29

42 4 0
                                    

تنهد بابا : انالله وانا اليه راجعون .. الله يرحمهم ..
طالعت بوجهه .. كان مره حزين لكن مو راضي يبين هالشي .. رجع سألني:شلون ؟؟
بلعت ريقي .. كنت عارفه انه بيسأل سؤال اصعب من هالسؤال: احترق بيتهم
ارتاع وشد على يدي بقوه وعيونه تجمعت فيها الدموع:واخوي ؟؟
هزيت راسي..ما كنت قادره اكذب بس .. حاولت :بخير .. انشالله بخير ..
اخذ نفس طويل ورجع راسه لورى وهو يردد .. انالله وانا اليه راجعون .. انالله وانا اليه راجعون
جلس فتره بعدين رفع راسه كأنه تذكر:وعبدالله ؟؟
انا:طلع ...... من المستشفى ..
اول ما رفعت عيوني اطالع بابا لقيت الدمعه على طرف عينه .. لكن لا بابا قوي .. عرفت انها ما راح تنزل .. شديت على يده وصرت انا الي ابكي .. حرام اشوفه حزين قدامي .. وهو تعبان .. ومو ناقص ..
بابا كان مره يعز فاتن .. وعمي بو عبدالله كان اعز اخوانه عليه .. عشان كذا ما تركني اسافر الا معه ... كان مره يحبه .. ودي اعرف بس وش شعور بابا الحين ..
ملامحه بارده .. شوي حزينه بس بارده .. ثواني دخلت ماما .. ناظرت الدموع على خدي وبابا علامات الصدمه باينه عليه .. جت وجلست .. كانت تبي تصبر بابا بس شكلها ما عرفت تصبر نفسها اصلا ... فلقت ان الحل الافضل انها تطلع تكمل بكي برا عشان ما تضيق صدره ..
والاحسن اني بعد امسح دموعي ..
طلعنا كلنا من المستشفى والهدوء يعم بالسياره .. كلن سااكت واجواء حزينه .. فجأه من غير مقدمات
اسنهري دنهري موكا مكالات ..
وش ذا الشي ؟؟ وش هالخرابيط ؟؟؟ اغنيه هنديه ذي ...!
شوي يرفع عمر جواله ويبدى يقرقر .. ياااااااااربي مو وقته ودي الفخه على خشته .. جالس يسولف مع خويه واحنا بهالحاله
لا هو ودلاخته حاط نغمة اغنيه هنديه زي وجهه ..
انا ما قدرت امسك اعصابي على عالسواق الغبي فصخت جزمتي وذبيتها على راسه ..
مدري وش صار بعد كذا .. حظنت ماما وانا اصيح:قهرننني يا ماما خلوه يسافر ..
كنت اصيح من القهر .. والله مو وقته وقسم بالله .. بابا مره تضايق وصرخ علي .. وانا بحظن ماما ابكي .. كنت مقهوره من جوا ومدري كيف اطلع حرتي ..
كل الي اذكره ان بابا لاغاني واني ضيقت صدره زياده وخليت عمر يشب نار وصار يسرع بالطريق من الغضب لدرجة خلت بابا يضيق اكثر واكثر ..
وصلنا البيت .. ماما نزلت تساعد بابا وانا مسحت دموعي ونزلت من السياره صرخت بقهر على عمر : انت كـ ** ..
ودخلت وانا امسح بقايا دموعي .. من جد حقير موب وقته ..
اهم شي طلعت شويه من الي بقلبي على احد .. رقيت فوق غرفتي وصفقت بالباب .. مدري ليش صفقت بالباب .. يمكن من القهر ..
ودقيت على ليلى وبديت اصيح فجأه واعلمها وانا اشاهق ان كلن مات وان عبدالله كاسر خاطري بدرجه واني واني......
لحد ما طلع الصبح .. جت ام سلطان تقومني:شجون يمي قومي الناس جت بيتكم ..
هممممممم وش تبي ذي توني ما نمت الا خمس دقايق .. جالسه تقومي .. غطيت روحي بالوساده ..
ام سلطان:شجون يما قومي النااااس تحت ..
الناس؟ اي ناس ؟؟ قمت وانا مرتاعه ... العزى ...!
قمت وغسلت وجهي .. وبسرعه غيرت ملابسي وطلعت .. ناظرت الصاله من فوق .. طليت بوجهي لقيت حريم وصياح وخالاتي فيه وعماتي وكلن .. تنهدت ..
خنقتني العبره .. احس اني استرجعت منظر امس .. نزلت بشويش وانا طالع في الحريم واغلبهم يطالعون فيني .. كانت اكثر وحده متأثره خالتي العنود ... رحت لماما وجلست جمبها .. حطيت راسي على كتفها وجلست اطالع الناس .. اول ما جت وحده من خالاتي قمت من مكاني ورحت كنبه ثانيه ..
انا ما كنت اصيح .. بس كل مره اشوف وحده تدخل وهي تصيح ومدري ايش ما استحمل ابجى اصيح معها ..
كل ما اشوف وحده تبكي تذكرني ان الي ماتو ناس غاليه علي صحيح ما عرفتهم ويمكن كنت ابغضهم بس ما تكتشف غلات الشي الا اذا فقدته ..
حتى ماما .. كانت ساكته .. لكن لمى تجي وحده وتسلم .. وتبدى تصيح .. وتحظن ماما .. وتقول الله يرحمها كانت توها بتتزوج .. مسكينه فاتن .. ولا تتكلم عن خالتي .. هي الي تخلي ماما تصيح .. انا انقهرت من هالعالم ..
اطالعهم وابكي بهدوء .. احاول اخفي دموعي .. مدري هي دموع حزن ولا قهر .. يعني هم جايين يخففون عننا مفروض ينطمون .. اكره الناااس ..
شوي شوي بدى دمي يفور من الحرمتين الي جمبي ..
ام حمد ما جت .. والله انها قليلة مروه ما تجي الا باالعروس
الثانيه : اييه ما شفتيها بعرس منى .. لابسه ذاك الفستان الاصفر الي يحوم الكبد .. لا وجايبه كل بناتها ثمان ول عليها
الاولى:ايه ما تشبع هالحرمه الله يعين رجلها جايبه له ثمان بنات ولا ولد .. ما طلقها ..
الثانيه: لا تحلف عليها ان ما جابت ولد بيتزوج عليها .. بس خلك عن هالاشاعه انا شايفتها ببيت اهلها شكلها عطاها ورقتها
الاولى تضحك: والله جابته لنفسها ..
وش يحسون فيه .. بديت ابكي اكثر واكثر من القهر ذولا جايين عزى ناس ميته ويسولفون ويضحكون .. عطيتهم نظره خلتهم يسكتون من جد ..
بس ما مرت ثواني الا بدو يتكلمون لكن بصوت اقصر .. يعني اني ماني سامعه
الاولى:شوفي شوفي ذي بنت هاله اللي توفت .. اخت ام عبدالله
الثانيه:هاذي بنت هاله ؟ لا شوفي شلون تناظرنا قبل شوي .. مبسوطه ما طلعت على امها جمال ودلال .. طالعي شلابسه
الاولى:احد يلبس طنطلون بعزى .. لو ان فيها خير لخالاتها كان شفتيها لابسه قميص اسود لا وفوقه العبايه والطرحه بعد .. يا زين بناتنا بس .. تربيه واخلاق ..
انا انهبلت منهم .. هذا الي ناقص .. قمت لهم ووقفت قدام الاولى الحـ**** ذي ..
قلت بهمس على قد ما اقدر:الباب يوسع جمل ترا .. بيتنا يتعذركم ..
ورحت جمب ماما ولفيت يدي حول ذراعها وحطيت راسي على كتفها وجلست ابكي .. مسكت يدي .. بعدها غمضت عيوني.. تجي وحده تسلم علي ما ارد عليها .. جلست على هالحال افكر وشلون عبدالله الحين لحد ما عم الهدوء .. رفعت راسي .. الكل راح .. وماما لحد الحين جالسه جمبي وتطالع قدامها بيأس ..
انا:ماما راحو الناس ..
هزت راسها...
انا:ماما لا تضيقين صدرك ..
طالعتني بحزن وقامت ..
تسندت على الكنبه وانا اتنهد .. قد ايش اثر فيني هالحدث .. فكرت بعبدالله .. ما دام العزى عندنا اكيد موجود ..
رحت لمجلس الرجال .. تأكدت من الطريق قبل .. مافي احد ..
فتحت الباب بشويش .. كان لابس ثوب .. وشماغ بدون عقال ولافه حول رقبته بطريقه عشوائيه .. ودافن راسه بين رجوله وجمبه واحد من عيال عمي .. سعد
حاولت ادخل راسي اكثر لكن من غير ما ينتبهون .. المجلس فاضي .. بقايا فناجيل قهوه مدري ايش ...
حسيت بسعد بيطلع قمت ركضت لمغاسل الرجاجيل .. طلع من المجلس انتظرته لمن يطلع من الباب الي عالحوش ورحت دخلت ..
فتحت الباب بشويش ..
