وأنها بقربي .
من هو عيسى ياعمه زكيه؟
-إبن الحي القديم.
تجيب هي
-هل احببته ؟
اسالها
تصمت وربما كانت تؤمئ برأسها ولكن لااراها ..
اصمت وتصمت
لتبدأ الحكايه من الريحان ....... الذي كان يعلقه لها عند الباب منزلها كل صباح وقبل ان تذهب الئ المدرسه .
كأن يرقب خطوتها ويبتسم ، وهي تستحث خطاها خشيه من ان يراها والدي ..
-انا اخاف واكرهه ..
تقول عمتي عن والدي
- واين عيسى الان ؟
لاجواب اظن انها تهز اكتافها ب: لاادري
اشعر واتخيل دائما الاجابه هكذا علمني العمى ..

أنت تقرأ
انا قبل كل شي
Mystery / Thrillerقصه من الخيال الحياة ليست قصه نرويها ونختار ابطالها،ونكتب لها نهايه سعيده او عادله . فلكل ما حياه الخاصه بفصولها واختلاف اقدارها. كل مايصيبنا هو درس يعلمنا تعاملنا مع الاقدار على انها حكمه الهيه؛سوف تنجينا من الوقوع في هاويه النهايه السحيقه .كل شي ي...