ماما وقفت:يلا يا ماما خلينا نرجع البيت ..
تمسكت بيد بابا:لالالا توونا ..
ماما ناظرت ساعتها:شجن باقي ثواني ويجي موعد علاجات ابوك وخرابيطهم ذي حقت المستشفيات بيقضى وقت الزياره .. قومي لا يجي الدكتور يطردنا احفظي موية وجهك
ابتسمت لما قالت الدكتور .. خل اشووف وش اخباره .. وقفت بنائن على طلب ماما وتوني بطلع الا كتبت له رساله
ما قلت لي كيف بدوري ..؟؟
اول ما ارسلتها انفتح الباب وبغى يضرب بوجهي ..
سيف:اسف ..
عقدت حواجبي:لا ما عليه ..
طلعت ماما وطلعت بعدها وانا اعطيه ابتسامه وهو يناظرني بطرف عينه ..
ههه يا حليله .. احب اصادق ناس مثل كذا .. حبوووبين وعلى نياتهم ..
اول ما ركبت السياره جاني مسج .. فتحته لقيته من سيف ..
بخير يسلم عليك .. لا تزعجيني عندي ابوك تعبان
ضحكت عليه وقفلت الجوال .. ناظرتني ماما: هاه .. ودك نشتري لك لاب توب بدال الي انكسر .. ابوك مره ضايق صدره يقول مسكينه تطفش بالبيت ما عندها احد يونسها
جلست اطالع قدامي ثواني وهزيت راسي :لا .. لو بغيت ادخل مسن او اي حاجه عندي جوالي..
وابتسمت ..
ماما:ايه انتم وخرابيطكم .. سوي الي تبين يا بنتي ..
انا:ماما .. لا تنقلون بابا لمستشفى الحرس .. اساسا هو راح يطلع بكره صح ؟
هزت ماما راسها وهي تتنهد:انشالله .. قولي انشالله ..
ابتسمت:انشالله .. اممم وش راايك نسافر .. من زمان ما سافرت .. رحلة لندن ذي مخيسه ..
ضحكت ماما:انشالله بس خلي ابوك يطلع بالسلامه ..
رن جوال ماما رفعته وردت:الو .. لحظه موضي وش فيييك ؟؟ شوي شوي خليني افهم وش فيها ام عبدالله ... وشو .. فاتن .. وو ..
اخذت نفس عمق وقالت:موضي من الي قايل لك هالكلام ...؟؟؟ وحالتهم الحين ؟؟ وييييينكم فيييه ؟؟ التخصصي ....؟؟؟! تونا طالعين منه راجعين لكم .. بس ..... اسمعيني جايين جايين تطمني لا تدقين على خواتي ... جايينكم بس وينكم ..... ايه .. ايه صار .. انشالله ما صار الا الخير تطمني ..
سكرت ماما جوالها وهي مره مرتبكه :عمررر ارجع التخصصي بسرعه ..
وتنهدت بحزن:اللهم اجعله خير ..
وهي تناظر من الدريشه ومتوتره وكلش .. انا ارتعت .. وش فيها خالتي موضي داقه على ماما ؟؟ وفاتن وخالتي ام عبدالله وش صااااير ...؟
انا ارتعت من جوا .. قلت بخوف:ماما صاير شي ..
تكلمت ماما والعبره خانقتها ودموعها على طرف عينها : اللهم اجعله خير ..
مسكت يدها وضغطت عليها .. قلت بخووف اكثر:مااامااا قولي لي وش صاااير ..
هزت راسها بحزن:مدري .. مدري ..
وقف عمر ونزلت ماما وهي شبه تركض وانا وراها .. كانت تتلفت حواليها .. واتجهت لقسم الاسعااف ..
انا كنت امشي معها وهي تسرع:ماااما وش فيييهم .. ؟؟؟!!!
ماما كانت تمشي وهي مرتااعه .. دخلنا لقينا خالتي موضي تشاااهق من الصيااح .. كانت اصغر خالاتي .. هي وزوجها كانو فيه كانت حاظنه زوجها وتبكي مره وهو منزل رااسه ..
اول ما شافت ماما راحت بحظنها:سعااااد ..
ماما:موضي .. وش صااار لهم ؟؟
خالتي موضي وهي مرررره حاظنه ماما:فاتن تطلبك الحل ...
ماما شقهت وبدت تصيح .. وانا جلست استوعب .. تطلبك الحل .. ماتت ؟؟ كيف وشلون ومتى ؟؟
ماتت ؟؟ وش السبب .. ماني قادره استوعب .. فاتن ماتت .. فكره تتناقض مع تفكيري .. حلوه ذي ماتت .. ههه يستهبلون ذولا .. لكن .. يمكن صدقت الموقف لما شفتهم يطلعونها وعليها فراش ابيض .... ودم ..
بكل هدوء جلست اطالع .. منظر ماهو غريب ابدن لكن .. مقلق .. يخوف .. فاتن ماتت ؟؟ ماني قادره استوعب ..
اسمع طراطيش كلام بين ماما وخالتي .. مع الصياح والنياح كلش .. خالتي ام عبدالله وعمي بالانعاش .. بالعنااايه .. ليش كلهم هنا ..
ولو كلهم هنا طبيعي يكون ...............
عبدالله معهم ...؟؟؟؟!
بديت اتنفس بسرعه وبدت تخنقني العبره .. ودموعي بدت تتجمع لكن ما نزلت .. كنت حاسه بصدري كتمه مره كنت احس اني ما اقدر اتنفس .. لو انه مات .. بس كيف وشولون ومتى ... ولييييييييش يموت اصلا .. على كيفه هوو يموت ويخليني ..
ما قدرت استوعب .. رحت لماما وانا ابكي:ماما وش فيهم .. ماما ردي علي ..
لكن رجعت تحضنني وهي تبكي .. الموقف صعب علي .. كنت بحيره .. حيره بغت تقطعني
حسيت اني خايفه .. بشكل ما قد تصورته بحياتي .. كنت مرتاعه .. مصدومه .. ابي الاقي جواب ماني قادره ..
ثواني كانت .. شفته من بعيد .. مدري من وين جا او وشلون .. كان على سرير الاسعاف المتنقل .. وجهاز الاوكسجين على وجهه ..
ما كان فيه شي لكن .. كان فيه دم .. قلبي قام ينبض بقوه .. الي قدامي ميت ولا لا ؟؟
رحت له ووقفتهم .. مسكت ايده بقوه وانا دموعي تنزل بسرعه على يديه:عبببببببدالله شفييييييك ... ؟؟؟ عبدالله رد علي .. انت ما متت صح .. انت .. انت بس ناايم صح .. عبدالله رد علي.... رد ..
كنت ابكي وابكي .. حسيت بناس يبعدوني عنه .. دخلوه جوا وانا اناظره .. ما كنت حاسه بعمري .. جلست عالارض بيأس وانا ابكي ..
لو صار له زي ما صار لجدتي .. ماااااااني مستعده افقده ... انا بموت لو مااات .. انا بنهبل لو صاار له شي .. مدري كيف ابستوعب الي صار .. جتني ماما .. قومتني وحطيت راسي بحظنها:ماااامااا .. وش فييييييييه ؟؟ عبدالله مات يا ماما ... عبدالله ماات ؟؟؟!
ماما ما كانت حالها احس من حالي .. كانت تطمني وهي مو عارفه تطمن نفسها .. تهديني .. تقول ما صار شي .. وانا مو قادره اصدقها ..
كانت الصدمه الاكبر من هذا كله بالنسبه لماما .. لما طلعو خالتي ام عبدالله لغرفة العمليات .. ماما تركتني فجأه وراحت لها .. تناديها تناديها .. مفتكره انها بتسمعها .. وانا اتجهت لخالتي موضي .. محتاجه احد احظنه الحين .. لكن لقيتها هي اقرب هي الي جت وحظنتني وهي تبكي:فاتن ماااتت يا شجوون .. فاتن ماتت ..
وانا تحولت دموعي من حالة صدمه وصراخ للهدوء .. قمة الهدوء .. خلاص ..فاتن ماتت .. وخالتي ماتت .. وعمي مات ..
وعببدالله .... مات ..
ما صار شي .. ماتو .. عادي .. بعدت يدين خالتي موضي عني بعنف .. صحيح ما كنت اقدر اوقف دموعي .. لكن .. ما كنت في حالة هستيريا زيهم .. هديت بديت استوعب الوضع .. رحت للباب .. وناظرت بالدائره الزجاجيه الي كأنها شباك تطل عالغرفه ..
كنت مستعده اشوفه .. وهو مغطى بغطاء ابيض.. والدم عالمفرش ..
الدم الي كان على وجهه لحظتها .. كان مالي وجهه .. والخوف الي سكن قلبي اني افقده .. توني احس بغلاه .. عبدالله .. ماااهو صديق .. عبدالله اخوي .. توني ادري انه اخوووووي .. توني ادري اني متعلقه به بهادرجه ..
توني افكر لو انه ما كان بحياتي وش كان بيصير لي .. كان جزء كبير منها .. وخلاص بفقده ..
فتحت عيوني .. مستعده خلاص للصدمه .. مستعده اشوفه ميت .. فتحتها بشويش .. كانت صدمه ...... صدمه كبيره ..
صدمه غير متوقعه .. صدمه تركت دموعي تمشي اسرع من اول .. اسرع بكثير .. بس ما كانت غير دموع الفرح ..
كان جالس .. والممرضه تنظف جرحه .. كان يكح شويه .. ويرجع الجهاز لفمه .. ويتنفس بسرعه ... حطت له اللزقه وتركته..
رجع راسه على ورا وترك جهاز الاوكسيجن على وجهه .. وانا طالع ..
قمة السعاده .. لحظتها حسيت ان روحي طلعت مني ورجعت .. ما مات .. ما همتني لا فاتن .. ولا خالتي ولا عمي .. اهم شي هو ..
عبدالله بخير .. عبدالله حي .. عبدالله يتحرك قدامي ..
رفع راسه بشويش وشال الجهاز عن وجهه .. طالعني .. بنظره تحمل الف معنى ومعنى .. وانا اكتفيت بأني اصيح ..
من غير اي ملامح .. غير ابتسامه صغيره مره .. طلعت بالغصب .. ما قدرت اوقفها ..
صرخه زلزلت جدران المستشفى .. صرخة مليانه دموووع وحزن .. التفت بروعه .. كانت ماما عالارض .. والقصه هاذي ما راح تنهتي .. قصة الدموع الي انا عايشتها .. ما كلفت نفسي اتحرك .. طالعت خالااتي الي توهم جايين يلتمون على ماما ويبكون كلهم ..
ماتت .. ماتت .. ماتت .. ما كانت فاتن .. كانت خالتي .. ماتت ... خالتي انا .. اخت امي انا .. دمي الي بعروقي هو دمها خالتي الي عمري ما حسيت انها خالتي ماتت .. وفاتن .. ماتت ..
كل شي فكرت فيه لحظتها هو .. اني في حالة صدمه قويه ماني عارفه كيف استوعبها .. بين يوم وليله بابا يدخل المستشفى وخالتي وبنتها يموتون .. وبعد شوي راح يقولون عمي .. ومو بعيده بابا يموت من الصدمه .. وتنتهي المأساة كأنها نهاية مسلسل خليجي ما عرفو يوصفون له نهاية غير موت كل الشخصيات .. وينتهي بدموع .. زي ما هالموقف انتهى بدموع ..
لا .. ما انتهى .. الكل يتحرك .. يروح يجي .. الكل يبكي .. البعض اغمى عليه من الصدمه .. وانا هنا واقفه واطالع .. قدامي عبدالله ووراي كل اهلي يبكون .. وراي كانو توهم ماشين بجثة بنت خالتي .. بنت ..... خالتي .... والحين مشو بجثة امها ..
وماما متعلقه فيها .. وخالاتي يبكون .. وليله شكلها ما راح تنقضي على خير .. رجعت نظري لعبدلله .. اكبر صدمه بتصدمني اكثر من موت هالثنتين اني الاقي عبدالله مصدوم بموتهم بعد .. لكن .. رجعت ابتسم لما شفته نايم . فجأه نام .. ما امدا .. ولا ..
يمكن امدى .. مرت ربع ساعه عالموقف الي قبل شوي.. لكن كان كل شي يمر بسرعه .. يمر بسرعه كبيره .. لدرجه ما سمحت لعقلي انه يستوعبها ..
جلست بهدوء عند الباب .. عبدالله بخير ... والباقي لا .. اهم شي هو .. بس .. مالقيت تفسير لدموعي .. معقوله جالسه ابكي علشان فاتن وامها ..
من يكونون هالثنتين بالنسبه لي اصلا ..
فاتن .. كانت تغار مني لكن .. حسيتها اختي كنت دايم اتغاظى عنها لكن برضو .. انقهر منها .. يمكن اكبر سبب خلاني ابكي عليها .. لانها كسرت خاطري ..
اي انسان بيشوف وحده حلوه مثل فاتن وبعمر الزهور .. تموت .. وما بقى على زواجها الا شهرين .. صح .. شهرين .. كانت بتتزوج بعد شهرين .. وماتت .. من الي ما راح يبكي لمن يشوفها قدامه ..
كفايه ان منظر خطيبها الي هو ولد خالتي .. داخل بروعه وهو يتلفت يمين شمال يدورها .. مو قادر يستوعب انه فقد عروسته .. شي مثل كذا كفيل انه يخلي الواحد يبكي ..
حسيت اني بفلم هندي .. ما كنت وتها رايقه للدموع .. كنت تعبانه من الهموم الي بقلبي .. بتجي فوقها هموم وهموم .. انا ماني مجبوره ابكي هنا .. ولاني مجبوره احزن .. انا قلت وقررت وخلصت .... راح اعيش حياتي زي ما انا ابي اشوفها... وقفت من جديد وطالعت عبدالله .. اذا هو بخير خلاص .. هذا اهم شي .. اذا السالفه فيها موت انا ما راح ابكي .. ولا راح اضيق صدري .. لو انها ماما وهي ماما ماتت
برمجت نفسي على اني ما ابكي عليها .. انا تعبت من حياتي ومحد مقدر .. ناقصه انا هموم ..
اصلا من يصدق ان ام وبنتها يموتون وابوهم بالانعاش وولدهم عليه غذايه .. وش سبب هذا كله .. مشيت بهدوء لسيارة الاسعاف الي نقلتهم . العمال الي بالاسعاف كانو يطالعون اهلي بشفقه .. وما الومهم .. قربت .. وقلت بصوت حسيت انه ما ينسمع .. كان اشبه بالهمس ., اسا سا انا انصدمت لمن شفت صوتي كذا .. شاللي مخلي ملامحي بارده .. وصوتي مبحوح .. متى امدى هالاشياء تصير لي ..
قرب عامل الاسعاف:عفوا اختي ما سمعتك ؟؟
قلت بصوت اعلى:من وين جايبينهم ؟؟؟؟
العامل سكت شوي : احترق بيتهم .. و .. الولد هذا كان بره بالحوش ما صار له شي بس البنت الي توفت الحين كانت جوا ومعها ربو .. والام كانت بالمطبخ يوم حصل الالتماس بمكيف المطبخ .. وابوهم كان جوا بعد .. بس الله ستر عليه ..
هزيت راسي وانا اقول بهدوء .. اهاا .. كني استوعب القصه .. اجل حريقه .. مسكين يا عبدالله ..
ما رجعت لداخل .. مشيت للسيارتنا .. كانت شنطتي جوا .. ووو .. طرحتي جوا .. ما استوعبت انها مو على راسي الا لما لفحني الهوا وترك شعري يجي على وجهي لكن .. كملت طريقي وركبت السياره .. وركب وراي عمر .. :مدام وين روه ..
طالعت بالشباك .. ابي اخذ منظر اخير للمكان .. صحيح كنت برا ما اشوف شي .. بس حسيت اني ابي اطمن قلبي على عبدالله .. لازم ارتاح انا ..
التفت على عمر وحاولت ارفع نبرة صوتي شوي عشان يسمعني : اطلع من هنا ..
خلاص ابي ابتعد واريح شوي .. تعبت كفاية دموع .. عيوني ما تستحمل ..
تركت عمر يمشي بالسياره وين ما يحب يمشي .. وانا .. انسدحت ورا .. وانا افكر .. ما كانت مراتب السياره مريحه ولا كانت سرعة عمر مخلتني اثبت بمكاني بس ..
كان جو السياره يساعدني على التفكير .. وش بيصير لعبدالله .. فقد امه .. واخته .. ويمكن ابوه بعد .. مدري ..
وش بيكون تأثير الصدمه عليه ... انا عمري ما تخيلت يصير هالموقف بالدنيا لي او لشخص اعرفه ..
ابجي انحط بالموقف هذا بكبره .. صعبه .. انا بالنسبه لي مريت بظرف زي كذا .. لكن انا متأكده ان طعم الحزن الي بيذوقه عبدالله بيكون مر اكثر .. الوضع مختلف ..
انا ما عرفت ابوي بحياتي .. هو عارفه .. وعاااش معه واحد وعشرين سنه تقريبا .. وتربى بيده .. بعدين فقده .. او يمكن يفقده
انا ما عرفت امي بحياتي .. هو عشقها .. قد ايش عشقها وانا ماني قادره استوعب انو فيه انسان يحب امه كذا .. كان يسولف لي عنها كثير. .. كان يحبها كثير .. كان متعلق فيها كان بار فيها بشكل مو طبيعي .... وخلاص فقدها ... ابد ما نقدر نقارن وضعي بوضعه ..
واخيرن .. انا اصلا ما عندي اخوان .. مو عرفتهم او ما عرفتهم اصلا ما عندي .. وهو عنده .. ومو اخت وبس كانت اخته التوأم .. يعني كانهم روحين بس بجسد واحد .. كنت عارفه انه يحس فيها كثير .. كان كثير يفضلني عليها بأشياء صحيح يحبني اكثر منها وهذا واضح بس ...
عارفه انه لو درا انه بيفقدها طول عمره بيكون اقسى عليه لو فقدني انا ....
طيب انا .. لو اني انا الي متت .. لو الدنيا بدون شجون كيف راح تصير .. تنهدت .. عبدالله ما يستاهل الي يصير له .. انشالله على الاقل ابوه يقوم بالسلامه .. ما دام ان اخته وامه راحو ..
طلبت من عمر يوقف بالبيت .. ونزلت .. استقبلتني ام سلطان :هاه وشلون ابوك ..
طالعتها بإبتسامه صفرا .. هه تسألني عن بابا .. قلت بكل بساطه:بابا .. زين .. ما عليه ...
وضحكت ضحكه صغيره ومشيت لكن مسكتني:وش فيك يا بنيتي وين العبايه وين شنطتك ..... وين امك .. ؟
ناظرتها .. كنت اتكلم بلا مبالاة ما قد تكلمت بها بحياتي:ماما .. تصيح بالمستشفى ..
ام سلطان ارتاعت:وش صااير ..
انا:ما صار الا العافيه .. مافي شي مهم .. بس خالتي ام عبدالله ماتت .... وفاتن ماتت .. وعمي بالانعاش وعبدالله .... لا عبدالله كويس ..
هزيت راسي بإنكار:ما احس ان السالفه تسوى .. ماما مكبرتها ...
ورقيت فوق:يلا عن اذنك بنووم .. راسي منتفخ .. لا تصحيني..
كنت داريه اني تركت ام سلطان وراي مصدومه لكن .. وش اسوي .. ترا هالكلام ما كان يطلع من قلبي اصلا ما كنت افكر لحظتها انا وش اقول ..
كل الي كان شاغلني الحين .. اني ارتاح .. رميت نفسي على سريري بعنف .. بعباتي بالجينز بكل شي .. ومسكت وسادتي .. وبديت ابكي .. وابكي .. وابكي ..
كنت عارفه ان سالفة الدموع هاذي بيطول عمرها معي .. بس .. الله يرحمهم .. ما بيدي شي غير اني ابكي .. لحد ما انوووم ..
شجن قومي صلي .. اذن المغرب ..
قمت وانا مكشره على صوت ماما المبحوح .. لقيتها لابسه اسود ووجهها باهت .. ووجالسه تحط عباتي بالشماعه ..
تعدلت من مكاني:ماما .. عظم الله اجرك ..
وقفت بهدوء .. وشكلها مسحت دمعتها:اجرنا واجرك .. يلا صلي عليك فروض ما صليتيها ..
لحظتها استغربت .. ماما ماهي منهاره .. الا .. منهاره اكيد منهاره المنظر الي شفته اليوم ما يقول انها ما كانت منهاره .. بس ماما قويه .. هذا الي فهمته وفسرته الحين .. قمت من سريري وتوني بدخل الحمام اغسل وجهي بس تذكرت:ماما .. عمي ؟؟
ماما بشبه ابتسامه .. وباهته بعد:ادعي له ..
فرحت من جوا انو ما صار له شي بس برضو عورني قلبي .. الي صار اليوم شي مو سهل لا علينا ولا على عبدالله وعمي ..
ماما:انتي توك قايمه شكلك بتسهرين .. بس انا بقومك الصبح ..
اخذت نفس طوييل:العزى عندنا ..بكرا
نزلت راسي .. فكرت بسرعه:بابا درى يعني ... ؟
هزت ماما راسها:الدكتور ماهو مأيد فكرة انو نقوله بس لازم .. لكن بنقوله بالتمهيد .. اليوم انشالله بعد صلاة العشا بنروح له ..
تنهدت:وعبدالله ...؟ درا ؟؟
ماما:درا ..
نزلت راسي:وطلع .. ؟؟
ماما:طلع ..
ابتسمت غصب عني:وينه .. مو بيتهم محترق ؟؟
ماما:ببيت عمك بو راكان الحين ..
انا:ليش ما يجي عندنا ؟؟
ماما:ليش فقير هو ولا عاجز .. عندهم خمس فلل غير الي احترقت ..
قصرت من نبرة صوتها:الله يعينه بعد قلبي عبدالله .. ما يستاهل ..
انا:ايه .. خلاص خليه يجي عندناا ..
ماما:يا ماما هو تعبان وراح عندهم اليوم ..
انا:ما جاه شي ..؟
طلعت ماما:كدمات ..
انا تنهدت ودخلت الحمام .. مسكينه ماما .. شكلها مررررررره مكسووره .. باين عليها انها بكت كثير .. الله يرحمهم .. توضيت وصليت
ودعيت لفاتن وخالتي .. شكلهم خلاص دفنوهم .. انشالله اكون انا وراهم .. طفشت من هالحياة الممله .. كل يوم زي الي قبله وعارفه وش بيصير بكره .. بيصير زي الي صار اليوم .. وان كان فيه حدث صار لازم يصير حدث يضيق الصدر ..
يا تموت خالتي وبنتها ولا عبدالله يزعل علي بدون سبب ولا العنود ما تستلطفني وانا مدري ليه ..
افف بس .. توني بفصخ جلالي الا اذن العشا كملت صلاتي ورحت لدولابي .. اطلع لي اي شي اسود البسه .. تنهدت وطلعت لي جنز وبلوزه اهم شي شي يمشي الحال .. بلوزه سودا وخلاص ..
مدري ليش احس اني شريره .. مو شريره بس .. كنت اتوقع اني حساسه اكثر من كذا .. انا زعلانه طبيعي زعلانه ومتضايقه .. الي ماتت خالتي مو اي احد بس .. مدري ..
حتى عمي ترا ما زعلت عليه .. خالتي وفاتن يمكن فاتن شويه بس عمي ... اقل من شويه بشوي .. لاني ما نسيت كلامه ابدن ..يجرحني لحد الان .. كل ما اتذكره تخنقني العبره ..
بس الله يسامحه .. ويقومه بالسلامه .. مو عشانه .. عشان عبدالله وبابا بس .. ولا هو ما همني .. صحيح فرحت انه ما توفى بعيد الشر عنه بس ........ اففف مدري ..
لبست عباتي .. حاولت قد ما اقدر البس عباة مافيها اشياء كثيره بس ما لقيت .. استغربت من نفسي كل عباياتي كذا بهالشكل .. يالله مو مهم .. جلست انتظر ماما تنزل .. تذكرت جوالي .. وشنطتي بعد .. نسيتهم بالمستشفى .. ضااق صدري مره وقمت التفتت لقيت ماما نازله
وبيدها شطنتي:يلا بنمشي ..
رحت واخذت شنطتي:شكرا جبتيها ..
مشت وما ردت .. احس اني رايقه وهي مره واصله معها .. الله يعينها الحين كيف بتقول لبابا .. انا عارفه انها بتخرب السالفه وبتصيح قبل ما تتكلم حتى .. خخخ وانا اقول ماما قويه ..
رحنا كان بابا توه صاحي .. وكان سيف جوا يكلمه ..
ماما وقفت عند الباب ثواني وراحت .. مدري وين راحت .. بس انها طلعت .. توني بلحقها الا وقفني بابا:تعالي وين رايحه
التفت وابتسمت:هنا ما رحت مكان ..
بابا:وش فيه وجهك كنه منصفق .. وامك وين راحت ..
سيف انحرج:طيب انا عن اذنكم ..
توه بيطلع الا تكلم بابا:ولدي يا سيف استنى ..
رجع سيف:امر عمي ..
يا حليله والله مؤدب ..
بابا: يعني ابطلع الحين مالي شر ..
سيف:مع اني ودي انك تقعد معنا الله يهديك بس حالتك استقرت تقدر تطلع .. ما عاد تبينا اجل ..
ضحك بابا : والله ماني طالع من جزاك .. الله يوفقك يا رب .. هاذي بنتي شجون .. انشالله بتصير دكتوره زيك
ابتسمت على كلام بابا وطالعت بسيف وطالعني
سيف:ايه حصل لي الشرف قبل .. يلا انا بكتب لك اذن خروج بس
قاطعه بابا:منب منفعل من شي بس اخلص علينا
ضحك سيف .. يا حليلهم .. يمونون على بعض وشكل بابا حب سيف .. بصراحه شخص ينحب ..
سيف:يلا عن اذنكم ..
ابتسم لي وطلع .. رديت له الابتسامه ولفيت وجهي لبابا بهدوء وبدت الابتسامه تتلاشى بشويش وانا انزل راسي على تحت ..
بابا:وش فيكم عاد .. شكلكم ما تبوني ارجع
تنهدت ورحت عنده وجلست:من قال .. الله يقومك بالسلامه الا نبيك ..
بابا:وين امك؟؟
انا:تبي اناديها .. مدري وين راحت ؟؟
بابا:لا لا .. اجلسي معي الحين بتجي ... والله ان هالسيف ولد حلال وطيب ..
هزيت راسي :ايه ..
بابا:شجن وش فيك .. ضايق صدرك من امك .. تعبانه ؟؟
جلست اطالع بعيونه .. السالفه ما تتمهد .. ماني صابره ماما تجي وتقوله .. لقيت نفسي فجأه اتكلم لا شعوريا
بابا .. فاتن وخالتي ام عبدالله يطلبونك الحل ..
بانت الصدمه على وجهه وفتح عيونه .. هز راسه :لا حول ولا قوة الا بالله ..
رجع التفت علي:متى ؟؟؟؟؟
نزلت راسي:اليوم ..