بارت ١٢

1.2K 46 28
                                    


هدوء .. هدوء
وكانما مرت ساعه وأكثر
واستنشق عطر امي كريما على انفي
العطر الذي كنت استرق منه رذاذا لأبدو اجمل

جواهر تحاول أن توقضني
وعمتي زكيه ترفع راسي لتجعلني اتوسد حضنها
الحضن الذي ظل شاغرا لهذا الاعوام دون ان تسمح لواحده منا أن تتوسده قط
سمحت لي هذه المرة بكل ما أوتيت من عاطفه

عرفت انني مررت بحاله إغماء أفسدت عليهم اخر يوم من رمضان وفوتت عليهم لذة الأفطار بعد جوع مضن وحار ...

عرفت اني ارعبتهم دون ان يدركوا السبب وماالذي جعلني اتيه عدد عتبات بيتنا العشر

وكيف نسيت العاشرة لاسقط من التاسعه كعمر سنوات ظلامي التسع ..

مسحات كفي امي تارة على وجهي وجواهر تارة اخرى ، وانتفاضه حضن عمتي زكيه تحت راسي وبطريقه مربكه 
شعرت وكانهن يغسلن شيئا عالقا بعيني
كنت ارى لونا اخر غير الظلام
نقطه ضوء متدليه من الاعلى
كان بودي ان اطلب منهن ان يكففن عن تكرار المسح ، وعمتي عن انتفاضتها

حتى اتتبع هذا الزائر الغريب الى عيني ..

أغمضت عيني واخذنني محموله على الاكتاف ، واقدامي تخط بخطوات عرجاء ، وكاحل ملتو وخيبه ثقيله .. ثقيله جدا .
اجتر روحي الى فراشي لأغفو ، لاتنفس ببطء

اصوات خطواتهن ماعادت كما كانت ..... اقصد بوضوحها ووقعها بأذني

حتى رائحه المكان ورائحه أصواتهن ولمسات اكفهن
كل شي بات عاديا ليس بالقوة التي كنت استشعرها سابقا ..

كان الصداع مسيطرا على راسي واضلعي تؤلمني فظننتها السبب .
مازلت مغلقه عيني حتى لايفلت هذا الزائر 
حتى انصت له واتبعه ..
نسيت خبر فهد وزواجه واصبح الوجع سيد جروحي ..

استقليت اخيراً
فتحت عيني وكاني ابحث عما انفلت مني ، .. ذاك المعلق بين ملامحهن .

فتحتهما بهدوء .. برمش يحاول ان  يغفو وانا اقاوم هذه الاغفاءة بقطرات ماء عالقه أشعرتني بوزنها هذه المرة
فتحت عيني وإذا بالون الرمادي
غير السواد .. هناك ضيف آخر
اغمظت مرة أخرى .. وكأني خفت أنني فقدت شيئا غير مافقدت كبؤبؤ أو ربما طار الجفن ..
الصدمه تفعل هذا احيانا !

عاودت فتحهما ، وانا اتمتم : يالله هب لي جنود رحمتك مرة واحده ودفعه واحدة فتحت عيني
لأجد نورا معلقاً فوق ألوان هنا وهناك
وكأنه حلم لم يزرني منذ زمن
فنسيت الالوان ولونها والنور وماهيته
اغمضت عيني رهبه وخوفا !
جمعت كفي على وجهي لاستفيق سريعا من هذا الحلم أفرج أصابعي وأعاود فتح عيني
لأجد هذه الالوان حولي جميعها تبشرني بعوده البصر لي !
وجدت النور معلقاً لولا هالة الضباب التي تحيط به!
وجدت منضده امي بالوانها بمكانها في زاويه غرفتنا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 26, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

انا قبل كل شي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن