الفصل الثامن عشر

44 6 0
                                    

طلعت .. ياحبي لك يااخي ..
رحنا فطرنا في كودو الي عند السيفوي.. انا بغيت اذبحه على هالاختيار بس هو وقف وانا وحده دايخه ما استوعبت .. طبعا هزأته بس بالنهايه فطرت في كودو.. غيرت رااايي فيه .. هذا انسان ما عنده ذوق وغبي ..
عبدالله يضحك:ههه وش فيك .. زعلانه وتوك مفطره بعد
انا كنت مبوزه:لا تكلمني .. انا اكلت لاني جايعه .. يا الغبي جايبني كودو .. حسبي الله عليك ..
رجع يضحك مره ثانيه .. ياربي ينرفزززززز .. فجأه رن جواله ..
عبدالله:هلا يبا ... ايش ؟؟ ... لا والله ما ... مادريت .. اوكي اوكي هد اعصاابك والله كل شي بيصير تمام انت بـ .... اوكي على امرك .. جاييين جايين بالطريق احنا ... يلا ... مع السلامه
عقدت حواجبي:وينه ابوك وليش زعلان ؟
عبدالله ملامح وجهه تغيرت:ابوي ببيتكم .. تنهد ... الظاهر ابوك صاير له شي والله اعلم .. الحين هو ببيتكم وجايبين له ممرضه وشغله .. شكل السالفه ماهي هينه
انا مره خلاص حسيت قلبي وقف بمكانه .. كنت حاااااسه بشي .. دموعي لا اراديا تجمعت بعيوني .. اكيد هذا المرض الي كانو يتكلمون عنه .. ياااااااارب استر يا رب .. انا مره خاايفه ..
ناظرني عبدالله:شجون وش فيك تبكين .. ابوي اصلا داق يبيني اجيبك مو عشان عمي .. من قبل امس وعمي مريض .. وحالته الحين استقرت خلاص
انا سكتت شوي وهدت اعصابي .. بس ولو لحد الان ابكي ما اقدر اوقف دموعي.. ما فكرت في اي شي غير اني بنحرم من ابوي مره ثانيه .. ماااني مستوعبه اي شي ..
وصلنا عند بيتنا .. كان فيه كدلك اسود واقف .. وبجنبه واحد لابس ثوب ومشمر اكمامه .. من غير غتره او شماغ .. اسمراني حبتين وطويل .. انا نزلت من السياره وانا عاقده حواجبي .. من هذا ... مريت من جمبه وناظرته .. كااان مره حزين .. ملامحه فيها بؤس .. اول مره اشوف انسان الحزن باين بعيونه لهادرجه .. ناظرني وهو رافع حاجب بعدها تنهد وبعد عيونه عني .. جا عبدالله وهو يطالعه:يلا شجون امشي ..
دخلنا جوا عبدالله راح للرجال وانا دخلت من باب الحريم .. مدري قلبي كان يدق بقوه وخايفه .. مدري ليه وش هالشعور الغريب الي بداخلي .. بمجلس الحريم .. اسمع اصوات .. قربت .. لقيت ماما جوا وخالتي ام عبدالله وباقي خالاتي معهم .. و حرمه لابسه عباية راس .. وبجمبها بنت اعطيها مثل عمري تقريبا او اكبر .. وقفت عند الباب لا شعوريا وانا اطالع .. ما كنت اسمع وش يقولون بس اناظر كيف الدموع محبوسه بعيون ماما وخالاتي مكشرين ومدري ايش .. ناظرنتي ماما وووقفت:هاذي شجون جت .. تعالي يا ماما الحمدالله على السلامه
مشيت لماما مثل الطفل الخايف .. تعرفون كيف يحاول يبتعد عن الناس الي ما يعرفهم لحد ما يوصل لامه .. رحت لها وانا اطالعهم وبصوت اشبه بالهمس:الله .. يسلمك ..
الحرمه شفتها .. على طول خلاص عرفتها .. معقوووول ؟؟ اذا هي صدق الي في بالي اجل الي معها الحين .....
العنود..؟؟؟!؟!؟!؟؟!؟!؟!!!!
انا انشل تفكيري وانا اطالع البنت الي واقفه جمبها .. اناظر تفاصيل وجهها بحرص .. ذكريات ذكريات كثيره واقفه قدامي .. الشي الي ما ترك ابتسامتي تكتمل .. نظراتها لي .. كانت تناظرني بنظرات استحقار عمري ماقد احد بحياتي ناظرني فيهم ..
فجأه ماما تكلمت:شجن .. هاذي ام حمد وبنتها العنود .. نسيتيهم .. ؟؟
بدري يا ماما عرفت من زمان انهم هم .. معقوله انساهم .. ابتسمت وهزيت راسي بهدوء .. منهم ذولا عشان انساهم .. هذولا اهلي .. محد ضمني لحظنه بعد وفاة جدتي الا ام حمد .. محد شاركني لعبه يومني كنت مجرد نكره غبيه بمدرسى القريه غير العنود .. محد قد حسسني ان عندي ابو غير ابو حمد وقتها .. كلهم كانو عايلتي كل شي عندي بالدنيا حتى قبل وفاة جدتي .. معقوله انساهم .. انسى الناس الي فتحو لي بيتهم وانا مو بنتهم .. معقوله انسى العنود الي رضت بي صديقه رغم غبائي وفقري ؟؟ معقوله يا ماما ابنساهم .. لا مستحيل .. هذولا مثل الدم الي بعروقي اذا جف انا اموت بعده ..
وتمر الدقايق بطيئه كلها نظرات بيني وبينهم .. وش جابهم .. ؟؟ وليش بالذات لما بابا صار مريض .. لحظه اانا نسيت بابا .. التفت على ماما بسرعه:بابا بخير؟
طبعا كنت اقصر صوتي على قد ما اقدر .. مدري هو حيا ولا ايش .. هزت ماما راسها بنعم .. رجعت عيوني عليهم .. دزتني ماما بيدها على ظهري .. تقصد روحي سلمي عليهم .. مشيت بشويش ورحت لأم حمد ومديت يدي وانا مبتسمه :هلا خالتي ..
ام حمد كانت مره فرحانه .. مسكت يدي بقووه مره خخخ عورتني شويه:هلا بك زود يا بنتي .. مشالله .. مشالله كبرتي .. نسيتينا ؟
كانت تكلمني كأني لحد الان تسع سنين .. يا حبي لها .. قلت بعفويه:معقوله انساكم يا خالتي ..
لحد الان مو مستوعبه الي يصير الحين ابتسامتي كل مالها تكبر وتكبر لدرجة اني تخيلت ان وجهي بينشق من كثر ما انا فرحانه .. تبادلت بعض الكمات انا وام حمد .. بعدها التفت على العنود اسلم عليها .. كنت مره متحمسه .. كان ودي احظنها واقولها اشتقت لك موت وما افارقها بعد هاليوم ابد .. بس تفآجئت يوم مدت يدها بطريقه بايخه .. ونظرات الاستحقار لحد الان تناظرني فيهم .. اخذت نفس طويل قلت بعده:كيفك العنود .. وحشتيني ..
رفعت حاجب وهي تناظرني من تحت لفوق:تشتاق لك العافيه ..
قالت ماما:شجون وش رايك تروحين انتي والعنود غرفتك .. تسولفون شويه وكذا
انا فهمت من اسلوب ماما انها تبي تصرفني .. تبيني اطلع من عندهم .. ابتسمت للعنود:تجين .. ؟
التفت العنود على امها وكان باين على وجهها ملامح الترجي .. بس امها اشرت لها بيدها تجي معي .. رجعت التفتت بدون نفس وهي تتأفف ومشت معي .. مدري ليش كارهتني .. انا ما سويت لها شي ؟؟
رقيت فوق وانا مره مبسوطه .. منصدمه حبتين .. معقوووله هاذي الي تمشي بجنبي العنود ... ؟؟ لا ما اصدق .. فتحت باب غرفتي بحماس ابي اوريها انو عندي سرير كبير عندي حمام بجوا الغرفه عندي غرفة ثانيه للتلفزيون وللجلسه كانت زمان غرفة العاب .. ودي اوريها صندوقنا .. الي فيه اشياااء زمان العابنا وذكرياتنا الحلوه .. ابي اقولها شوفيني تغيرت ماعادني شجون الغبيه .. مفروض ما تستحقرني هي وو ... وحمد .. ليش ما سألت عنه ... الا ليش ما اسأل عنه
فصخت عباتي والتفت عليها .. كانت توها جالسه عالكنبه تناظر حولها .. رحت وجلست جمبها وابتسمت ابتسامه شقت وجهي نصين:كيفك العنود ؟
جلست تناظرني من تحت لفوق:زينه ..
بعد لحظه سكوت .. : اممممم .. كيفهم اخوانك ؟
قالت بدون نفس:وشله تسألين عنهم ما تعرفينهم كويس
قلت بسرعه:الا حمود .... اقصد حمد .. كيفه؟؟
وقفت فجأه بعصبيه .. انا مررره ارتعت منها .. كانت تصرخ وتقول:حمد .. والله طلع فيك ذرة طيبة وسألتي عنه .. لا حبيبتي ما عليك من حمد .. اذا تبين تعرفين احواله اسأليه بنفسك بعد ما ....
بعد ما ايش .. ليش سكتت .. ما عطتني فرصه اسألها حتى وش فيها طلعت بسرعه .. وش صاير .. يمكنها فاهمه اي حاجه هنا غلط ..؟
طلعت من الغرفه بسرعه واتجهت للدرج حطيت يدي على الحاجز وانا اطالع تحت .. لقيتها توها واصله للدور الارضي وامها جالسه تطلع من مجلس الحريم ووراها امي
ام حمد:الله يعطيكم العافيه .. لا تنسين موضوعنا يا سعاااد
ماما:لا توصين حريص ابكلمها وابكلم ابوها مع اني اظن انه داري عن السالفه .. حياك الله لا تقطعون عاد ..
طلعت ام حمد ووصلتها ماما للباب .. اول ما صكت الباب نزلت ركض لماما:وش الساااالفه ؟؟...!؟!؟!
ناظرتني ثواني وقالت وهي مبتسمه:مو كنتي تبين تشوفينهم .. خلاص
توها بتمشي بس وقفتها .. الدمعه المحبوسه بعينها باينه وواضحه : ليش زعلانه طيب ؟؟ وبعدين انا اكيد مبسوطه بزيارتهم بس كمان منصدمه شويه ... وش السالفه .. انا كان عندي امل اني اشوفهم يوم من الايام بس وش معنى الحين بالذات لما بابا صار مريض. .. ماما انتي لازم تقولين لي كل شي .. مرض بابا وليش انتي قلتي انك خالتي ذاك اليوم وسبب هالزياره ونظرات العنود المستحقره .. ماما لا تحاولين تلفين وتدورين على الموضوع انا سمعت كل شي ذاك اليوم وشفت اليوم وش صار .. اتوقع لي الحق انك تقولين لي وش جالس يصير وانا مدري عنه ..
كانت الدموع تتجمع بعيوني وانا اتكلم .. مو معقوله عاد مو لهادرجه مادري وش جالس يصير حولي .. ماما حطت يدها كتفي وهي مبتسمه:بعدين ..
بعدين؟؟ ايش الي بعدين .. ؟؟ لمتى بعدين ؟ .. ما كلفت نفسي اسألها .. مشيت من قدامها بكل هدوء واتجهت للدرج .. لكن وقفت اول ما قالت:ما تبين تشوفين ابوك ؟
تذكرت .. بابا؟؟ يقولون مريض وعنده ممرضه ومدري ايش .. .لاززززم اشوفه .. قلت بسرعه وبلهفه:وينه هو ؟؟
ماما:بمجلس الرجال .. حطينا له سرير وجهزنا الوضع له ..
ما انتظرتها تخلص كلامها على طول رحت المجلس دخلت وقفت فجأه .. كل عماني وعيالهم فيه .. وش هالاحراج .. عماني خمسه كلهم هناك وكل واحد عنده كوم عيال اللهم عمي بو عبدالله ما عنده الا توم عبدالله وفتين السخيفه .. دارت عيني عليهم كلهم .. تصمنت مكاني .. لو ان الموقف هذا صاير قبل فتره يعني سنه او اكثر كان صار عادي بس .. بعد الحبسه الطويله ذيك تعدلت شوي ..
كلن اول ما شافني ما طالعني الا يوسف بو عين مفقوعه .. هذا قليل ادب .. وعبيد بس ..
انا استوعبت الموقف ثواني وناظرت بابا بسرعه وطلعت .. وقفت عند الباب اتذكر شكله .. كان عالسرير وجمبه غذايه .. كان جالس ومتسند عالوسايد وجمبه عمي بو عبدالله يكلمه .. يارب يكون بخير انا جالسه افكر وسرحانه فجأه دبج شي على كتفي .. التفت وانا معصبه من ذا الغبي الي فاتح الباب بقوه :وجعععععع
كشرت شويه يوم شفت عبدالله هو الي كان طالع .. ما شفت ملامح كان منزل راسه .. قال بصوت اشبه بالهمس:آسف
وطلع بسرعه .. لحقته وانا اناديه مو راضي يرد .. مسكت بلوزته من ورا:وش فيك ياخي اصبر اكلمك شاخط لي مليون
هو وقف مكانه .. لكن لا زال منزل راسه وشعره نازل على عيونه مو باين الا فمه .. وش هالكآبه الي عايشها هالانسان .. رحت له من قدام ورفعت راسه من ذقنه:وش فيييك؟
رجع نزل راسه بعنف:مافيني شي ..
مشى .. انا وقفت بمكاني اناديه .. ما يرد يمشي بس .. يوم يأست منه .. هو وقف لان جواله رن .. طالع الجوال شوي .. فجأه رمى الجوال بقوه عالارض لحد ما تكسر .. لا مو معقوله الرجال فيه شي .. ركضت له بسرعه:عبدالله قول لي وش فيك ..
طالعت بعيونه .. كان يبكي .. ؟؟ انا مو مصدقه عقدت حواجبي وانا اطالعه وشوي وبصيح معه .. عبدالله يبكي؟ وش السبب العظيم الكبير الي بيخليه يكبي .. رفعت راسه من جديد وقلت بصوت اشبه بالهمس:وش فيك؟ ليش تبكي؟
طالعني حط عينه بعيني .. ابتسم فجأه .. مدري وش سبب هالابتسامه الغريبه .. قال بهدوء:مبروك ..
بسرعه قلت:على ايش ..
تنهد ومسح دمعته:آسف ان كاني .. غلطت عليك بأي يوم يعني ..
مسك يدي:الله يوفقك .. لا تنسين .. تراني مجرد اخو ... لا تقولين صديق

غرام احبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن