بعد أسبوع من الحادثة....
في المشفى...
ليليا نائمة فوق سريرها و يوغيوم متكئ على طرف السرير و يده ممسكة بيد ليليا ،بينما والد ليليا جالس على أريكة صغيرة في ركن الغرفة يقرأ الصحيفة..
يتوقف عن القراءة و يرفع رأسه نحو يوغيوم الذي بدأت أثار التعب و السهر تبدو على محاياه ،يتنهذ ثم يقف و يتجه نحو يوغيوم ،يربت على ظهره بلطف "يوغيوم-ا! يوغيوم-! " يقول السيد إيم فيفتح يوغيوم عينيه مفزوعا و بدون شعور يضغط على يد ليليا فتستيقظ هي الأخرى خائفة ،ما إن ترى يدها بيد يوغيوم حتى تبعدها بسرعة و تتراجع للخلف مبتعدة عنه، تنظر إليه بعينين مرعوبتين و كإنه شخص غريب لا تعرفه ...
"آسف ، أعتقد أني أرعبتك صحيح ؟"
يحمر وجهها محرجة " وكأن هناك شيئ لا يرعبني هذه الأيام .." تقول و رأسها منحني
"سأذهب لإحضار كأس قهوة ،هل أحضر شيئا لكما ؟" يقول السيد إيم
" أنا لا أريد شكرا، لكن أحضر بعض الطعام لليليا فهي لم تأكل شيئا منذ الأمس !" يوغيوم
"تتحدث و كأنك أكلت شيئا أنظر إلى وجهك الشاحب!" تمد يدها لتلمس وجهه ثم تبعدها بسرعة
تتوتر الأجواء لوهلة قبل أن يكسر السيد إيم الصمت قائلا " سأحضر الطعام لكليكما! " ثم يخرج من الغرفة
يعود الصمت من جديد ...
يلمح يوغيوم ساق ليليا المغطى بالضمادات على طوله من أثر الجروح التي سببها رينر...
فتلحظه ليليا و بسرعة تغطي ساقها محرجة
" لما تستمرين بتغطية جروحك كلما نظرت إليها؟" يوغيوم
"لأن ليس هناك ما تنظر إليه بعد الآن في هذا الجسد المشوه !" ليليا
"ليليا... "يقول بصوت منكسر ،يقف من كرسيه و بلطف يجلس على طرف سريرها " لا تقولي هذا ليليا فأنت جميلة في جميع حالاتك و أنا سأظل أحبك كيفما ما كنت"
تنظر إليه ليليا في صمت، شيئ في داخلها يأبى تصديق ذلك
يمد يده للإمساك بيدها فتصرخ "توقف.. قلت لك توقف! لا أريدك أن تلمسني مجددا، توقف عن النظر إلي وكأنني أجمل شيئ رأيته في حياتك لأن هذا مزعج جدا، لأن كل ما كان جميل بي قد إختفى بعد ذلك اليوم و لم يبقى معي سوى هذه الجروح التي سترافقني للأبد لتذكرني بماضي المقرف.." تقول وهي تتفحص جروحها في كل أنحاء جسدها ،من ذراعيها لساقيها، ثم ترفع رأسها نحو يوغيوم لترى جرحا كبيرا على جبينه سببه له رينر هو الأخر ،فجأة ،تبتسم إبتسامة محملة بالألم و السخرية ،ثم تنظر لجروحها مجددا...
"لم يكذب حين أخبرني أنه لن يسمح لي بنسيانه !" تضحك لكن الدموع تتجمع في عينيها " خلال السنوات الأربع الماضية، إعتقدت أني أخيرا تخلصت من حياتي المقرفة" ترفع رأسها نحو يوغيوم " وأنني أخيرا سأبدأ حياة جديدة مع شخص أحبه،و أعيش السعادة اللانهائية مثل القصص الخيالية ..." تبتسم مجددا ،فتنزل دمعة بسرعة على خذها، يحاول يوغيوم مسحها عن خذها فتدر وجهها بعيدا ،تنظر نحو النافذة المطلة على حديقة المشفى
"لكنني كنت مخطئة ...بل غبية لتصديق ذلك ،لدرجة أني أخيرا نسيت وجود شخص بوحشية رينر في الطرف الآخر من العالم ،منتظرا إياي بل متشوقا لرؤيتي لهذه الدرجة، لقد وفى بوعده حقا و وجدني و من جديد ذكرني أني شخص لا يستحق السعادة أبدا .."
تصمت و تبدؤ الدموع بالنزول على خذها دون توقف ،و بسرعة يمد يوغيوم يده و يمسحها و لكن هذه المرة لم تقفه، مغلقة عينيها ،غارقة في ألمها
"لأنه شخص غبي، مجنون و مجرم ليعتقد أن سعادة شخص بيده!" يمسك بوجهها بكلتا يديه و يجبرها على النظر إليه " أنظر إلي ! هل أنت ميتة الآن ؟ أخبريني ؟ هل أتحدث إلى جثة الآن ؟ لأن كل ما أراه الآن هو أن الفتاة التي أحبها مازالت هنا، و أنا الذي يحبها مازلت هنا، و الحياة أمامنا فاتحة ذراعيها ، و الأيام السيئة قد ولت و رينر الحقير قد مات أخيرا " يمسح دمعة من على خذها بإبهامه "ليليا ،ما مررت به مرعب ،بل مرعب جدا، لكن هذا لا يعني أن الحياة قد إنتهت، أنا هنا و سأظل هنا من أجلك...للأبد "
"كلكم تقولون هذا ثم ترحلون، فقط ألمي من سيبقى معي للأبد... " تقول ثم تبعد يديه عن وجهها و تمسكهما بيدها ، وتكمل كلامها مستمرة في تحريك إبهامها على يده ...
"الجميع وعدني بهذا لكنهم رحلوا... بسببي، كلهم قاموا بحمايتي حين لم أطلب منهم ذلك ليتركوني وحدي في هذا العالم الموحش، والدي عاش بعيدا عن أكثر شخص أحبه حتى أستطيع العيش في منزل جدي الذي كرهه، والدتي توفيت مجهدة من العمل بعيدا عن حبيبها لتؤمن لي مستقبلا أفضل، و جاي أوبا... " تقول بصوت متكسر و مخنوق و كأن الكلمات عالقة في حلقها تأبى الخروج.. " ذلك الغبي، عاش حياته يحب شخص لا يستحقه، ليموت في مصنع مهجور بعيدا عن والدته التي وجدته بعد سنوات لتفقده مجددا بسببي... أنا من كان يجب أن أموت !" تضرب صدرها بقوة " أنا من كان يجب أن أموت ،أنا من يستحق الموت !" إستمرت في الصراخ والضرب على صدرها
يمسك يوغيوم بيدها لتهدأتها "ليليا توقفي أرجوكي" ثم يضمها لصدره بقوة لتهدأ على دقاته قلبه و يحس بدموعها تبلل قميصه
" كل ما حصل ليس ذنبك و لا أحد من هؤلاء يلومك على هذا ، كل واحد قام بحمايتك لأنه يحبك ،لأنه يصدق أنك تستحقين العيش ،فتوقفي عن لوم نفسك على قراراتي الأخرين.. "
"إرحل.." تقول ليليا بصوت بالكاد أستطاع سماعه من رأسها المغمور في صدره
"ماذا؟" يقول مستغربا
ترفع رأسها عن صدره و تنظر إليه بوجه جدي "إرحل عن هنا، و عد لحياتك قبل أن تفقدها "
"ليليا.."
"عد لحياتك كنجم بوب ،كيم يوغيوم عضو غوت سيفن ،و جد شخصا أفضل مني، شخص أقل تعقيدا و مشاكلا مني، إرحل عن حياتي مادمت أسمح لك بذلك ، لأنني لن أتحمل خسارة شخص آخر بعد الآن"تدفعه فيقف من فوق السرير
يقف غاضبا "لن أرحل، أبدا ! أسمعتني ؟ لا تستطعين إبعادي عنك بعد الآن ! مكاني هنا معك بقربك، لقد وعدت جاي أن أحميك و أبقى معك و سأفعل !"
"جاي مات ! يوغيوم! أتسمعني ؟! جاي الذي وعدته لم يعد هنا و لن يعود يوما ،لقد رحل للأبد ،لدى توقف عن التعلق بوعود لشخص ميت! "
"إصمتي ! جاي موجود معنا و سيبقى معنا للأبد و وعدي له لن أخلفه مادمت حيا!"
"ليس إن كنت أرفض حمايتك تلك، لا أريدك في حياتي بعد الآن! لدى إرحل مثل ما رحل الجميع !"
"لا لن أرحل !" يصرخ يوغيوم ثم يفتح الباب ليغادر فيجد السيد إيم واقفا أمام الباب و بيده صينية الطعام، و جينيونغ، نورا، نانا ،وجون كوك خلفه، يبدو على وجههم الصدمة و كأنهم كانوا هناك منذ مدة يستمعون لحديثهم
"هل كل شيئ بخير يوغيوم ؟" يقول جينيونغ
ينظر إليه يوغيوم ثم يستمر في طريقه مبتعدا عن الغرفة دون أن يجيبه
"يوغيوم-ا " يقول جينيونغ وهو ينظر إلى يوغيوم ، يلتف نحو نورا و كأنه يستأذنها بالذهاب، ودون أن يقول أي كلمة ، تبعد نورا يدها التي كانت ملتفة حول ذراعه و تبتسم له "إذهب! صديقك يحتاجك !"
يبتسم جينيونغ ثم يقبل جبينها "إنتظريني هنا! "
ثم يبدؤ بالركض خلف يوغيوم
بعد رحيل جينيونغ ، يدخل الجميع للغرفة...
تستقبلهم ليليت بإبتسامة على وجهها بعد أن مسحت دموعها بسرعة
يضع السيد إيم الصينية قرب ليليا ،ثم يرن هاتفه " علي الخروج للإجابة على هذا الإتصال !" يقول لليليا ثم يلتف نحو نورا و يهمس في أذنها " أرجوك إحرصي على أن تأكل قليلا ،فهي لم تأكل شيئا منذ الأمس !"
تحرك نورا رأسها إيجابا "حسنا لا تقلق! "
"شكرا لك! " يقول ثم يخرج من الغرفة
تركض نحوها نانا و تضمها لحضنها "أوني ! لقد إشتقت إليك كثيرا! "
تئن ليليا بسبب الألم من قفزت نانا عليها
"يااه أيتها الغبية! أنت تؤلمينها! " يصرخ جون كوك ثم يمسك نانا من ياقتها مبعدا إياها عن نانا
"آسفة أوني لقد نسيت! "نانا
"لابأس!" تبتسم ليليا "سعيدة لرؤيتك مجددا، لكن أليس لديك دراسة اليوم ؟ لما لم تغادري رفقة والدتك الأمس بعد أن زارتني ؟"
"لقد أخبرتها بهذا لكنها كانت مصرة على البقاء هنا و أن تطمئن عليك قبل رحيلها! إنها عنيدة كما تعرفين ؟!" جون كوك
تضربه نانا على كتفه بقوة فيصرخ "يااه! "
"ثرثار! " تصرخ نانا
"عنيدة و مجنونة و عنيفة! " يصرخ جون كوك
تضحك ليليا و تمسك في جانبها من شدة الألم
"أنتما! نحن هنا لزيارتها و ليس لإزعاجها! " تقول نورا
"نحن آسفان آنسة ليليا! " يقول جون كوك مع إبتسامة لطيفة
"لا أبدا! شكرا على زيارتكما، فأنتما تبعتان الحياة بداخلي" تلتف نحو نورا ثم تمد يدها لتمسك بيد نورا " وشكرا لك أيضا على كل شيئ ،على زيارتك المستمرة لي طوال هذا الأسبوع و على الكتب التي أحضرتها من أجلي ، لقد كانت صعبة الفهم لكن شكرا ،لقد كانت وسيلة رائعة لأشغل نفسي بها هذه الفترة! "
تبتسم نورا ثم تربت على يد ليليا "سعيدة لسماع أني كنت شخصا مفيدا !"
"وشكرا أيضا لك و لجينيونغ على ما أخبرتم الصحافة به ذلك اليوم ، أعرف أنكما كشفتما عن علاقتكما و تسببتما بالمشاكل لنفسيكما فقط لإشغال الصحافة عنا، أنا حقا ممتنة لكما!"
"لقد حاولنا،لكن يبدو أن الصحافة مهتمة أكثر بك أيتها النجمة! " تقول نورا ممازحة إياها
بينما كانا مشغولتين بالحديث ،شغل جون كوك التلفاز الذي كانت ليليا مغلقة إياه لسبب...
____________________________________________________________________________مرحبا جميعا ،حابة أعتذر مجددا على التأخير الغير مقصود ،والله الإمتحانات فوق راسي الحين أنا أكتب و كتب دراستي حولي ،المهم أتمنى يعجبكم هذا الفصل ،الفصل الثاني بعد ساعتين
أنت تقرأ
نجمي الضائع ٢ My lost star 2 ( فانفيكشن عن يوغيوم )
Romanceهذه القصة هي تكملة للجزء الأول من نجمي الضائع .. يتسم هذا الجزء بأحداث جديدة وأكثر تشويقا مع ظهور شخصيات جديدة ،وعلى خلاف الجزء الأول هذا الجزء ستدور أحداثه في أماكن عديدة بالإضافة الى جزيرة جيجو ، كمنزل غوت سيفن في سيول وغيرها ... كنبدة عن الأحداث...