مر وقت طويل على ذهاب حنان دون عوده!
اظن ان جواهر جعلتها تحرس لها مدخل الدرج الجانبي لتلتقي مع سعيد من سور السطح القصير فهي تمضي نصف يومها عالقه هناك ..لم اعد انتظر حنان ولا امي ولااوقات جواهر الشحيحه ؛ كنت انتظر الصباح الذي غاب منذ سنوات .
انتظر النور الذي سينتشلني من هذا السواد المعتم .
كنت ابكي كثيرا ولااشعر بهذا.
اقف على النافذه ، اطرق زجاجها واتوسل الشمس ان تشرق .
اتحسس الجدران في كل صبح لابحث عن كابل النور !
تركت الدراسه .. فلا مكان للكفيفه بينهن !
كنت اسأل نفسي ماالفرق بيني وبين حنان ، طالما والدتي اصبحت تشاطرني العطف ذاتهوعمتي ماعادت مسؤاله عني كما كانت .
اشعر بالارتياح كونها بعيده عني .اصبحت استدل على وجودها من رائحتها ..
رائحه ريحانة كانت دائما تقطفها من زوايه خضراء صغيرة بحوشنا الاسمنتي ، وتدسها في صدرها الكبير
تتنفسها بعمق كشهيق لايحتمل الزفيركانت تصلي وتتحدث كثيرا ، وتتمتم بحديث سري لايعرفه احد ولأني فقدت بصري صار السمع عندي يبصر احيانا .
كانت اصابعها المنتفخه السمراء ترتفع تارة وتمسح دمعها المهتدل من عينيها تارة .
تقبض على الريحانه وتعود للحديث من جديد.
كنت اشعر بوجع مزمن وبخيبه كبيرة يطوقانها أبطالمها والدي والزمن!كنت اكتم على هذا الامر لاني اخافها .
فزكيه لاتنحني ابدا!في تلك اليله وبعد الانتهاء من صلاتها نامت قريبه مني.
كنت استشعر قربها رغم أن المسافه مابين وسائدنا خمس خطوات بحساب الاصابع.
كانت تحسبها جيدا
فقبل النوم، اعيد في كل ليله هذه الحسبه .. وهي التي تكره اقترابنا أو أن يجمعنا ضيق المكان عنوة.تنهدت بعمق ؛ وشعرت بأنفاسها
سألتها: عمه
-نامي ..
هي تقولقلت: من هوه عيسى؟
اطبقت بصمت دون اجابه .
سحبت انفاسي لاعيد السؤال.
سمعت صوت بكاء مخنوك بوساده
ابتلعت سؤالي وتظاهرت بالنوم..أحتاج انا ايضا ان ادفن وجهي بالوساده يا عمتي ؛ لننم جميعا وليشهد الله على مافي صدورنا .
صوت صراخ جواهر يعلو .
انها ساعه المخاض .. جواهر ستلد الان .. الجميع يركض الا انا عصاي أتوكا بها امامي وأهش على هذا الغبش المستقر في عيني. الجميع يصطدم بكتفي ويمضي دون ان يجيبني ؛ ماحال جواهر ؟
جلست مكاني وصوت جواهر يعلو .تذكرت همسها من فوق السور مع سعيد ، حديثها الذي يمتد لساعات وضحكاتها ،تذكرت كم مرة أعادت وضع الحناء بيديها بعنايه فائقه . ورسمها المحترف للكحل ومضغها العلك بطريقه غنج لتصنع جمالا لثغرها العريض.
لم تكن جميله لكن سعيد أوهمها بذلك!
ألبسها ثوب الحب الذي كان يرفل عليها!
الرجال يكذبون كثيرا بالحب في اول لقاء حقيقي يجبنون وينصرفون بحمق وقله مروءة .
لم تحسن حنان دور الحارسه
حيث سمع والدي صوت ضحكاتها واتجه مسرعا بخطوات خفيفه ليجدها تتكئ على السور القصير وسعيد بالسور الموجه لها
صوت صراخها ووالدي يضربها يشبه صوت صراخها الان!صوت يتهدل بخوف وضياع
صوت يجهل مصيره والى اين سينتهي ويجف .ارغم والدي سعيد على الزواج من جواهر
لم يكن يحبها ، فلا يوجد رجل يحب امراة تدلت له بمفاتنها .. قبل ان يمسها ..
تزوجها سعيد اربع ليال واختفى، وترك ورقه معلقه على برواز صورة والده المتوفي وكتب فيها:لقد خذلتك ،
أنا راحل فسامحيني لتراضى عني امي ..رحل سعيد حيث المجهول لكن ترك باحشاء جواهر شيئا يتكور شيئا فشيئا وينبض ويكبر .
روحا خلقت منه ، تواجه مصيرا مفتوحا وقدرا مجهولا يرتجف ..
انطفأ صراخ جواهر ليبدأ صراخ اخر
صراخ شهي ويجلب البكاء !
كنت الوحيده السعيده ، حتى اني قفزت ونسيت صغيرتي العصا اسمع بكاء امي ، وشتائم عمتي زكيه وكلمات نساء الحي ..بنت .. بنت .. فوق همك هم
تبسمت لانها بنت
اقترب من جواهر اتحسسها لاصل إلى كفيها، امسك باصابعها افردها واحد تلو الآخر ،اعد أسمائها واحدا واحدا ؛ لاصل للاصبع التاسع وافرد العاشر واصمت ، انها ابنتك ياجواهر سميها..
تلفظ نفسا عميق وبهدوء لتقول(امنية )...
شعرت أن شيئا بداخلي قد تحرك بولاده امنيه.. لان اختي كانت تتمنى عوده سعيد والديامنيه أصبحت تلك الشماعه التي علقنا عليها اماني ثقيله جدا كنت اخاف ان تهوي باتجاه الارض لا باتجاه السماء ..
الحياة عبارة عن امنيه ضخمه ،
نسقيها كل يوم ابتهالات كثيفه، حتى اذا مااهتزت وربت ، عاودنا سقياها من جديد ، فلا هي تحققت ،
ولانحن كللنا وسمنا .وبعض الامنيات حين تاتي متأخرة ، تاتي جافه جدا
حتى من الفرح ومن الحياة !!
#مريم مريمالحمدلله خلصت البارت راح اروح لزيارة موسى الكاظم وادعيلكم بتحقيق امنياتكم 😘😘

أنت تقرأ
انا قبل كل شي
Mystery / Thrillerقصه من الخيال الحياة ليست قصه نرويها ونختار ابطالها،ونكتب لها نهايه سعيده او عادله . فلكل ما حياه الخاصه بفصولها واختلاف اقدارها. كل مايصيبنا هو درس يعلمنا تعاملنا مع الاقدار على انها حكمه الهيه؛سوف تنجينا من الوقوع في هاويه النهايه السحيقه .كل شي ي...