" الفصـل التاسِـع .. "

2.7K 115 2
                                    

~ " بقـى من العـادي ، إنّ بـعادي ، يخليـني أفكـر فيـك ، أرجـوك ريحنـي اللـه يخليـك .. و تعالَ قوام ، أنا عنـدي كـلام ، لو قُلتـه هيصعـب قلبـي عليـك ..💕" ~

_____

بدأ اليوم الدراسي و لم يأتِ إسلام و لا أحمد بعد ، حـيـاة ترافقها مخاوف عديدة منذ آخر لقاء لهما سوياً ، هي تعلم أن هذه كانت نهاية علاقتهما من قبل بدايتها أصلاً ، و لكنها لم تكن تعتقد أنها قريبة إلى هذا الحد ! ، عيناها لم تتزحزح من على باب الفصل ، تنتظر دلوف أحمد حتى تسأله إذا ما كان إسلام قد حضر أم لا ، لم يأتِ لـ عدة حصص تجمعهما و لا غير التي تجمعهما منذ آخر لقاء لهما ، و بات قلق عميق يتعمق في صدرها و يضيقه عليها ، و بعد أن بدأت الحصة الأولى بـ عشر دقائق ، دلف أحمد لاهثاً و هو يعتذر ، سمح له الأستاذ الخاص بهم و بدأت حصتهم ، لكنّ عقل حياة و قلبها لم يكونا معه و لا مع شرحه ، و عند انتهائه ، استأذنته لـ تذهب لـ دورة المياه ، و أنها تشعر بالإعياء الشديد ، و حقاً لم تكن تدعي ، عيناها الغائرتان و وجهها الذي فقد رونقه و جسدها الذي أصبح نحيلاً ؛ كانوا دليلاً كافياً لأي شخص على أنها تمر بـ حالة عصيبة ، سمح لها الأستاذ و جعل " آلاء " تذهب معها و لا تتركها .

خرجت حـيـاة من فصلها و هي حقاً تشعر بالدوار و تتسند على آلاء ، كان قلبها مُنقبضاً بـ شِدّة الآن ، و هي تعرف تلك الانقباضة جيداً ، إسلام به شيء و شيء سيء !

نزلتا الاثنتان ، و عرجت حـيـاة من أمام فصل إسلام ، و لكنها لم تلمحه بالداخل و لم تشعر أصلاً بوجوده ، قلبها يرتجف إذا ما شعرت به ، و لكن ما كان يملك قلبها الآن هو تلك الانقباضة اللعينة ، و نفسها الذي يضيق .

رمت بـ نظرها إلى فناء المدرسة الواسع ، فـ وجدت أحد الفتيان و هو يحمل يده المكسورة على حامل للكتف ، و ظهره لها ، و قلبها الآن يدق بـ عنف ، لـ يعلن لها أن هذا هو !

أدار الفتى جسده كُلياً ، لـ تتلاقى عينيهما سوياً لـ هُنيهة لم تمتد طويلاً ، إذ اتسعت عينيها بـ صدمة ، و تجمعت الدموع بهما سريعاً ، و هي تنطق بـ دون وعي ، و صوت باكٍ :

" إسـلام !! "

سمعت آلاء همسها الضعيف ، لـ تنظر لـ مكان عينيها ، فـ ترى إسلام و هو ينظر لها بعتاب و أسف ، و سرعان ما تقدم صاعداً السُلم لهما ، كانا يقفان أمام الفصل الخاص به .

" طلعيني ، طلعيني فوق أما أسأل أحمد إيه اللي كسره كده ، يارب ، يارب مش قادرة يارب ! " قالت حـيـاة و عينيها تذرفان الدمع ، و هي تضع كفها على قلبها المُنقبض ، و كأن روحها تخرج من جسدها من شِدّة الاختناق .

صعدت بها آلاء و قد كان إسلام صعد هو الآخر ، و لكنه لم يستطع اللحاق بهما ، و لم يجرؤ أن يصعد لهما ، ما عاد يجمعه بها شيءٌ الآن !

«الدكتورة و الباشمهندس.»✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن