بارت ١٠

844 31 9
                                    

الرساله الاربعه..

اليك ياوجهي بعد عام
هل مازلت تحتفظ بملامحك قبل ان اغمض عيني قبل ان تتحول مراتي الى سوداء
حين اصبحت كأحد تلك الجدران التي اتحسسها فقط لتخبرني اين انا.
هل ماتزال عيناي تشبهان عيني جدتي عفيفه؟
لوزتين مسحوبتين من الاطراف
برمش طويل يمتد بظلاله على وجنتي المرتفعتين اللتين تشبهان وجنتي امي ..
لاتزال امي تحتفظ بهذه الوجنه حين اقبلها لولا انها اصبحت لينه اكثر من ذي قبل ، بكل الاحوال تتغير الملامح من عيد الى الاخر  وهو وقت التقبيل وجنتي امي.
كم تبقى على العيد ..؟ !

اذكر ان هناك مفترقا لاينتصف شعري
حين كنت ارى جانبي تمرد على المفترق الذي تصنعه امي دائما بمنتصف رأسي
كنت اشعر ان رأسي سينشطر بأيه لحضه ليترك مسافه بيضاء واسعه دون دم ..
كنت اقف خلف الباب حيث المراة المصلوبه على ضهره قطعه لاتفي لتظهر كافه تفاصيلك فقط لتخبرك انك هنا مع شخص يشبهك .
كنت حين اخلق مفترقا اخر برأسي اشعر اني اكبر ..
اكبر بالقدر الذي سيجعلني جميله بما يكفي بعيني فهد .

يالله ها انا عود من جديد .. لاتحدث عنه
توقفت الاخبار منذ سفره ، ولايصل منه سوى رسائل ورقيه تحتفظ بها والدته كسر عظيم
تكتفي بقول :  انه بخير

اتنفس انه بخير وأخبر عيني ، لا حاجه لي بكما الان، لعل الله يهب لكما النور
يوم عودته ، لتجدي نفسك بصورة اكمل وابهج

هذا ماكنت احدث به نفسي بعد كل مرة اسمع بها صوت زغاريد النسوة المختلط بصوت الرصاص
ما بين الرعب والصراخ هناك يولد فرح وبطريقتهم الخاصه .. !

اليك ..
ياحقيبتي و دفاتري وأقلامي  ، الواني التي تنتظر من يسن رؤوسها.
صديقاتي اللاتي تركتهن على مقاعد الدراسه ولم احظ بهن من جديد .

كيف لي ان أعود الى كل هذا ؟
وكيف اجمعني من جديد ؟
اعتدت الظلام وتعلمت كيف اشتم رائحه كل  شي.

ابحث عن مخرج من تلك الانبوبه الطويله التي وضعني بها اهلي عنوة انا قادرة على اجتياز كل هذا!

من يمد لي يدي .
اني افتقدني!

عندما حجب الله نور عيني كنت طفله وقبل ان تزهر روحي .
اقف حافيه عند الباب بيتنا انظر الى كل شي وكاني احفظ وجوه  المارة انظر الى اقدامهم ، الى شفاههم حين تتحدث  ولضحكتهم ولضجرهم كنت انظر الى كل تفاصيلهم  الا ماعدا أعينهم .
فقدت حبيبتي ومازلت اقف ولم يتغير شي ، كنت اسمع كل ما اود ان اشاهده ..
ماكان يهمشني ألا ضحكات صبيه الحي المنطلقه .
وماكان شي يلملم بعثرة روحي ألا حلوى العم ابي فهد .
الصغير لاينسئ وبعض التصرفات تضل عالقه بجدران روحه كبرت وماعادت حلواه تجدي بعد ان صمت الصبيه .
وماعادت العتبات تسمح لي ان أقف علئ  عليها.

كبرت دون ان ادرك معنى هذا البعد ، كبرن كثيرا ياانا ..

حتى حذائي صار يوجعني حين انتعله فأبكي ، كنت أحتاج ان أبكي على ايه حال .
تصالحت مع الظلام ، احببت لعبه (الغميمه) لكن كنت وحدي من يبقى  لاخر اللعبه ولا يجد إلا نفسه !
فقدت نظري وفتحت عندي حواس اخرى ، كل حواسي تضاعفت قدرتها وهذا وما لم اخبر به احدا .
كنت اشتم خطواتهم من بعيد واعرف كل شي من نبرات صوتهم كانت رائحه الكذب تخنقني ووحدي من يشتمها .

جاء هذا الصباح مبكرا
الصباح الذي ننتظره جميعا
الا اختى حنان ، اخبرتنا امي ان حنان ستتزوج
يفترض أن نفرح كثيرا.

كل وجوهنا كانت تسكنها قصه صغيرة تبدأ بكيف ؟
وتنتهي بتعجب!

حنان مريضه توحد ، المرض الذي يحتاج الى رعايه  في ظهور اول بوادره ، فكيف بحنان الطفله التي ولدت بكومه قش ، وتحتها عود ثقاب سيشتعل بأيه لحضه ... . ؟

جميعنا كان يعاني غياب والدي ، وتكدس المشكلات الصغيرة التي تضخمت لتصبح معاناه طويله .
الفقر الذي كان يحوم حول قريتنا ، وبعدها عن المدينه والخدمات ..

كل هذا اجبر حنان على ان تنشأ وتحمل مرضها ليكبر معها
اكثر انطواء .. اكثر ريبه .. كلمات بصوت ثقيل ..
الوحيده التي كانت تجعل امي تضم يديها للدعاء وتبكي .






خلص البارت ورسائل ورد او عفيفه 😉ان شاء لله يعجبكم




انا قبل كل شي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن