انا قبل كل شي

بارت ٥

عرفت بعد طول بكاء وزحمه الضجيج والأصوات المكتظه حولي ولوم والدتي الذي اسقطته دفعه واحده على ابي ..

أني تعرضت لحرارة شديده ودخلت حاله اغماء حاولت معلمتي اسعافي بسيارة العم كمال.. حارس المدرسه وتعرضنا لحادث قبل ان نصل الى المستشفى 

بترت اصابع السائق جراء ذلك الحادث ،اما انا فاصبت بضربه قويه في الراس فقدت اثرها شيئا مني، بينما معلمتي حسناء فقدها اهلها !
الفقد الذي يجعلك تغيب عن انظارهم هو الفقد المؤقت الذي يجلب الحزن والبكاء ويذيب وجهك بعد العزاء..
اما الفقد الحقيقي فهو ان تبقى صورة عالقه على جدران الحياه ببرواز يهرم ويهترئ دون ان تدرك عمره .

وان تكون لوحه يومئ الناس إليها ليتحدثو بصمت عنها.. بالشفقه وبالبؤس .
الفقد الذي يجعلهم ينسون سريعا ويعتادون واقع اعاقتك ويشعرون بالملل منها،دون ان يعيشوها معك .

                        فقدت حبيبتي..
                    عيني.. نافذتي للحياة..
            اصبحت كما يقولون (كفيفه)..
           لااعرف ماذا يعني العمى بعد ..

اهو نوبه مرض وتمضي بطريقها.. وهي موعوده بالشفاء ؟!
                
                 ماهو العمى ياامي؟

هل هوه كحبك لوالدي وبكائك لغيابه، وهو يتوسد حضن امراة اخرى ؟!
هل هو تخليه عنا من اجل ذكر ؛ دون أن يشفع وجودنا بشيء ؟!

                         ماهو العمى؟

               سؤال يحدق بوجوهكم
                      اتركه لكم .. !

اسمي عفيفه الكفيفه
عمري ثماني عشر سنه
عمر الظلام ثمان اعوام ..
كل الجدران تعرفني
اتحسسها، اعرف كم ثقب بسمار اوجعها وانغرس في خاصرتها .
احاول ان اعثر على ظلي؛ وابكي حين اجد الظل يسكنني .
اصبحت المشهد المالوف لأطفال الحي .
المهرج الذي لايكف عن اضحاكهم واللعب معهم والجري دون توقف.
الدميه التي لايوذيها رمي حجارتهم ولاتكترث لتعاطفهم .
الشخص الذي يضحك وهو يبكي.
ويلتف حول نفسه ولايسقط ، او هو الذي يقاوم سقوطه بالانحناء!
كل شي يبدو بلون واحد.. حتى حائط المدرسه الذي كان ممتلئا بالعبارات اصبحت اراه بلون واحد ..
لااعرف كيف يتحول العالم الرمادي نهارا والسواد فجرا كيف تسرب النور مني؟
ومن جعل اطرافي بلهاء تبحث عن دليل؟

اعيدوو ترتيبي !!
اعيدوني لنفسي
أحتاج إلى صوتي
أحتاج إلى عيني
اضيئوا مصابحكم .. ابصروني من جديد .. !

             (الأعمى ليس من فقد بصره ..
            كم من مبصر حسبه الناس اعمى !
     الاعمى الحقيقي حين تعمى البصيره لا البصر ..)

عندما مرضت كانت ماتزال عيناي مبصرتين سليمتين لولا الحمى .
ركنت بزاويه غرفه مزدحمه بوجوه اخوتي ، صوت بكاء اختي(كفايه)" الرضيعه يرن مسمعي ،ويداها الصغيرتان تلوحان للهواء كنت اود ان اقترب منها، لكن الحمى تثقل رأسي .

احب رائحتها جدا فهي اشبه برائحه زهر لم يشتمه احد قبلك، الم اخبركم أن امي اسمتها (كفايه) .. لتعلن كفايتها عن البنات.
ولعل الله يرزقها بمولد ذكر لتحظي بوالدي من جديد ، بعد أن فر الى سرير اخر واحلام اخرى !

دخلت امي الغرفه وانا الان اركل الغطاء من فوقي ، اجعله يتكوم عند ارجلي واتكور حول نفسي متظاهرة بالبرد .
لا .. في الواقع كنت اشعر به لكن ماكنت اتخلى عن الغطاء إلا لاجعل امي تقترب مني
ارفع صوتي بالاه علها تضع يدها على جبيني .. لم اكن ارجو اكثر من هذا. 

لاتنسون القصه  الثانيه اسمه(ليتني اقصها بكلمتين )هم شوفوهه 😉😉 واتفاعلو فدوة علمود ايصيريلي واهس اكتب