ديانا فوق الشجرة
وما أن حلت الساعة الثامنة حتى كانت مادلين قد فقدت أعصابها تماما ، خرجت مع نيكولاس في السيارة بعد الظهر يبحثان وينقبان في كل مكان في أوترييري ، ذهبا الى نادي السبعينات وتفقدا سائر المقاهي بدون جدوى ، لم يكن هناك اثر لديانا ، وكان الجو قد بدأ يمطر في وقت تناول الشاي وأصبح هناك الآن سيل منتظم يغمر كل شيء ، عادا مرتين الى المسكن للتحقق إذا عادت اثناء غيابهما ، لكنهما اصيبا بخيبة امل ، ولم تستطع مادلين ان تفكر في مكان آخر يبحثان فيه.
واخيرا قالت:
" لا أظن انها ذهبت الى بيت جيف".
قطب نيكولاس جبينه قائلا:
" أوه ، نعم ، هذا الفتى الذي إصطحبناه معنا يوم الأحد ، بدا صديقا حميما لها".
" أجل ، إنهما يخرجان معا منذ ثلاثة أشهر ، وإن كان الامر بينهما بلا جدوى ، وهي لم تظهر له الود منذ أخبرها بخروجه مع ماريا ومعك ، ولا اعتقد أنها خرجت معه منذ ذلك الحين ، كانت مشغولة بالطبع في المسرحية ولم يكن لديها وقت".
" حسنا ، هل لديهم هاتف؟".
هزت مادلين رأسها :
" لا أظن ذلك ، لكنني أعتقد أن العنوان هوطريق ( بوبلار ) ولست موقنة تماما من الرقم ، ربما يكون 14".
أدار نيكولاس السيارة وإتجها في طريق المصنع ، وكانت أصابعه تقبض على عجلة القيادة بشدة ، وشعر بالغضب إزاء ديانا ، مهما كانت مشاعرها ، لأنها تسببت لوالدتها في مثل هذا الشقاء غير الضروري ، تلقت مفاجاة غير سارة ، ولكن هذا لا يخولها الحق في القرار تاركة مادلين بدون أي وسيلة للإتصال بها ، وأحس انه يهز ديانا بقوة ويعنفها على تصرفها الذي يفتقر الى التدبير.
وكان طريق بوبلار عبارة عن صف من المنازل ذات ابواب امامية صفراء ونوافذ بيضاء ، وكان رقم 14 يشبه سائر االمنازل ، فيما عدا ستائره اللامعة وطلائه الجديد.
ترك نيكولاس مادلين في السيارة وذهب بنفسه الى الباب ، ووقف تحت المظلة لتجنب السيل الذي كان ينهمر على البلدة ، وجاء الى الباب رجل في أواسط العمر بدا مدهوشا عندما رأى السيارة الأمريكية الكبيرة عند بابه ، وذلك الغريب الطويل على عتبته.
منتديات ليلاس
" نعم ؟ أي خدمة؟".
قال نيكولاس في لهجة ودودة:
" آمل ذلك ، علمت أن هناك أسرة تسمى أمبرسون تقطن في هذا المكان ، فهل تعرف أين؟".
" اعرف حقا ، انا والتر إمبرسون ، ماذا أستطيع؟".
" هل لديك إبن يدعى جيف؟".
بدا على الرجل القلق:
" صحيح ، ما الخبر ؟ هل حدث شيء؟".
قال نيكولاس في صبر:
" كلا... لا شيء من ذلك ، له صديقة تدعى ديانا سكوت ، ونحن نبحث عنها".
" حقا ؟ ليست هنا الآن".
قال نيكولاس يحدوه الأمل:
" هل أفهم من ذلك انها كانت هنا؟".
" أوه ، نعم ، كانت هنا من قبل ، تناولت الشاي هنا مع الأم ومعي ، وجيف بالطبع".
جاهد نيكولاس لأحتواء صبره النافد ، قائلا:
" واين هي الان ؟".
"وماذا يهمك من ذلك ؟ إنها بلا أب ؟ من أنت؟".
إلتفت نيكولاس وأشار الى مادلين لتلحق بهما وقال:
" أنا صديق والدتها ، هذه السيدة سكوت قادمة الان ، ديانا لم تات الى البيت منذ وقت الغداء ، ولا نعرف أين ذهبت".
" فهمت".
اومأ السيد أمبرسن براسه ، ولحقت بهما مادلين ، وقال نيكولاس :
" هذا السيد أمبرسون يا مادلين ، يقول ان ديانا كانت هنا بعد الظهر وانها تناولت الشاي معهم".
شبكت مادلين يديها قائلة:
" حقا ؟ وأين هي الآن؟".
وهنا جاءت إمرأة من الممر ، ذات وجه متورد ، مثقل بالمساحيق ، وشعر أشقر مصبوغ ، فإلتتت اليها السيد أمبرسون قائلا:
" أوه... سارة هذه ام ديانا وصديق لها ، إنهما يبحثان عن ديانا ".
قالت المرأة وهي تتطلع اليهما وتقيمهما:
" حقا؟".
وشعرت مادلين بأنها تحسب ماذا يمكن ان تكون العلاقة بينهما وتخرج بإجابة خاطئة ، فكررت قولها على امل:
" هل يمكنك ان تخبرينا أي ديانا الان؟".
" فهمت من ديانا أن أحدا لن ينتظر عودتها إلا في وقت متأخر ، قالت أن امامكما أمورا ستقومان بها".
ثم إلتقتت الى نيكولاس قائلة:
" ويبدو أنها كانت متضايقة من شيء ، فقال جيف أنه سيخرج بها الليلة ، ولما كان الجو ممطرا سمح لهما والتر بأخذ السيارة".
وكانت نبراتها تبدو فيها السخرية الوقحة ، ولو لم تكن مادلين في حاجة الى المعلومات لتركتها وإنصرفت ، وتساءل نيكولاس مثابرا:
" واين ذهبا؟".
غمغمت مادلين.
" ربما قطعا في الطريق شوطا آخر بالسيارة ، فقد بحثنا بالفعل في كل المقاهي".
تساءل نيكولاس :
" هل كانت السيارة في حالة طيبة؟".
شدت السيدة أمبرسون كتفيها وقالت:
" إنها سيارة جديدة ، وهي بالطبع في حالة طيبة.
" كل السيارات ينفد وقودها من وقت لآخر ، ومع ذلك فانت تعتقدين أنهما ذهبا؟".
تنهد السيد امبرسون قائلا:
" من المحتمل أن يكون ذلك الأحمق من الغباء بحيث يذهب الى لندن".
صاحت مادلين :
" ماذا؟".
حك السيد امبرسون ذقنه متفكرا:
" تحدث مرة خلال الأسبوع عن ناد إرتاده في لندن عندما كان في آخر عطلة أسبوعية ، ذهب الى هناك مع بعض الأصدقاء في سيارتهم".
قال نيكولاس ساخرا:
" سيارتي....
" حقا؟".
قالت ذلك السيدة مبرسون وهي مدهوشة بينما قال نيكولاس للسيد أمبرسون:
" إستمر ، اين هذا النادي؟".
" في حي سوهو على ما أعتقد ، إنك لم ترتد هذا المكان ليلا ، أليس كذلك؟".
" كلا ، ولكن ربما أكون قد شاهدت المكان من السيارة".
أنت تقرأ
الماضي لا يعود
Romanceالماضي لا يعود - آن ميثر - روايات عبير القديمة الملخص أخطأت مادلين مرة في شبابها , إلا أنها هرعت تحتضن الثمرة بكل ما أوتيت من حب وحنان وتضحية . وعملت جهدها كي تنشأ ابنتها ديانا في جو عائلي لا تشوبه شائبة . فتزوجت رجلاً لم يكن بحاجة الى زوجة بقدر حاج...