'17' عودة الكابوس

3K 101 15
                                    

تم كتابته في: 17/8/2019

تم التعديل في: 25/7/2021

---------

قبل ان تصل للأرض هى معدتها متذكرة طفلها ثم عانقت بطنها و كأنها تحميها و كأن طفلها لازال فى الداخل...

فتحت عيناها بتعب و خدوش و كدمات تملئ جسدها ، اعتدلت بهلع رغم صعوبة الامر ، نظرت لجسد كيڤين المشوهة بالكامل و رأسه الذى ينزف ، سقطت دموعها بعدم تصديق ضاربة إياه على وجنته بخفة و هى تردد اسمه بصوت عالاً مليئ بالذعر ، بدأت شهقاتها فى الظهور و هى ترى جرح رأسه العميق....

نظرت حولها بتشتت و هى تحاول حمل جسده الثقيل متغاضة عن وجع جسدها الذى يبدو كالجحيم ، ما اصابها كان اقل بكثير مما اصابه هو و كل ذلك بسببها....

تنهدت بفشل و هى لا تستطيع حمل جسده ، اعتدلت محاولة السير يبدو ان قدامها قد كُسرت باحثة عن اى وسيلة للخروج من ذلك المكان لكن لا يوجد هى عالقة فى الاسفل لا تستطيع التسلق للبحث عن النجدة...

توقفت لاهثة بتعب و هى تسعل ، نظرت باعين شبه مفتوحة الدماء التى خرجت من فمها و التى لوثت كفها... اغمضت عيناها مع دموعها التى نزول بأسف ، هى آسفة حقاً ، آسفة على كل ما يحدث ، آسفة انها لم تستطع حتى التحدث مع چاسبر او توديعه ، آسفة لأنها كانت السبب فيما حدث و انه هنا مثل الجثة الهامدة بسببها....صرخت بوجع حتى شعرت ان احبالها الصوتية تتمزق ، بقيت على تلك الحالة تصرخ طالبة النجدة لكن لا حياة لمن ينادي...

مزقت طرف قميصها محاولة تمضيض جرح رأس كيڤين ، تحسست نبضه ، لازال هناك نبض لكن بالكاد موجود ، ضيقت عيناها على تلك الجثة التى ملئتها الدماء ، لم تلحظ وجودها قبل الان ، اقتربت منها و هى تستشعر حركت اناملها الخفيفة.... خطفت السلاح من يد ميليسا بسرعة ضاغطة على الزناد باتجاهها ، جيد عدة طلقات كى تضمن انها ذهبت للجحيم برفقة زوجها اللعين....

اعادت ناظريها لكيفين و هى تمرر اناملها على لحيته الخفيفة ، و على ذلك الشئ الابيض الذى بدأ يقع على وجهه ... تباً أهي تثلج؟ انهما على مقربة من فصل الربيع كيف لها ذلك؟! ، اقتربت منه اكثر حتى التصقت اجسامهم كى تحضنه ، ربما هكذا ستشعر بالامان و تشعر ان الحياة على ما يرام ، انه بعد كل ذلك لازال بقربها حتى و ان كانا سيموتان اليوم لكن هما معاً فى النهاية بجانب بعضهما البعض اوليست تلك افضل نهاية تعيسة على الاطلاق؟ ابتسمت على تفكيرها لتغرق بعدها بثوانى فى عتمة احلامها..... تحبه و ستستمر فى ذلك حتى و ان كانت نهايتهما وشيكة كالأن...

حدقت قليلاً بماكس الذى يقف امامها و كأنها تستوعب اين هى برغم جسدها المتجمد فى مكانه و كأنها فقدت الاحساس به ، قبل ان تصيح بخوف مع صوتها المبوح "كيڤ...كيڤين اين هو؟!" اتكأت على زراعيها كى تنهض متناسية تلك المحاليل المتصلة بجسدها الهزيل جداً و ان جسدها عاد للنزيف مرة اخرى... فتحت باب الغرفة على مصرعية محدقة بالاطباء الذين يلتفون حول السرير ، شهقت راكضة لذلك الجسد الشاحب و الكثير من الضماضات الطبية تغطى جسده ، و هناك قماش طبي على رأسه بالاضافة لجبيرة لكلتا قدميه ، باختصار كان مظهره كارثياً مثيراً للبكاء و الالم فى نفس ايملينا ، لم تكن هناك بقعة فى جسده سليمة خالية من الاشياء الطبية اللعينة... عضت شفتها بقهر و قطرات عسليتها المالحة تتدفق على وجنتها ، مؤلم ، هذا مؤلم للجحيم ، رؤيته هكذا يلفظ انفاسه الاخيرة يجعلها تود امتصاص ألمه كله كى يكون بخير ، نعم فقط لتأخذ هى حياته التعيسة تلك و تتحمل الالم لوحدها فقط لينهض و يكن بخير...

Mirror|جنون عاشقانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن