" الفصـل الثانِـي عشـر. "

2.7K 110 21
                                    


~ " من غيـر أيّ اتـفاق عقلـي في ثانيـة إنت خدتـه ، تاه منّي و أما فـاق مش ثابـت زيّ عادتُـه ، ملهـوف كُـلّه اشتيـاق ، بيروحـلك و بـ إرادتـه ، من الفرحـة مش بيـرد ..💛" ~

___

_ " بس أنا مش فاهمة برضو ، ليه سيبتني بعد كتب الكتاب و طلقتني أصلاً ؟ ، و امتى اتجوزت جنات ؟ ، و إيه اللي جبرك ؟ ، إنت رجعت لي أصلاً ! ، ليه سيبتني تاني ؟! " قالت حـيـاة بـ حيرة و هي تجلس جواره على الأريكة في غرفتهم ، بعد انتهائها من وضع ملابسه في مكانها في دولابه .

" جنات كان عندها سرطان دم مرحلة متأخرة جداً ، اتضح أنها كان عندها من الثانوية ، أعراضه كانت عندها بس محدش فكر فيه ، و لما عرفوا كان الوقت فات خلاص ، مكنش متبقي لها غير سنة ، سنة و تلات شهور في الحدود دي ، و هي كانت أمنيتها أنها لو تعيش معايا حتى يومين ، و أنا مرضيتش أكسر خاطرها و لا أجرحها ، و لما حملت قلت لها غلط عليكِ عشان الكيماوي كان بيبهدلها ، و طبعاً مكنش ينفع تحمل مع الكيماوي ، الطفل ممكن يموت ، قلت لها مش عايز أطفال ، و خليكِ معايا آخر أيام بقا ، خصوصاً إنها لما توقف الكيماوي فترة بقائها هتقل ، لكنها رفضت و أصرت يبقا لي حاجة تفكرني بيها دايماً ، و من حظك أنها خلفت حـيـاة ، كنت لسه بحبك و متعلق بيكِ ، بس مكنش فيه فرصة للشرح و لا فرصة لوجودنا ، قلت مفيش داعي و لو لينا نصيب في بعض ربنا هـيجمعنا .. " قال و هو يبتسم ، ثم توقف متنهداً و أمسك يديها و قبلهما و هو يُغني و هو ينظر داخل عينيها بـ هُيـام :

" لأنِـك معايـا ..💙 ، لأنِـك معايـا في كُـلّ لحظـة و كُـلّ ثانيـة .. و مُـش بعيـدة .. و مُـش بعيـدة و لو بعيـد دايمـاً عليّـا .. 💙، كنتِ دايماً معايا ، مفيش ثانية نسيتك و لا مكنتش بفكر فيكِ ، آلاء كانت المرسال بيني و بينك ، كل حاجة بتمري بيها كنت بعرفها ، الأغنية دي كنت لما بحب أفتكرك بسمعها و أغني معاها و إحساس ساموزين فيها أصلاً كأني بغني بالظبط .. "

صمت و هو يزدرد لُعابه ، كانت نبضات قلبه تعلو على صوته ، لم يكن في أعمق أحلامه أن تكون معه كما الآن :

" كان حلم بعيد عليا أوي ، وجودك جنبي دلوقتي ، و إنك خلاص بقيتي حلالي قدام الناس ، حاجات كتير ربنا عوضني بيها عن حاجات أكتر ، و إنتِ كفاية عليا و مش عايز غيرك و الله ، أنا بحبك حب ميتوصفش يا حـيـاة ، حسيه بس ♥" كانت نظراته أثناء حديثه و كأنه يهديها قلبه بـ عينيه ، قبّل رأسها مُطولاً ، و سمع طرق يدين صغيرتين على الباب ، بعدها فُتح و دلفت حـيـاة الصغيرة و هي تجري و تضحك بـ فرحة عارمة ، تشبثت في بنطال أبيها و هي تقول بـ تلعثم فـرِح :

" إياد و عمو أيمن جم يا بابا ، و آنطي غُـفران جات معاهم .. "

صمتت و هي تنظر لـ أبيها ببراءة و عينين لطيفتين :

«الدكتورة و الباشمهندس.»✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن