حنان فتاة جميله طويله بيضاء وذكيه ؛ من يشاهدها لاول وهلة لايدرك ما تعانيه ،،
هي دقائق وتكشففي الواقع ، المريض التوحدي جميع من حوله يعانون اذا كانوا ينظرون الى مرضه كمعاناة .. الا هو ..
لقد قرر والدي صالح ان بزوجها من جارنا ابي فهد والذي يقارب والدي بالعمر ، لااعرف هل هي شفقه من ابي فهد او صفقه خاسرة من والدي .
كان ينظر اليها بعين حزن ويخاف عليها، ربما وجد ان وجودها ببيت ابي فهد هو الشي الوحيد الذي يجعلهه مطمئنا أذا غيبه الموت ..
لم تلبس حنان ثوبا ابيض ، هذا مااخبرتني به عمتي زكيه ، فقط عباءة سوداء لاتنقلها من بيت والدها إلى بيت زوجها .
لم اسمع صوت زغاريد هذه المرة ولا صوت الرصاص ، كنت اسمع بكاء امي واتحسس رائحه الدمع .
كانت الدعوات تسوقها ويدي ممسكه بيدها ، كنت اخاف ان تفلت مني فكفا حنان الوحيدان اللذان ظلا ممسكين بي بعد ان قفدت بصري .
كانت تمسك بيدي بقوة ، وكانها ستاخذني معها كما اعتادت ان تصحبني من غرفه الى غرفه ..
من المطبخ الى السطح ..
من عتبه الدرج الذي تجلس عليه الى فراشي الذي يوازي فراشها .في الواقع انا من كنت امسك بها ، اود ان تكون طفله دائما
حنان .. لاتكبري فجاة .. دون ان تدركي ان هذا !
لاتشبهيني هنا ..
لنكبر معا ..
او لنمت ومعنا طفله لا تنوي الكبر ..!رحلت حنان ، ويداي تتبعانها ، وددت لو أزاحمهم واتخلل تلك الرؤوس لابصرها ، والعم ابو فهد يضع يده على كتفها
كنت اشعر بهذا رغم فقد بصري ، اشعر بثقل يده وكأنها استقلت على كتفي .
يالله تؤكل احلامنا كوجبه شهيه .. دون بسمله ولا حمد !
كيف نجعل من صغار أرواحنا عرائس ليله لاتنتهي ؟
كيف اعلمهم
ان حنان لاتحتاج لزوج لتكون بخير ؟
هي تحتاج لكم ولنفسها قبل كل شي !رحلت حنان ، وانا التي انتظر عودتها بفارغ الصبر ، انتظر عكازتي وانسيي ، انتظرها كفجر قريب سيأتي ،، فجر لايطيق ظلام الليل المكفهر .
ستعودين يا اختي، بعد أن ينتهي من التهام وجبته ويتخم بالرضا سينام بعيداً بينما ستبكين انتِ كثيراً
ستضربينه كما كنتِ تفعلين مع اخي محمد كلما حاول ممازحتك ؟!اليوم هوه الثالث عشر من رمضان
كنت احسب للعيد وكأنه سياتي ببشارة معه ..لا اعرف لمَ كنت انتظره !
وبداخلي ثقل عجيب وكأني اود ان انتزعَ حجارة من فوق رأسي وأرمي بها بعيدا .
مع كل اذان مغرب طنت استمع دعوات امي تبتدئ بمحمد وان يرزقه الله بزوجه صالحه لاتنتزعه منها ، ثم تنخرط الدعوات الباقيه .
كنت انصت اليها جيدا لعلها خبأت لي دعوة غير كوني عمياء وكل مرادها ان ابصر !
حسبت ان هناك دعوات مطويه بين لهفات الرجاء ربما هي ماانتظره ولم اعرف عنه بعد .
يمضي رمضان كغيره من الأشهر ، لولا رائحه الماكولات وسهر النسوه بعد صلاة التراويح ، ليقضمن بعضهن بعضا .
رمضان كان مختلفا بالنسبه لي فلقد كانت تنشغل عمتي زكيه عن مسجلها الصغير وأظل انا ارسل رسائل لي .
كنت اتكلم مع نفسي كثيرا ولوقت متأخر .
واحيانا اضحك وابكي ولااشعر بأحد ، الا بصوت محمد حين يخبرنا ان فهد هنا ويطلب منا الدخول ليمر فهد.
اشعر بخطواته جيدا ، وكانه ذاك الصبي الذي لم يكبر بعد .
استشعر رجليه العريضتين واصبعه المصاب بعد حادثه طفوليه عندما اختبأنا بعيدا عن جواهر ومحمد واطفال العم محمد ابراهيم الحلاق

أنت تقرأ
انا قبل كل شي
Mystery / Thrillerقصه من الخيال الحياة ليست قصه نرويها ونختار ابطالها،ونكتب لها نهايه سعيده او عادله . فلكل ما حياه الخاصه بفصولها واختلاف اقدارها. كل مايصيبنا هو درس يعلمنا تعاملنا مع الاقدار على انها حكمه الهيه؛سوف تنجينا من الوقوع في هاويه النهايه السحيقه .كل شي ي...