وجلست خمس دقايق واقفه .. افكر وش اقول له .. وكيف ابدى معه .. بيردني وبيعصب علي .. ؟؟

رحت له بهدوء .. وبشوية تردد .. جلست جمبه فتره ساكته .. تنهدت واخذت يده بيدي : محد يموت قبل يومه
جلس فتره ما تحرك .. بعد خمس دقايق رفع راسه .. يااااربي كاان مره مكسور وحزين .. مدري هالظرف بيعدي بسرعه ولا لا ..
بلع ريقه وجلس يطالعي .. رجع نزل راسه وهو يهزه بشويييش : ما اعترضت ..
رفعت راسه بيدي:طيب لا تسوي كذا
حرك يده بهدوء علامة استنكار:ما سويت شي
اخذت نفس عميق .. مو هذا الكلام المناسب الي ينقال .. يوم شفته كل شوي يرجع ينزل راسه .. رجعت رفعته :لا تنزل راااسك طيب
ناظرني بنظرات غريبه .. وتجمعت الدموع بعيونه:شجن وش تبين مني ؟؟
لحظه هدوووء .. رفضت اتحسس من كلامه .. ما راح اتحسس انا عارفه انه يمر بوقت شين الحين وانا لازم اكون جمبه زي ماهو دايم يصير جمبي ..
حطيت راسي على كتفه:تدري ان الدنيا ما تسوى
رجع راسه على ورا وسنده عالكنبه وهو رافعه .. بحيث اني وخرت راسي عن كتفه عشان يقدر يتحرك ..
قال بعد نفس طويل:ما تسوى .. الحين ما تسوى ..
وطاحت دمعه صغيره .. ما سمحت لها تكمل ومسحتها:ايه ما تسوى هالدمعه ...
طالعني وهو على نفس حالته:مو شرط اكون حاس فيها وهي تنزل..
تعدل من وضعيته ومسك يدي وضغط عليها .. كانت عيونه حمرا .. وحزين وكئيب .. يحق له طبعا ..
قال بعد فترة سكوت:بس انا السبب ..
انا:سبب ايش ؟؟ مو صح انك تحط اللوم على نفسك .. محد يموت ناقص عمر
عبدالله:مو انا اللي ....
سكت وهو يناظر قدامه .. كأنه يتذكر .. لكن ولا دمعه نزلت بعد الي مسحتها .. كانت على طرف عينه بس ما نزلت ..
بدى يتكلم .. يقول لي وش صار .. كان ماسك يدي بقوه .. ما اظن انه حاس بنفسه .. كان يتكلم يبي يطلع الي بقلبه
يتكلم بصوت مبحوح وبيأس كبير ..
عبدالله:امس .. كان ابوي متضايق لان ابوك بالمستشفى .. وامي يومها .. قررت تفرحه .. تبيه يصير مبسوط .. وراحت تسوي الغدا بنفسها .. من زماان ما دخلت المطبخ .. شي خلاني .... خلاني اتذكر اول لمن كانت تسوي لنا كيك بالشوكولاطه انا وفاتن ... وكانت دايم تقولنا اطلعو برا لمن اخلص .. مو خايفه علينا من النار .. لا .. ما تبينا نحتر ونطفش .. لانها ما تحب تشغل المكيف ..لكن ..... يومها طلبت منها تشغله .. قالت لي انو ما يصلح مكيف بالمطبخ بس انا اصريت عليها .. كان شكلها قدام الفرن وهي واقفه كاسر خاطري .. لكن هذي هي رغبتها .. ما اعترضت .. بس اصريت عليها تشغل المكيف .. ورحت لفاتن .. ضربت باب الغرفه ودخلت .. لقيتها قدام المرايه شايله فستانها .. تناظر نفسها بالمرايه ..التفت وطالعت فيني .. جتني بكل فرحه تعلمني وين تخطط تسافر شهر العسل .. وانا اناظرها وفرحان .. وهي كانت اسعد انسانه بالدنيا عمري ما شفتها سعيده قد ذاك اليوم ......... الي هو امس .. جلست تسولف لي عن تخطيطات العرس ...بالضبط زي زمان .. لمن كنا انا وياها نلعب عرس .. كنا صغار .... بالروضه .. جلست تسولف لي تقول انها تبي تسترجع ذيك الايام .. وجلسنا نتذكر .. لحد ما دق ابوي علي .. طلب مني انزل له عشان اشيل معه اغراض بالسياره ..كان توه طالع من المستشفى .. توه شايف ابوك .. ونزلت .. ومريت على امي بالمطبخ .. لقيتها ما شغلت المكيف .. تضايقت .. طالعتها بكل حنان وطلبت منها للمره الثانيه تشغله .. ونزلت تحت .. وصلت للباب ....... بس
سكت شوي .. هالمره ما قدر يمسك دموعه .. طاحت كم دمعه كانت غصبن عنه .. كان وقتها يتكلم بعفويه ..... لا

غرام احبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن